سفر المرأة من غير محرم
حكم الاسلام لسفر المرأة
أحكام شرعية في الاسلام
نتكلم بمقالنا الجكم الشرعي لسفر المرأة وهل يجوز لها السفر بدون محرم وحول سن المرأة المسموح به للسفر.
المرأة في الإسلام
أعطى الإسلام المرأةَ مكانةً مهمَّة، ورفعَها إلى أعلى المراتب، فجعلَ النساء شقائقَ الرجال، وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم-: “خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلِي” 1)، وقال أيضًا: “استوصُوا بالنِّساء خيرًا، فإنَّ المرأةَ خُلِقت من ضلَعٍ، وإن أعوجَ شَيءٍ في الضِّلعِ أعلاهُ، إنْ ذَهبتَ تقيمُهُ كسرتَهُ، وإن تركتَهُ لم يَزل أعوَجًا، استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا” 2)، وهذا المقال سيتحدثُ عن محارم المرأة من الرجال وعن حكم سفر المرأة بدون محرم. 3)
محارم المرأة من الرجال
قبلَ التعرُّف على حكم سفر المرأة بدون محرم لا بدَّ من التعرُّف على محارم المرأة من الرجال، وهم: الأبُ والابنُ والأخُ وابنُ الأخِ وابنُ الأختِ والعمُّ والخالُ، وهم سبعةُ رجال من المحارم بالنسبِ تحرمُ عليهم المرأة إلى الأبد، والمحرم من الرضاع كالمحرم من النسب سواء بسواء، عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “يحرمُ من الرَّضاع ما يحرمُ من النسبِ” 4). فيكون محارمها من الرضاع: أباها من الرضاعِ وابنها من الرضاع وأخاها من الرضاعِ وابن أخيها من الرضاع وابن أختها من الرضاعِ وعمَّها من الرضاعِ وخالها من الرضاع، ويكون عددهم أربعة عشر رجلًا من محارم المرأة من النسب والرضاع، أمَّا المحارم بالمصاهرة فهم أربعة: أبو الزوج وابن الزوج وزوجُ بنتِ المرأة وهؤلاء يكونون محارم بمجرَّد العقد، وزوج أمِّ المرأة يكون محرمًا إذا دخلَ بالأمِّ. 5)
حكم سفر المرأة بدون محرم
عند جمهور أهل العلم والفقهاء أنَّه لا يجوزُ سفر المرأة بدون محرم، سواءً كان سفر المرأة بدون محرم لغرضٍ دنيويٍّ أو تعبديٍّ، أي سواء كان لغرض الدراسة أم العمل أو كان السفر من أجل أداء فريضة الحج أو زيارة الوالدَين، فقد وردَ فيصحيح البخاري عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في الحديث أنَّه قال: “لا تُسافرُ المرأةُ إلَّا معَ ذِي محرمٍ، ولا يدخُلُ عليهَا رَجلٌ إلَّا ومعهَا محرمٌ، فقالَ رجلٌ: يا رسُولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ أنْ أخرُجَ في جَيشِ كَذا وكَذا وامرَأتِي تُريدُ الحجَّ؟. فقالَ: اخرُجْ معَها” 6)، وفي حديثٍ آخرَ رواه أبو هريرة قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “لا يحِلُّ لامرَأَةٍ تؤمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخرِ تسافِرُ مسيرَةَ يومٍ إلا معَ ذي محرَمٍ”. 7)
وهناك أحاديث كثيرةٌ أيضًا في النهي عن سفر المرأة بدون محرم، قال البغوي: “لَم يختَلفوا في أنَّه ليسَ للمرأةِ السفرَ في غيرِ الفَرض (الحجِّ الواجب) إلَّا مع زَوج أو محرمٍ، إلَّا كافرة أسلَمت في دارِ الحَرب أو أسيرة تخلَّصَت”، وعلى هذا فإن سفر المرأة بدون محرم لا يجوزُ باتفاق جمهور الفقهاء، وقد اختلفوا في سفر المرأة بدون محرم إلى الحج الفريضة، والقول الراجحُ أنَّه لا يجوزُ أيضًا كما مرَّ سابقًا، والله تعالى أعلم. 8)