مقالنا اليوم عن اهل النار واهل الجنة وما هى صفات كل منهما وما هى افعال اهل الجنة واهل النار
إن الترهيب والترغيب في كتاب الله يحتاج إلى قلوب حية، قلوب واعية، فوالذي نفسي بيده لو كانت لنا تلك القلوب لتفطرت من الحزن وهي تسمع إلى أحوال أهل النار. ولو كان لنا تلك القلوب لطارت أمام ثواب الله أسألك اللهم لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
استمعوا معي إلى كلام ربكم وهو يُتلى عليكم في يوم عيدكم هذا، استمعوا إليه بآذان قلوبكم وهو يتكلم عن أصحاب الجنة وعن أصحاب النار.
قال تعالى: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:20-22].
وما عقبى الدار؟ استمعوا وهو يصفها ويصف الذين يتلاحقون إليها:
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) [الرعد: من الآية23].
فقف معي عند قوله ومن صلح هذا هو المحك (وَمَنْ صَلَحَ).
فيا أيها الوالد ابك على ابنك الطالح الفاسد إن لم يتب لن تراه في جنات النعيم إن كنت من أهلها أي سعادة يوم يبعث الإنسان يبحث عن والديه فلا يجدهم عن زوجته عن بناته، فإذا هن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، نعم والذي نفسي بيده هذا هو الشرط وتلك هي الصفة (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) [الرعد: من الآية23].
يأتي الخليل إبراهيم خليل الرحمن الذي ألقي في النار من أجل ربه الذي طُرد من بلده من أجل دينه حطم الأصنام بيمينه الذي رزقه الله ذرية من الأنبياء الصالحين.