فى هذا الموضوع نتعرف على احداث قصة أصحاب الجنة للأطفال
تعدُّ قصة أصحاب الجنة من القصص التي وردت في كتاب الله -عزَّ وجل- لتكونَ عبرةً لكلّ المسلمين إلى قيام الساعة، وقد ساعدت قصص القرآن الكريم على تثبيت فؤاد النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- في الدعوة إلى الله تعالى، وتتحدّث قصة أصحاب الجنة عن رجل آتاه الله جنة عظيمة فيها من الثمرات والخيرات والأنهار ما الله به عليم، وكان هذا الرجل صالحًا يبادر إلى مساعدة الفقراء وإطعامهم من مما ينبت في هذه الجنة، وكان هذا سببًا في أن يبارك فيها، ويزيد في رزق صاحبها، وكان لهذا الرجل الصالحة أولاد يأخذهم معه إلى هذه الجنة، ويريهم كيف أن الله -عزّ وجل- كتب لهذه الجنة البركة لما يبذله في سبيل الله منها.
ومرّت الأيام وكبر هذا الرجل الصالح وشبَّ أولاده، حتى جاء اليوم الذي رقد فيه هذا الرجل الصالح على فراش الموت وتوفاه الله تعالى، وهنا بدأ أصحاب الجنة في تحديد مصيرها من بعد والدهم، فقرر أبناء الرجل الصالح أن لا يعطوا الفقراء منها شيئًا، فهي قادرة على أن تجلب لهم المال الكثير لما فيها ثمرات وخيرات متنوعة، وأن ما كان عليه والدهم تسبب في طمع الفقراء في خيراتها وثمارها، بينَما كان موقف الابن الأوسط منهم مُغايرًا لموقف إخوته، إذ أشار عليهم بأن يظلوا على ما كان عليه والدهم من إطعام للفقراء والمساكين حتى تستمر البركة التي وضعها الله في هذه الجنة، لكن موقف الأغلبية كان أقوى من موقف الابن الأوسط فحسموا أمرهم بعد إعطاء الفقراء أي شيء منها.
وهنا جاء الأمر الإلهي بأن تصبحَ هذه الجنة الخضراء قاحلة بأمر الله تعالى، وكان ذلك أثناء نوم الأبناء الذي عزموا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي إلى الجنة لقطف جميع ثمار وتوزيع خيراتها حُصَصًا بينهم دون الالتفات إلى الفقراء، وعندما استيقظوا ساروا في الطريق إلى الجنة متخافتين كي لا يسمع الفقراء صوتهم، وبذلك لا يعلمون عن وصولهم باكرًا إلى الجنة من أجل قطف ثمارها، وعندما وصل أصحاب الجنة إليها ذُهلوا من المشهد، فقد كانت الجنة خاوية على عروشها، وكل ما فيها من خيرات قد ذهب تمامًا.
وهنا عاد أصحاب الجنة إلى أنفسهم وأدركوا أن ما آلت إليه الجنة كان سببه ما عزموا على فعله من حرمان الفقراء من ثمرات هذه الجنة، وعلموا أنهم قد ظلموا أنفسهم بفعلتهم هذه، وهنا ظهر الابن الأوسط ليذكرهم بما قال لهم قبل تحول الجنة إلى خراب، وأن ما كان عليه والدهم قبل موته كان سببًا في زيادة الرزق، وأن تكون الجنة بالحال التي كانت عليه، وأنه قام بنصحكم لكنهم لم يستجبوا لنصيحته، فاستغفروا الله -سبحانه وتعالى- وعادوا إليه كي يسامحهم على ما اقترفوا من ذنب. [١]
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الجنة أن الصدقات التي ينفقها الإنسان في سبيل الله تعالى تكون سببًا في زيادة رزق الإنسان، كما أنها تكون سببًا في حصول البركة، وأن الإنسان يجب أن يربي أبناءه على القيام بالأعمال الصالحة والنظر في حاجات الفقراء والمساكين، والسعي إلى التخفيف عنهم على قدر الاستطاعة، كما يُستفاد من هذه القصة أن الإنسان يجب عليه أن يعود إلى ربه عند مخالفه أوامره، وأن يستغفره من كل ذنب حتى يغفر الله للإنسان ما اقترفت يداه.