أدب

الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس15

– لا شيء يحدث سوى رفّ عين

الشمسِ، تكاد تكون حركة، بل لا شيء،

ليس ثمة خلاص، الزمن لا يعود الى الوراء،

الموتى راسخون في موتهم،

ولا يمكنهم أن يموتوا موتًا آخر،

لا يُمسّون، مسمَّرون في حركاتهم،

منذ عزلتهم، منذ موتهم،

بدون علاج، ينظروننا من دون أن ينظرونا

موتهم بات نُصْبَ حياتهم،

أزلٌ بات عدمًا،

كل دقيقة هي لا شيء إلى الأبد،

ملكٌ شبح يحدّد نبضاتك،

حركتك النهائية، وقناعك القاسي

على وجهك المتغيّر:

نحن أثرٌ تذكاريّ لحياة غريبة،

لم تُعَشْ، نكاد نملكها،

– ومتى كانت الحياة ملكنا حقًا؟

متى نكون حقًا ما نكون؟

في الحقيقة نحن لا نوجد، لسنا سوى

دوار وفراغ، وجهًا لوجه،

سوى تكشيراتٍ في المرآة، رعب وغثيان،

قطعًا ليست الحياة ملكنا، هي للآخرين،

الحياة ليست لأحد، كلنا

الحياة – خبز الشمس للآخرين،

كل الآخرين الذين هم نحن -،

فأنا آخر حين أكون، وأفعالي

ليست ملكي إن تكن أيضًا للجميع،

كي أستطيع أن أكون عليَّ أن أكون آخر،

أن أخرج مني، وأبحث عنّي بين الآخرين،

الآخرين الذين ليسوا إن لم أوجد.

الآخرين الذين يمنحونني وجودًا،

ليس ثمّة أنا، ثمّة نحن على الدوام،

الحياة هي الآخر، الهناك دائمًا، الأبعد،

خارجًا عنك، عنّي، في الأفق دومًا،

حياة تضلّنا وتفصلنا عن ذواتنا،

تبتكر لنا وجهًا وتمحقه،

جوعَ الكينونة، يا موت، يا خبز الجميع.

السابق
الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس14
التالي
طريقة عمل سلطة بطاطس بالمايونيز والخيار المخلل

اترك تعليقاً