إسلام

اصلاح القلوب

من اسوا الاشياء ان يكون الانسان صاحب قلب فاسد فكيف يمكن ان نحافظ على اصلاح القلوب وما هى طرق اصلاح القلوب

فساد القلب فيه دمار للقلب نفسه ولكل شىء حوله ، وصلاحه فيه صلاح نفسه وصلاح كل شيء حوله ، لذلك نهى رب العزة والجلال عن العدوان والفساد وأمر بالإحسان في كل شيء وأخبر جل جلاله أنه يحب الصلاح ويحب أهله .
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56)
ورد في الحديث النبوي الشريف عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)؛ متفق عليه.
لأن صلاح العمل مرتبط بصلاح القلب ، وفساده مرتبط بفساده .
ولابد من أن نهتم ونغتم لإصلاح القلب والعمل والفكر والجهد للفوز والفلاح في الدارين .
وصلاح القلب مرتبط بصلاح إيمانه وصلاح إيمانه مرتبط بصلاح جهده وصلاح جهده مرتبط بصلاح علمه ومعرفته .
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى : القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل، وبما فيه رضاه. .انتهى .
وإذا ارتفع منسوب الإيمان اندحر الشيطان وصلحت الأعمال وفي قصة تلكم المرأة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يردها مرارا وتكرارا تريد أن تتطهر من الذنب في الدنيا لأعظم دليل على قوة الإيمان واليقين عندها .
فالكلام في الأحكام وحده لايكفي لابد من الكلام في الإيمان بالله والترغيب والترهيب لكي يؤثر وتلكم هي ” الدعوة إلى الله جل جلاله “.
لابد من الكلام في الدعوة إلى الله على الكمال فلا يؤخذ منه شق ويترك الآخر ، فمع الأحكام لابد من التذكير بالله وعظمته وقدرته أولا ثم في ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره والترغيب في الجنة والترهيب من النار والقبر والحشر والنشر والصراط والميزان ورضى الرحمن وسخطه حتى يحيي القلب والوازع الإيماني في القلب ليقوم الإنسان على تحري أوامر الله جل جلاله وتطبيقها ومعرفة نواهيه وتجنبها .فكن ذليلا فقيرا أمام الله جل جلاله في كل وقت وفي كل مكان وفي كل حال تكن عزيزا مهابا .
وكلما ازددت ذلا وافتقارا أمام الله جل جلاله إزددت عزة ومهابة في أعين الخلق كلهم وازددت قربا ومعية ونصرة من الله جل جلاله .
الموضوع هو إنفي نفسك وجميع الخلق واثبت وتثبت بعظمة الله جل جلاله وقدرته و توكل عليه حق التوكل واعبده حق العبادة ترى العجب العجاب .
وقد تمتحن في ذلك فاثبت على حالك تكن من الفائزين .أري رب العزة والجلال من نفسك ما يحبه ترى منه ما تحب .واحذر أن يراك حيث لا يحب أن يراك فتهلك .
فكم هي أهمية الدين الإسلامي وتطبيقه والإجتهاد فيه .!!
بمقدار الأهمية والتطبيق نكون مقربين من الله جل جلاله .
وبمقدار عدم الإهتمام بالإسلام والإجتهاد فيه نكون مبعدين عند الله جل جلاله ويمكن أن نسقط من عينه جل جلاله وتلكم هي المهلكة .
وعلامة الإهتمام هي الإجتهاد في معرفة كل صغيرة وكبيرة عن الدين وتطبيق ذلك والإرتقاء في ذلك والإهتمام بكل مايعيننا على ذلك من علم وجهد .
والتضحية بالوقت والجهد والمال والفكر في سبيل تحصيل كل ذلك ويكون الهم و الجهد والتضحية للدين أشد من كل شيء ومقدما على كل شيء ولا يعدل الدين عندنا أي شيء .
ويكون ذلك بالقلب والفكر واللسان والجوارح .
فلا ينفع بإحداها دون غيرها ، لا بد أن يكون اللسان والوقت والجهد والفكر غالبه للدين وبالإخلاص لله وحده لا شريك له وبالإتباع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
لا بد من إعطاء الأغلى والأعلى والأكثر والأشد للدين ، وهذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين والعلماء والدعاة والصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
وأما إن كان العكس هو المعطى فعلى ديننا السلام ، لأن الدين غالي جدا جدا ولا يؤخذ بما قل وذل ، فإذا كان جل جهدنا ومالنا ووقتنا وفكرنا لغير الدين فكيف سنتحصل على الدين وثمار الدين دنيا وآخرة ؟
هل نحن مغفلون ؟ أم نستغفل ؟؟
أيها الإخوة المؤمنون لاعذر لنا عند الله جل جلاله بالإنشغال بغيره ، هل هذا عذر ؟؟.
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ).
فلنفتش أنفسنا ماهو الأهم ؟ وماهو المهم ؟ وماهو الغير مهم ؟ وكم نسبة كل منها في حياتنا ؟ وكم قضينا من الأوقات ؟ وكم ضحينا ؟ وكم أضعنا من الأوقات في كل منا ؟وكم بقي لنا من الوقت والمهلة .؟؟
روى الترمذي وابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ) .
وقال تعالى :
( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )

_______________

السابق
تخلصي من قشرة الشعر في 5 نصائح فقط
التالي
العناية بالبشرة في فصل الخريف

اترك تعليقاً