ماهو مرض المياه الزرقاء وما اسبابها وما تاثير المياه الزرقاء على العين وطرق الوقاية منه نتعرف على ذلك من هذا المقال
تتمثَّل الإصابة بمرض المياه الزرقاء (بالإنجليزيّة: Cataract) بظهور منطقة غائمة، أو مُعتمة في عدسة العين التي تكون شفَّافة في العادة، وقد تُؤثِّر هذه الحالة في القدرة على الرؤية، وذلك استناداً لحجمها وموقعها، وبشكلٍ عامّ تُؤثِّر هذه الحالة في كلتا العينين، ولكن قد تتأثَّر إحدى العينين بشكلٍ أسوأ من العين الأخرى، ويُشار إلى أنَّ مُعظم حالات المياه الزرقاء تتطوَّر لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والخمسين عاماً، وهذا لا ينفي عدم تأثيرها في الأطفال الرُّضَّع وصغار السنِّ؛ بل قد تتطوَّر هذه الحالة في المراحل المُبكِّرة من العمر.[١]
أنواع مرض المياه الزرقاء
يُمكن بيان أنواع مرض المياه الزرقاء على النحو الآتي:[٢]
الأنواع حسب الموقع
يُمكن بيان أبرز أنواع مرض المياه الزرقاء تبعاً للموقع على النحو الآتي:
- النووي التصلبي (بالإنجليزيّة: Nuclear sclerotic): قد يُسبِّب هذا النوع في البداية مزيداً من قصر النظر، أو حتى حدوث تحسُّن مُؤقَّت في النظر عند القراءة، إلا أنَّه مع مرور الوقت تتحوَّل العدسة إلى الأصفر الكثيف بشكلٍ تدريجي، وتزداد عكورة النظر، ومع تطوُّر المرض ببُطء، قد تتحوَّل العدسة إلى اللون البُنِّي، وتجدر الإشارة إلى أنَّ اصفرار العدسة المُتقدِّم، أو لونها البُنِّي قد يُؤدِّي إلى المُعاناة من صعوبة التمييز بين ظلال اللَّون.[٣]
- القشري (بالإنجليزيّة: Cortical): يُؤثِّر هذا النوع في قشرةالعدسة، والتي تُمثِّل جزءاً من العدسة، والتي تُحيط بالنواة المركزيّة، وتتميَّز هذه الحالة بوجود عتامة بيضاء تُشبه الوتد بحيث تبدأ في محيط العدسة، وتنتشر باتجاه المركز بطريقة شبيهة بصعود السُّلم.[٤]
- الخلفي تحت المحفظة: يبدأ هذا النوع من إعتام عدسة العين كمساحة صغيرة معتمة، أو غائمة على السطح الخلفي للعدسة، وقد يُصاب بهذا النوع الأشخاص الذين يستخدمون الستيرويدات، أو الذين يُعانون من مرض السكَّري، أو قصر النظر الشديد، أو التهاب الشبكيّة الصباغي (بالإنجليزيّة: Retinitis pigmentosa)، وقد يتطوَّر هذا النوع بسرعة بحيث تتماثل الأعراض في غضون عِدَّة أشهر.[٥]
الأنواع حسب المنشأ
يُمكن بيان أبرز أنواع مرض المياه الزرقاء تبعاً للمنشأ على النحو الآتي:
- المُرتبط بالعمر: يتطوَّر مرض المياه الزرقاء في مُعظم الحالات مع التقدُّم في العمر، وقد تُصبح علامات هذه الحالة ظاهرةً في وقتٍ مُبكِّر، أي خلال الأربعينيّات إلى الخمسينيّات من العمر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ إعتام عدسة العين المُرتبط بالعمر، ولا يُصبح بليغاً حتى أواخر الستينيّات، أو السبعينيّات من العمر.[٢]
- الإشعاعي: يُعتبَر هذا النوع نادراً، ويُعزى حدوثه إلى التعرُّض لأنواع عِدَّة من الإشعاع، بما في ذلك الأشعَّة فوق البنفسجيّة من الشمس.[٢]
- الثانوي: إذ قد تحدث هذه الحالة نتيجة الخضوع لجراحةٍ مُعيَّنة في العين؛ تهدف إلى علاج حالة مرضيّة مُعيَّنة، مثل: الجلوكوما (بالإنجليزيّة: Glaucoma)، وقد تحدث أيضاً لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحِّية أخرى، مثل: مرضالسكَّري، وقد ترتبط هذه الحالة في بعض الأحيان باستخدام الستيرويد (بالإنجليزيّة: Steroids).[٦]
- الرضحي (بالإنجليزيّة: Traumatic): يتطوَّر هذا النوع نتيجة التعرُّض لحادث مُعيَّن، وقد يحدث مباشرة، أو بعد سنوات من التعرُّض للحادث.[٧]
- الخلقي (بالإنجليزيّة: Congenital): إذ تظهر الإصابة بهذه الحالة عند الولادة، أو خلال السنة الأولى من عمر الأطفال، وهي أقلّ شيوعاً من النوع المُرتبط بالعمر.[٨]
أعراض مرض المياه الزرقاء
تتمثَّل أعراض الإصابة بالمياه الزرقاء على النحو الآتي:[٨]
- رؤية الألوان وكأنَّها تتلاشى.
- زيادة الحساسيّة للوهج.
- زغللة العين (بالإنجليزيّة: Blurred vision).
- اضطراب القُدرة على الرؤية ليلاً.
- ظهور هالات مُحيطة بالأضواء.
- الحاجة لتغيير النظَّارات الطبِّية بشكلٍ مُتكرِّر.
- ازدواجيّة الرؤية في العين المُتأثِّرة.
تشخيص مرض المياه الزرقاء
يُجرى تشخيص مرض المياه الزرقاء من خلال الحصول على التاريخ الطبِّي الكامل للشخص، إضافةً إلى إجراء فحوصات للعين، وبشكلٍ عامّ تشمل الإجراءات التشخيصيّة الأخرى لمرض المياه الزرقاء ما يأتي:[٧]
- اختبار حِدَّة البصر (بالإنجليزيّة: Visual Acuity Test): ويُمثِّل اختبار مُخطط العين الشائع، والذي يهدف إلى قياس القُدرة على النظر على مسافات مُختلفة.
- توسُّع الحدقة (بالإنجليزيّة: Pupil dilation): إذ تُستخدَم قطرات مُعيَّنة للعين بهدف توسيع حدقة العين بما يُمكِّن من فحص شبكيّة العين عن قُرب.
- قياس ضغط العين (بالإنجليزيّة: Tonometry test): يعتمد هذا الإجراء على استخدام أداة لقياس الضغط داخل العين، وقد ينطوي على هذا الإجراء استخدام قطرات التخدير قبل إجرائه.[٦]
تجدر الإشارة إلى إمكانيّة إخضاع الشخص إلى أنواع أخرى من الفحوصات بما يُمكِّن من الكشف عن صحَّة وبُنية العين.[٧]
الوقاية من مرض المياه الزرقاء
لم تستطِع الدراسات إثبات كيفيّة الوقاية من مرض المياه الزرقاء، أو إبطاء تطوُّره، ولكن يعتقد الأطبَّاء أنَّ لاتِّباع عِدَّة استراتيجيّات تأثيراً إيجابيّاً في ذلك، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه الاستراتيجيّات:[٣]
- الخضوع لفحص العين بشكلٍ مُنتظم؛ بما يُمكِّن من التأكُّد من سلامة العين، وتشخيص أمراضها في المراحل المُبكِّرة، ويترتَّب على ذلك سؤال الطبيب عن عدد مرَّات الخضوع لفحص العين الواجب على الشخص الالتزام بها.
- الإقلاع عن التدخين، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأدوية والإرشادات التي يُمكن للشخص اتِّباعها في سبيل تحقيق ذلك.
- السيطرة على الأمراض الأخرى وعلاجها، كمرض السكَّري، إذ تُشكِّل العديد من الأمراض عامل خطر للإصابة بمرض المياه الزرقاء.
- اتِّباع نظام غذائي صحِّي غني بالفواكه، والخضروات، بما يُمكِّن من الحصول على العديد من الفيتامينات والموادِّ المُغذِّية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الفواكه والخضروات تحتوي على العديد من مُضادَّات الأكسدة، وهذا بحدِّ ذاته يُساهم في الحفاظ على صحَّة العيون.
- ارتداء النظَّارات الشمسيّة عن التعرُّض لأشعَّة الشمس، إذ قد تُساهم الأشعَّة فوق البنفسجيّة المُنبعثة من الشمس فيتطوُّر الإصابة بمرض المياه الزرقاء.
- تجنُّب شرب الكحول، إذ يُعتقَد بأنَّ لإدمان الكحول دوراً في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة المرضيّة.