أدب

الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس5

لا شيء سوى لحظةٍ فيما المدن،

الأسماء، المذاقات، المعيش

تنهار على جبيني الأعمى،

فيما ثِقل الليل المؤلمُ

يُذلّ فكري وبنيتي

ودمي يجري في بطءٍ زائد

وتتعرّى جذور أسناني وتتحجّب

عيناي وتكدّس الأيّام والسنون

أهوالَها الفارغة،

.

فيما الزمن يُغلق مروحته

ولا شيء خلف صوره،

واللحظة تغوص وتطفو،

محاطةً بالموت، مهدّدةً

بالليل، بتثاؤبه الفاجع،

مهدّدةً برطانة

الموتِ الراسخ والمقنَّع،

اللحظة تغوص وتتداخل

كما تنغلق قبضة، كما تنضج

ثمرةٌ في صميم ذاتها،

وتشرب من هذا الصميم وتنتشر،

اللحظة الشفّافيّة تنغلق

وتنضج في صميمها، مرسلةً جذورها،

وتنمو فيّ، تحتلّني كلّي،

أوراقها الهاذية تطردني،

أفكاري ليست سوى طيورها،

زئبقها يجري في شراييني،

شجرةً ذهنيّة، ثمارًا بطعم الزمن،

.

أيتها الحياة التي ستُعاش والمعيشة،

الزمن يعود كمدٍّ

وينحسر بدون أن يلتفت،

ما مضى لم يكنْ لكنّه يأتي

وبكلّ هدوء يصبّ

في لحظةٍ أخرى تتلاشى:

أمام مساء البارود والحجرِ

المسلّح بسكاكين خفيّة،

بكتابةٍ حمراء لا تُحلّ رموزها،

تكتبين على جِلدي، وهذه الجروح

تُغطّيني كرداءٍ من شُعَلٍ،

وأشتعل ولا أتلف، أبحث عن الماء،

ولا ماء في عينيكِ، عيناكِ من حجَرٍ،

السابق
الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس1
التالي
الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس6

اترك تعليقاً