اضطرابات نفسية

التعامل مع أطفال التوحد

التوحد وأسبابه

علاج التوحد وكيفية التعامل مع الطفل المتوحد

أظمة جديدة لمساعدة الأطفال المتوحدين

يعرفوا أطفال التوحد بحساسيتهم الزائدة وتوجد العديد من الانظمة التي تم طرحها للتعامل مع الكفل المتوحد وفيما يلي نوضح معلومات هامة عن هذا النظام

يبدو أن فوائد الليجو تتجاوز مجرد الترفيه عن الأطفال، لتتشعب وتتفرع وصولاً إلى مساعدة الطفل على تطوير قدراته في التواصل مع الآخرين وتعزيز ثقته بنفسه.

إن اللعب عنصر أساسي في عملية نمو الطفل، ويكتسب أهمية مضاعفة في حالة الأطد من الانظمة التي تفال المشخصين بالتوحد، حيث يمكن من خلال اللعب تنمية مهارات الطفل المختلفة و تعزيز قدرته على الإبداع بالإضافة إلى مساعدته على التفاعل مع التغييرات في محيطه والاستجابة لها بشكل إيجابي.

هذا ولاحظ عدد من العلماء أن الأطفال المشخصين بالتوحد تزداد قابليتهم للتواصل مع بعضهم بنجاح لدى انخراطهم في اللعب بالليجو بجماعات، الأمر الذي دفع بالعديد من المختصين لتطوير طريقة لمساعدتهم عبر هذه اللعبة.

وانتشرت فكرة العلاج بالليجو مؤخراً، لتظهر العديد من المراكز على مستوى العالم التي تقدم دورات تدريبية للعاملين في هذا المجال في تقنيات استخدام الليجو  كعلاج للمشخصين بالتوحد.

ما هو العلاج بالليجو؟

العلاج بالليجو هو برنامج لتطوير المهارات الاجتماعية للأطفال المشخصين بالتوحد وغيرها من مشاكل التعلم والاتصال. يقوم العلاج بالليجو على فكرة قيام الأطفال معاً ببناء تصميم ما بقطع الليجو، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لهم لتطوير اليات  ومهارات التواصل المختلفة مثل الكلام والتعاون مع الاخرين أثناء اللعب. ودور المعالج في عملية العلاج بالليجو لا يتعدى العمل على تسهيل ما يحدث من تعلم وتواصل والإشراف على سير جلسات العلاج.

وقد يكمن السر وراء نجاح العلاج بالليجو في العديد من الحالات إلى قدرته على إشراك الطفل في أنشطة هادفة وممتعة قد يفضلها على أي طريقة أخرى.

كيف يتم العلاج بالليجو؟

يشارك الطفل في دورة العلاج بالليجو والتي تمتد في الغالب إلى ثمانية أسابيع بمعدل ساعتين أسبوعياً. وتبدأ جلسة العلاج بتعارف بسيطة وتبادل للتحية، ثم تقسيم الأطفال إلى مجموعات من ثلاث، ويتم تكليف كل طفل بتنفيذ مهام محددة خلال الجلسة، إذ يوكل لكل طفل لعب دور معين مثل: “المهندس” الذي يعطي الإرشادات ويوجه العاملين، و”المورد” المسؤول عن إيجاد قطع الليجو المطلوبة لإتمام البناء، و”عامل البناء” الذي يقوم بتركيب القطع لتظهر في شكلها النهائي. ويتبادل الأطفال الأدوار الثلاثة باستمرار فيما بينهم أثناء الجلسة.

يؤدي اعتماد الأطفال على أنفسهم لإكمال البناء إلى تنمية قدراتهم على التوصل لحلول عملية وإبداعية وحل المشاكل بصعوبة أقل. كما ويجد الأطفال من خلال أنشطة كهذه أنفسهم بحاجة للتعاون والعمل سوياً من أجل إيجاد حلول لأي مشاكل قد تواجههم، وهي أمور قد تكون صعبة بطبيعتها على الطفل غير المشخص بالتوحد، وتتضاعف صعوبتها عند المشخصين بالتوحد.

وما يزيد من فرص نجاح العلاج بالليجو هو معرفة غالبية الأطفال المسبقة والجيدة باللعبة، وبالتالي فهم غير مطالبين بتجربة أمر جديد أو غير مألوف. كما يميل الأطفال المشخصون بالتوحد إلى مثل هذا النوع من الأنشطة نظراً لما تتطلبه من نظام وترتيب وما يحكمها من قواعد.

ويمكن للعلاج بالليجو المساعدة على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، فبعض الأطفال المشخصين بالتوحد يتمتعون بمهارة عالية في لعبة قطع الليجو، ما يتيح فرصة للمعالج والأهل لمدح الأطفال على أدائهم، ويؤدي مدح الطفل بعد إنجاز المهام المكلف بها إلى رفع ثقته بنفسه كنتيجة طبيعية.

ولكن مثله مثل أي تقنية أخرى، لا يمكن للعلاج بالليجو التغلب على كافة أعراض التوحد كما أنه قد يناسب فئة معينة من الأطفال المشخصين بالتوحد دون غيرهم، ومع ذلك فإن مشاركة الطفل في جلسات الليجو قد تخفف تدريجياً ولو بدرجة بسيطة من الأعراض الظاهرة التالية:

  1. صعوبة التواصل مع الاخرين.
  2. تفضيل الطفل للعزلة.
  3. تكرار الأفعال والكلام.
  4. عدم القدرة على التعبير عن النفس أو مواجهة صعوبة في ذلك.
  5. الحاجة إلى اتباع روتين محدد.

    لذا، عند اختيار الأسرة لطرق مساعدة طفلها المشخص بالتوحد، يجب عليها دائماً أن تأخذ الأمور التالية في عين الاعتبار لتستطيع تقييم مدى نجاعة العلاج قبل البدء به:

    1. العلاج الجيد هو الذي يساهم في تطوير مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية ومهارات التعلم لدى الطفل، بالإضافة إلى قدرته على التخيل والإبداع.
    2. الاعتماد على نجوم وشخصيات عامة للإعلان عن علاج ما وتسويقه لا يمنحه مصداقية، بل يجب التحري جيداً عنه، وعدم الاكتفاء بما تروجه الإعلانات.
    3. عند اختيار طرق العلاج، يجب التأكد من حداثة المعلومات والدراسات التي تم اعتماد هذا النوع من العلاج على أساسها، والتي تستعمل أثناء سير جلسات العلاج، وهنا يجب التأكد من اعتمادها على نتائج الدراسات المنشورة في مجلات علمية موثوق فيها فقط.

    وعلى الرغم من أن البحث مازال مستمراً حول مدى فاعلية هذا العلاج- الحديث نسبياً- للأطفال المشخصين بالتوحد، إلا أنه قد بدأ يظهر بوادر نجاح مؤخراً في مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل مع الاخرين بشكل عام.

السابق
مقاله عن الحسن إبن الهيثم
التالي
اللعب في الأماكن المفتوحة

اترك تعليقاً