الموت هو خروج الروح من الجسد بأمر من الله سبحانه وتعالي وقد قيل احاديث كثيرة عن الموت بقول رسول الله
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثِرُ أنْ يقولَ: (أكثِروا مِن ذِكْرِ هاذمِ اللَّذَّاتِ).[٧] في هذا الحديث النبوي الشريف يوصي النبي عليه الصلاة والسلام المسلمينَ بالإكثار من ذكر الموت؛ حتى لا يغفل قلب المسلم عن هذه الحقيقة الآتية بلا شك. عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام: (اذكر الموتَ في صلاتِك، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحريٌّ أن يُحسنَ صلاتَه، وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظنُّ أنَّه يُصلِّي صلاةً غيرَها، وإيَّاك وكلُّ أمرٍ يُعتذَرُ منه).[٨] عن جابِر بن عبدِ الله رضي الله عنه عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلّم: (لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ).[٩] عن محمود بن لبيد الأنصاري عنِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: (اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحسابِ).[١٠] ولأنَّ علمَ النَّبي -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- لا يُساويهِ علمٌ، نرى خشيتهُ للهِ عزَّ وجلَّ ليست كخشيةِ أحدٍ مِنَ البشرِ، فمن نوَّرَ اللهُ قلبهُ، وكشفَ الغطاءَ عن بصيرتِهِ، شكرَ اللهَ حقَّ شُكرهِ، وتقدَّمَ بأفضلِ ما لديهِ مِن طاعةٍ، وعبادةٍ، وخوفٍ مِن أهوالِ يومِ القيامةِ . فكانَ حريّاً بالعبدِ كثرةَ الحزنِ وطولِ البُكاءِ، ولذلك كان أبو ذر يقول: (لو تعلمون العلم ما ساغ لكم طعام ولا شراب، ولا نمتم على الفرش، ولاجتنبتم النساء، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون) وكان الحسنُ يقول: (أنَّ من يعرف أنَّ الموتَ قادمٌ، وأنَّهُ سيقفُ بينَ يدي الله؛ أن يطولَ في الدنيا حُزنُهُ).[١١]