من هي أن حبيبة رضى الله عنها
زوجات رسول الله وأهل بيت النبوة
أمهات المؤمنين ودورهم في الاسلام
أم حبيبة رضي الله عنها وأم المؤمنين وأحد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان لها دور كبير في الاسلام.
من هي أم حبيبة
هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب، تُكنَّى بأم حبيبة، وهي أخت الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان،
وأم المؤمنين زوج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، تعدّ رملة من أوائل المسلمين،
وقد هاجرت مع زوجها المسلم عبيد الله بن جحش الأسدي والذي ارتد عن الإسلام وتنصّر في الحبشة ثمَّ مات،
وكانت قد أنجبت له ابنته حبيبة، فخطبها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-
من النجاشي في السنة السادسة للهجرة، فزوجه إياها كان وليها خالد بن سعيد بن العاص،
وبعثها النجاشي إلى المدينة المنورة، وقد توفيت سنة 44 للهجرة،
وهذا المقال سيتحدث عن دور أم حبيبة -رضي الله عنها- في الإسلام. 1)
نسب أم حبيبة
امرأة من نساء قريش، أم حبيبة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس،
يرجع نسبها إلى كنانة إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي قرشية من قبائل كنانة،
وقد اختلفت الروايات في اسمها، فقيل اسمها رملة وقيل هند،
وأمُّها هي صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشية أيضًا،
وعمتها هي امرأة أبي لهب، التي ذُكرت في القرآن الكريم بأنها حمالة الحطب،
وهي أروى بنت حرب، وإخوتها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان
والأمير يزيد بن أبي سفيان، وهي زوجة عبيد الله بن جحش الذي مات، فتزوجها رسول الله، والله أعلم. 2)
دور أم حبيبة -رضي الله عنها- في الإسلام
تعدُّ أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان أم حبيبة -رضي الله عنها- زوجة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن السابقين إلى الإسلام، وهي من الثابتين على الإسلام، فعلى الرغم من هجرتها إلى الحبشة في الهجرة الثانية مع زوجها عبيد الله بن جحش الذي ارتدَّ عن الإسلام وتنصَّر في الحبشة إلَّا أنَّها بقيت ثابتة على دين الله، وتوفيت زوجها وبقيت صابرة فأبدلها الله زوجًا خيرًا من زوجها وهو رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد تزوجها رسول الله وهي في السادسة والثلاثين من العمر، ونزلت فيها الآية القرآنية في سورة الممتحنة: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} 3)، وقد كان لرملة بنت أبي سفيان أم حبيبة مواقف عظيمة في الإسلام، ففي العام الثامن للهجرة، أي قبل فتح مكة المكرمة بعام واحد، جاء أبو سفان والد أم حبيبة إلى المدينة المنورة ليحادث رسول الله بشأن زيادة أمد هدنة الحديبية، وقد دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة، فأسرعت أم حبيبة وطوت بساطًا من البُسُط التي في البيت حتَّى لا يجلس أبوها عليه.
وقالت له كما جاء في الحديث: “وأراد أن يجلسَ على الفراشِ؛ فطوتْه دونه، فقال: يا بنيةُ ما أدري، أرغبتِ بي عن هذا الفراشِ أم رغبتِ به عني؟ فقالت: بل هو فراشُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأنتَ مشركٌ نجسٌ؟ قال: واللهِ لقد أصابك بعدي شرٌ! ثم خرج حتَّى أتى رسولَ اللهِ فكَلَّمَهُ، فلم يردَّ عليه شيئًا” 4)، وقد كان لرملة أيضًا دورٌ عظيم في الفتنة التي حدثت في عصر الخليفةعثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد حاولت مساعدة الخليفة أثناء محاصرته من قبل المتمردين ولكنَّهم حالوا دون مساعدتها لابن خالها عثمان، كما ثبت أن أم حبيبة روت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حوالي خمسة وستين حديثًا شريفًا، وقد روى عنها معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وعروة بن الزبير وغيرهم، والله أعلم. 5)