هداية الاولاد هو امل كل اب وام ولا تتم هدايتهم الى بالقرب من الله والاستعانة به والادعية
الدعاء
يعدُّ الدعاء عبادة من أعظم العبادات التي تقرِّبُ العبد إلى ربِّهِ، ويقضي بها العبد حاجتَهُ ومسألتَهُ، فهو موقنٌ أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو السميع العليم، المجيب للدعوات، قال تعالى في محكم التنزيل: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” [١]، فيا لعظمة هذا الخالق! القادر فوق عبادِهِ، المجيبِ لدعواتِهِم، والسامعِ للشكاة منهم، والقريبِ من قلوبهم، يعلَم ما يسرُّون وما يعلنون، ويا لسعادة هذا العبد! الذي يتقرَّبُ من ربِّهِ داعيًّا، مبتهلًا بين يديهِ، مسلِّمًا أمرَهُ إليهِ، وهذا المقال مخصّصُ للحديث دعاء الهداية للأولاد في الإسلام.
دعاء الهداية للأولاد
لقد سنَّ الله تعالى الدعاء وجعلَهُ وسيلة من وسائل اتصال العباد به سبحانه، ووسيلة لتضرّع العباد لخالقهم وسؤالِهِ ليقضي لهم حاجاتهم جميعًا، وقد وردَ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه دعا بأدعية مختلفة تتناسب مع المناسبة المدعوّ فيها، فخصَّ سبحانه دعاءً خاصًّا للمطر والغيث ودعاءً خاصًّا للاستغفار وغير ذلك، وفيما يخصُّ دعاء الهداية للأولاد فمما وردَ في هذا المقام حديث عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: “لو أنَّ أحدَهم إذا أرادَ أن يأتيَ أَهلَهُ قالَ: باسمِ اللَّهِ اللَّهمَّ جنِّبنا الشَّيطانَ وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزقتَنا فإنَّهُ إن يقدَّر بينَهما ولَدٌ في ذلِكَ لم يضرَّهُ شيطانٌ أبدًا” [٢]
ومما ردَ في القرآن الكريم من آيات تبين الأدعية التي يذكرها القرآن ليبين للناس أمثلة عن الأدعية المستحبة عند الدعاء للأولاد، قال تعالى في كتابه الحكيم: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [٣]، وجدر بالذكر في هذا المقام أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حرّم الدعاء على الأولاد تحريمًا شديدًا، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث: “لا تدْعوا على أنفسِكم، ولا تدْعوا على أولادِكم، ولا تدْعوا على خَدَمِكم، ولا تدْعوا على أموالِكم، لا تُوافقوا من اللهِ ساعةَ نيْلٍ فيها عطاءٌ فيُستجابَ لكم” [٤] [٥].
أسباب إجابة الدعاء
إنَّ للدعاء أسبابًا تفرضُ على الداعي أنْ يراعيها، ويعمل على إتمامها ليصحّ دعاؤهُ، ولتزيد فرص استجابة الله -سبحانه وتعالى- لدعائه، وإنَّ من أهم هذه الأسباب:
- الثقة بالله تعالى: فالله سبحانهُ يستجيب للمضطِّر إذا دعاه، وللمظلومِ ولو كان فاجرًا أو كافرًا، ولمنْ يدعو لأخيهِ بظهرِ الغيبِ، وللوالدينِ على ولدهِما، وللإمام العادلِ، وللمسافر حتى يرجع، وللمريض حتى يبرأ، وللصائم حتى يفطر.
- اختيار وقت الدعاء: كعشيَّة عرفة من السَّنة، ورمضان من الأشهر، وخاصَّة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند سماع صوت الديك، وعند نزول الغيث.
- التزام مجالس الذكر: فالله تعالى يستجيب دعاء من يشهدون مجالسَ الذِّكر ويغفر لهم ببركة جلوسهم. [٦].
الأوقات المستحبة للدعاء
بعد الحديث عن دعاء الهداية للأولاد وأسباب استجابة الدعاء، لا بدَّ من الحديث عن الأوقات المستحبة للدعاء في الإسلام كما وردَتْ عن النَّبي -عليه الصلاة والسّلام-، وهي أوقات كثيرة ثبت منها في الحديث الصحيح أو في القرآن الكريم، وهذه الأوقات هي: الدعاء في ليلة القدر، فقد وردَ في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟، قال : قُولي</span> اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي” [٧].
ومن أوقات استجابة الدعاء، الدعاء في جوف الليل أو وقت السحر، والدعاء دُبُرَ كلِّ صلاة، والدعاء في الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة، والدعاء عند نزول المطر، والدعاء في السجود؛ فالعبد أقرب ما يكون من ربّه عند السجود، قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: “أقرَبُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجِدٌ فأكثِروا الدُّعاءَ