المقدمة
نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين حيث الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية السريعة والاهتمام المتزايد بتكنولوجيات الاتصالات المتنقلة والتي يعد الهاتف المحمول “الموبايل أو الجوال” من أهم إفرازاتها فأصبح جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان وانتشر استخدامه بشدة فنجد أن الطفل الصغير الذي لا يتعدى العامين قد يرتبط بالهاتف المحمول ولا يهدى إلا عندما يكون في يده وتعد أكثر الفئات استخداما للهواتف الذكية فمن بين الراشدين الذين يمتلكون هاتفا ذكيا ووجد أن 74 % فقط منهم أعمارهم فوق 65عاما بينما وجد أن 83 % منهم تراوحت أعمارهم بين 18-24عاما ونتج عن كثرة استخدام الهاتف الذكي ظهور العديد من الأمراض النفسية والعضوية وأصبح يوجد لدى العديد من المستخدمين مرض النوموفوبيا وهو وهي الخوف من فقدان الهاتف، ويعتبر “النوموفوبيا” من المشاكل الاجتماعية والنفسية الجديدة الناجمة عن تَسَيُّد التكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين ويوصف بأنه خوف لا إرادي وحالة من الذعر لا يقتصر حدوثها فقط عند فقدان الهاتف أو نسيانه وبالتالي فقدان الاتصال والتواصل وإنما تشمل الخوف من الوجود خارج نطاق تغطية شبكة الاتصال أو الإنترنت.
اولاً:- مفهوم النوموفوبيا
تعد النوموفوبيا هي أحد أنواع رهاب العصر الحديث ولقد زاد أنتشاراها بشدة بسبب التفاعل اليومي بين الأفراد والتكنولوجيا وخاصة الأجهزة المحمولة أو الهواتف الذكية، ولقد تم اقتراحها كفوبيا موقفيه أو أن تكون أحد أمراض الفوبيا الاجتماعية، ولقد ظهر مصطلح النوموفوبيا عام 2008م من خلال استبيان تم تقديمه من خلال مكتب البريد للمملكة المتحدة البريطانية بمشاركة 2100 مستخدم الهواتف الذكية لأجل دراسة أنواع القلق ومظاهره والتي يعاني منها الهواتف المحمولة ولقد أظهر الاستبيان أن 53 % من مستخدمي الهواتف الذكية يعانون من النوموفوبيا ولقد كشف الاستبيان أن 53 % من مستخدمي الهواتف الذكية من الذكور و84 % من الإناث والتي يشاركون مشاعر القلق عند عدم القدرة على استخدام الهواتف الذكية وتعرف بأنها النوموفوبيا بأنها هي عبارة عن حالة نفسية تأتي بسبب شعور الفرد بالخوف والقلق والاضطراب الذهني من فقدان الهاتف المحمول والخوف من عدم القدرة على الاتصال بالآخرين سواء مكالمات أو رسائل أو من انقطاع خدمة الإنترنت مما يؤدي إلى توقف جميع أفراد حياته، ولقد جاء سبب النوموفوبيا من الإدمان على التكنولوجيا وازدياد رغبة الفرد في التواصل مع أسرته عبر الهاتف وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ثانياً:- أعراض النوموفوبيا
تعد النوموفوبيا من الامراض القلقة والتي تشمل مجموعة من المكونات تظهر في العديد من السلوكيات ومن تلك الاعراض كالتالي:-
- الخوف من عدم وجود تغطية للأنترنت.
- القلق المبالغ فيها من عدم القدرة على التواصل وأرسال واستقبال الرسائل.
- القلق من عدم استخدام تطبيقات السوشيال ميديا .
- الخداع السمعي والبصري.
- اضطراب النوم.
- الاحتفاظ بأكثر من هاتف أو أكثر من شاحن للهاتف.
- الحرص على أن يكون الهاتف مفتوح طوال اليوم.
- ظهور العديد من الأعراض الانسحابية مثل مشاعر العصبية والاكتئاب والقلق عند فقدان الهاتف المحمول.
- الإمساك بالهاتف عند الاستيقاظ من النوم وقبل الذهاب الى النوم مباشرة.
- استخدام الهاتف وحمله في أماكن غير ملائمة مثل دورة المياه.
- الشعور بعدم الأمان عند فقدان الهاتف.
ثالثاً:- آثار النوموفوبيا
إدمان الهواتف الذكية هو شكل من أشكال الإدمان السلوكي، مثل الإدمان على الألعاب الإلكترونية والإنترنت، لا يتسبب إدمان الهواتف الذكية في آثار جسدية مباشرة، ولكن تظل آثاره على المستوى النفسي مما يولد العديد من الانعكاسات السلبية في حياة الفرد سواء من خلال عمله أو من خلال دراسته أو من خلال تفاعلاته الاجتماعية والعائلية بسبب الانشغال بالهواتف وتقنيات الهاتف المحمول وتسبب ارتفاع معدلات الانقطاع عن الدراسة وانخفاض عدد الخريجين ؛ زيادة القلق بشأن الحاجة المستمرة لوجود هواتفهم عليها في جميع الأوقات ، وفي محاولة لاكتشاف كيفية تفاعل الأشخاص مع التقنيات الجديدة لإحداث تغييرات سلوكية ؛ بالإضافة إلى أعراض الرهاب الاجتماعي ، حيث يعتمد المريض على البيئات الافتراضية للتواصل مع جهات اتصاله ، وتجنب التفاعلات الاجتماعية المباشرة ، مع الناس .
رابعاً:- علاج النوموفوبيا
يتم علاج النوموفوبيا من خلال العديد من العلاجات التالية:-
العقاقير الطبية
يلجأ المريض النوموفوبيا إلى الطبيب النفسي لأجل العلاج من مرض النوموفوبيا فيصف له الطبيب بعض الأدوية التي تساعده على تخطي الاضطرابات النفسية من خلال صرف مضادات الاكتئاب ومضادات القلق.
العلاج السلوكي المعرفي
مرض النوموفوبيا من الأساس هو اضطراب سلوكي ولهذا يتم علاجه من خلال العلاج السلوكي المعرفي حيث يتم علاج أنماط التفكير والسلوكيات غير الصحية والتي تجعل الشخص يقوم بذلك النوع من الممارسات اليومية فيهدف العلاج إلى تخلي المريض قليلاً عن الحياة الافتراضية في الهاتف المحمول ودفعه تجاه الحياة الواقعية العقلانية.
الخاتمة
مرض النوموفوبيا يعد مرض سلوكي خطير ينتشر بشدة بين الشباب ولهذا لابد من ملاحظة الإباء مدى تعلق أولادهم بالهاتف المحمول ومحاولة التحدث معهم للخروج من الحياة الافتراضية الى الحياة الواقعية.