أركان الإسلام والإيمان

أحكام وعبادات تتعلق بالصيام

ما هو الصوم وأنواعه

صوم شهر رمضان الكريم

أحكام إسلامية عن الصوم

مع اقتراب الشهر الفضيل وبداية صوم شهر رمضان الكريم نحاول معرفة أحكام الصوم الصحيح والذي يثاب عليه.

بحث حول الصوم

في بداية الحديث عن بحث حول الصوم لا بدَّ من الإشارة إلى تعريف مصطلح الصيام في الإسلام،

حيث يمكن تعريف مصطلح الصيام في الإسلام على أنَّه الامتناع عن الطعام والشراب

والجِماع والشهوات جميعها والإمساك عن كلّ المفطرات والمفسدات التي بيَّنها الفقهاء

استنادًا إلى النصوص التي وردت في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،

ويكون الصيام لمدة يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، قال تعالى:

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 1). 2)

والصيام فريضة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وفي بحث حول الصوم يجبُ معرفة

أنَّ الصيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة كما ورد في الحديث الذي ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-

أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ،

وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ” 3)، وقال تعالى في سورة البقرة:

{يا أيُّها الذينَ آمنُوا كُتِبَ عليكُم الصِّيام كمَا كُتبَ على الذينَ من قبلِكم لعلَّكم تتَّقون} 4).

ويُشترط لمن يُفرضُ عليه الصيام أن تتوفّر فيه عدَّة شروط إذا لم تتوفّر جميعها في الشخص

لا يجبُ عليه الصيام وفي بحث حول الصوم يجب معرفة هذه الشروط،

أوّلها الإسلام: يعدُّ اعتناق الإسلام أولَ شرطٍ من الشروط الواجب توفرها في من يجب عليه الصيام

لأنَّ الكفار غير ملزمين بأداء الفرائض التي افترضها الله تعالى على المسلمين،

قال سبحانه تعالى: {وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنَّهم كفروا بالله وبرسوله} 5)،

وهذا دليل على عدم قبول النفقات وغيرها من الكافر.

ثانيها البلوغ: وهو شرطٌ للصيام لأنَّ الصغير لا يجب عليه الصيام، والبلوغ شرط لأداء الفرائض جميعها،

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائمُ حتى يستيقظَ وعن الصغيرِ

حتى يكبرَ وعن المُبْتَلى حتى يَعْقِلَ” 6).

ثالثها العقل، ويعدُّ العقل أيضًا من شروط أداء الفرائض لأنَّ المجنون لا يفرض عليه شيء،

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائمُ حتى يستيقظَ وعن الصغيرِ

حتى يكبرَ وعن المُبْتَلى حتى يَعْقِلَ” 7).

رابعها الاستطاعة، وهو أن يكون المسلم قادرًا على أداء الصيام جسديًّا لا يمنعُه من ذلك عجزٌ

في بدنه أو مرض في جسده، قال تعالى: {ومن كانَ مريضًا أو علَى سفرٍ فعدَّةٌ من أيَّام أُخر} 8)،

خامسُها الإقامة: فالمسلم البالغ العاقل المقيم هو من يجب عليه الصيام وفي السفر

رخصة للمسلم أن يُفطر ويقضيَ ما فاتَه بعد رمضان، قال تعالى:

{ومن كانَ مريضًا أو علَى سفرٍ فعدَّةٌ من أيَّام أُخر} 9)، سادسُها عدمُ وجود موانع،

وتختصُّ بهذا الشرط النساء دونَ الرجال، ويقصد بالموانع النّفاس والحيض،

فالحائض والنفساء ليس عليها صيام ولا يصحّ صومها، ويجب عليه قضاء ما أفطرت،

ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

“أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ” 10)”. 11)

وفي بحث حول الصوم لا بدَّ من معرفة الحكمة من الصوم، فقد شرَعَ الله الصيام وجعلَه فريضةً على المسلمين

لحكم كثيرة؛ لأنَّ الله تعالى لا يحرم أمرًا ولا يفرض فريضة إلا لتحقيق الخير والصلاح والرشاد للعباد،

فلم يفرضِ الله تعالى الصيام ويمنعهم عن الطعام والشراب والشهوات ويمنع عنهم الكثير من الملذّات

ليعذبهم ويعاقبهم في هذه الدنيا إنّما فرض ذلك لحكم كثرة يعلمها وبين بعضها في كتابه الكريم،

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 12)،

فالصيام تدريب على طاعة الله وتقوى الله تعالى، وتهذيب للنفوس بالامتناع عن المباح،

وتقوية العزيمة في الالتزام بأوامر الله تعالى، وتعويد النفوس على الصبر، وغير ذلك من الحكم العظيمة. 13)

ومن الجديرِ بالذكر في بحث حول الصوم معرفة مبطلات الصوم ومفسداته،

حيث يوجدُ العديد من الأمور التي حرَّمها الله تعالى على المسلمين في نهار رمضان أثناء الصيام،

وهي تفسدُ الصوم بشروط ثلاثة: العلم بأن ارتكاب هذا الأمر يفسد الصوم، لا يكون الصائم ناسيًا،

لا يكون مجبرًا أو مضطرًا. وهذه المفسدات أو المبطلات هي سبعة أمور يجب على المسلم أن يعرفها في بحث حول الصوم حتى يتجنبّها ويحذّر من الوقوع في واحدة منها حتّى لا يفسد صومه: “الأكل والشرب: قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} 14)، الجماع: وهو إقامة العلاقة الجنسيّة بين الرجل والمرأة ويتحقّق بالإيلاج وهو من أعظم مبطلات الصوم وأكبرها إثمًا، أمّا المداعبة والتقبيل فلا تفسدُ الصوم. وإنزال المني عمدًا: في بحث حول الصوم يجب معرفة حكم إنزال المني، حيثُ يعدّ إنزال المني عمدًا من مبطلات الصيام سواء باستجلاب الشهوة أو بالاستمناء باليد وهذه الشهوة محرمة على الصائم، فكما ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: “يدَعُ الطَّعامَ مِن أجلي، والشَّرابَ مِن أجلي، وشهوتَه مِن أجلي” 15).

وما يشبه الطعام والشراب، كالإبر المغذّية وغيرها، والحجامة: يعدّ إخراج الدم من خلال الحجامة من مفطرات الصوم ومبطلاته، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفطر الحاجم والمحجوم” 16)، والقيء عمدًا، أيْ إخراج القيء عمدًا من المفطرات ومبطلات الصوم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ” 17)، والحيض والنفاس، إذ يعدّان من موانع الصيام ومبطلاته أيضًا. فالمرأة إذا كانت صائمة وجاءها دم الحيض أو النفاس بَطُلَ صيامها وعليها القضاء فيما بعد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ” 18)”. 19)

السابق
العلامات الصغرى والكبرى ليوم القيامة
التالي
معلومات عن الصوم وفضائله

اترك تعليقاً