مقال اليوم يتحدث عن اشهر العلماء المسلمين ونبذه عنهم
زخرت الحَضارة الإسلاميّة بالإنجازات العلميّة على مدار العصور، وكانت الحضارة التي قادت الحَضارات الإنسانيّة نحو التقدّم والازدهار، في وقتٍ كانت فيه البلاد الأوروبيّة تغطُّ في سباتٍ عميقٍ؛ حيث كان الظُّلم والجهل والفقر أبرز سماتِ دول أوروبا، وما زالت أغلب الابتكارات والإنجازات العلميّة الخاصة بالعلماء المُسلمين، تُدرَّس في الجامعات الأوروبيّة والعربيّة؛ إذ تُمثّل مصادر معرفيّةً مهمةً، ساهمت في نهوض الحضارات التي استخدمتها ودرستها، وتحقيق العديد من الفوائد لها.
أشهر العلماء المُسلمين
في التاريخ الفكريّ، والمعرفيّ، والعلميّ الإسلاميّ ظهر العديد من العلماء المُسلمين الذين ساهموا في تطوّر الحضارة الإسلاميّة، فانتشرت علومهم في مختلف أنحاء العالم؛ ممّا أدّى إلى انتشار أسمائهم، وتعزيز شهرتهم، وفيما يأتي معلومات عن أشهر العلماء المسلمين:
أبو بكر الرّازي
أبو بكر الرّازي محمد بن زكريا، هو أحد العلماء والفلاسفة المسلمين المشهورين؛ حيث قدّم العديد من الإنجازات المهمة في العلوم؛ تحديداً في مجال الطبّ، وعاش في الفترة الزمنيّة الممتدّة من عام 865م إلى عام 923م، وتعود ولادته إلى مدينة الري، أمّا وفاته فكانت في مدينة بغداد. درس الرازيّ الطبّ بعد أن تجاوز العقد الرابع من عمره، فاهتمّ بدراسة المُؤلّفات الطبيّة عند القدماء، وحرص على فهمها وإدراك محتوياتها، ولكنّه لم يعتمد عليها، بل اجتهد أثناء مواجهته للمشكلات الطبيّة، كما كان يعتمد على شرح آراء الأطباء الآخرين في دروسه، ومن ثمّ يوضّح رأيه الشخصيّ حول المسألة الطبيّة أو الدرس الذي يشرحه.[١]
محمد بن موسى الخوارزمي
محمد بن موسى الخوارزمي هو عالم مسلم، اشتُهر بمعرفته ودراسته العديد من أنواع العلوم، مثل: الفلك، والجبر، والرياضيات، والهندسة، ويُعدّ الخوارزمي من العلماء الذين ساهموا في علم الرياضيات إسهاماً كبيراً؛ حيث نقل علم الأرقام إلى دول أوروبا، ويُعدّ الرازيّ العالم الأول الذي استخدم المفهوم الحديث لعلم الجبر، وحرص على دراسة المُعادلات ذات الدرجة الثانية؛ عن طريق استخدام جذورها، كما استخدم علم الجبر في قضايا الوصايا والميراث.[٢]
الفارابي
الفارابي هو أبو نصر بن محمد، وُلِد في كازاخستان، في مدينة فاراب سنة 872م، وعُرِفَ بلقبِ المعلم الثاني في العالم العربيّ بعد الفيلسوف والمُفكّر أرسطو. توجّه الفارابي إلى مدينة بغداد؛ لتعلّم اللغة العربيّة، وألّف أثناء وجوده هناك العديد من الكُتب، ومن ثمّ انتقل إلى العديد من الأماكن مثل: حران، ومصر، ومدينة دمشق، وترك إنتاجاً فلسفيّاً مهماً، فهو يُعدّ أباً للأفلاطونيّة الإسلاميّة الحديثة، كما ألّف كتاباً بعنوان المدينة الفاضلة؛ يُقارَن مع كتاب جمهورية أفلاطون الفاضلة.[٣]
ابن سينا
أبو علي الحسين بن سينا هو أحد علماء المسلمين المشهورين، عُرِفَ عنه تميّزه في الفلسفة والطبّ، وينتمي إلى أوزبكستان (بُخارى في الماضي)، وُلِد عام 980م، وتوفّي عام 1037م، ولُقِّبَ بالشيخ الرئيس، وأطلق عليه الغرب لقب أبي الطبّ الحديث، وأمير الأطبّاء، وساهم ابن سينا في تأليف حوالي مئتي كتاب في العديد من الموضوعات؛ خاصّةً المهتمّة بالطبّ والفلسفة، ومن كُتبه المشهورة كتاب القانون في الطبّ.[٤]
الكندي
الكندي هو أبو يوسف يعقوب القحطاني، ويعود نسبه إلى حُكّام كندة، ولا يوجد اتفاق حول تاريخ ميلاده أو وفاته، وُلِدَ في مدينة الكوفة وتوفي في مدينة بغداد، ويُتوقّع أنّه عاش في الفترة الزمنيّة بين سنتَي 801-873م. يُعدّ الكندي من العلماء المسلمين المشهورين، واهتمّ بدراسة العديد من العلوم، مثل: الجغرافيّا، والمنطق، والكيمياء، والطبّ، والفلسفة، ويُعدّ أوّل من اهتمّ بإعداد منهج للبحث العلميّ؛ عن طريق استخدام الاستدلال والمُقدّمات بالاعتماد على رأيه بأنّ العلم يُمثّل كلّاً واحداً، وينتج عن ذلك تطوّر العلوم مع بعضها بعضاً.[٥]
ابن النّفيس
أبو الحسن بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس، عالم مسلم مشهور، وُلِد عام 1210م، وتوفّي عام 1288م، ويُطلَق عليه اسم القرشيّ؛ بسبب انتمائه إلى قرش الموجودة قُرب مدينة دمشق. ابن النفيس من أهمّ الأطباء والعلماء؛ حيث قدّمَ مجموعة من المُؤلفات في الطبّ، والفلسفة، واللغة، ويُصنَّف ابن النفيس كذلك ضمن أهمّ العلماء الذين درسوا علم الفيزيولوجيا المعروف باسم علم وظائف الأعضاء.[٦]
ابن رُشد
ابن رشد هو محمد بن أحمد بن رشد، ويُكنّى بأبي الوليد، وهو عالم مسلم مشهور، عاش في الفترة الزمنيّة من عام 1126م-1198م، وينتمي إلى مدينة قرطبة، واهتمّ بدراسة الفلسفة، والطبّ، والرياضيات، والأصول، والفقه، وكان قاضياً عدّة سنوات في مدينة إشبيلية، ومن ثمّ في مدينة قرطبة. صُنِّف ابن رشد بأنّه من أهمّ أطباء عصره، وتميّز بقدرته على التصنيف، وجودة المعاني، والرأي الذكيّ.[٧]
جابر بن حيّان
يُعدّ جابر بن حيّان من العلماء المسلمين المشهورين، واهتمّ بدراسة العديد من العلوم، وتحديداً علم الكيمياء، الذي حرص على تأسيس أصول وقواعد خاصة به؛ حتّى يتحكّم بالتفاعلات الكيميائيّة؛ من خلال تنفيذه العديد من التجارب الكيميائيّة الحديثة، كما استطاع اكتشاف مجموعة من الاكتشافات غير المعروفة في الماضي، وأُطلِق على صناعته اسم صنعة جابر، ووصل عدد مؤلفاته في علم الكيمياء إلى ما يقارب ثمانين كتاباً؛ لذلك يُعدّ أوّل رائد من روّاد هذا العلم.[٨]
ابن الهيثم
أبو علي الحسن بن الهيثم، هو عالم مسلم مشهور ينتمي إلى البصرة في العراق، وتُقدَّر سنة ولادته بعام 965م، ودرس في مجالس شيوخ البصرة، ومن ثمّ رحل إلى القاهرة، ودرس مجموعةً من العلوم، مثل: الطبّ، والفلك، والفيزياء، والبصريّات، والأعداد، وغيرها، كما سافر للبحث عن العلوم، ومعرفة أخبار العلماء وحياتهم.[٩]