ما اهميه إحسان الظن بالناس
ما معنى إحسان الظن بالناس
مفهوم إحسان الظن بالناس
ان الاسلام دعا المسلم الى احسان الظن بالناس جميعا، حيث ان المطلع الاوحد على البواطن هو الله تعالى لاغير،
معنى احسان الظن
- الظن في اللغة: ياتي الظن في اللغة بمعنى الاعتقاد الراجح الذي يحتمل وجود نقيض له، كما يرد الظن بمعنيين في اليقين هما الشك واليقين، فربما يرد الظن ويقصد به التحقق والتحقق من الشيء، وقد يرد بمعنى الشك، ويشير الى هذا مقر الظن في الجملة.[١]
- حسن الظن اصطلاحا: جمال الظن يرد بعدة معان، فاحسان الظن بحق الله يعني: ان يعرف المسلم ان الله انما يبتليه اذا ابتلاه لحكمة عنده، وانه سبحانه وتعالى لم يرد بابتلايه له اهلاكه او تعذيبه او ايذاءه، انما ابتلاه كما ابتلى غيره من الخلق؛ ليمتحنه ويمتحنهم جميعا كما اقتضت حكمته جل وعلا، كما اقتضت مشييته وسنته في خلقه، وليعلم الله المومن الصابر الراضي بما يصيبه من البلاء ممن يجزع ويكفر، ولكي يسمعه يدعوه ويرجوه ويضرع اليه ان يكشف ما اصابه من البلاء، ويلجا اليه بالدعاء في جوف الليل.[٢]
- كما يرد احسان الظن في الاصطلاح على غير الله وياتي بمعنى: ان يرجح الانسان ويغلب منحى الخير على منحى الشر لجميع من يقابله من الناس فلا يضمر ويتوقع منهم الا الخير، ولا يضمر لهم الا الخير.[٣]
اهمية احسان الظن بالناس
يحتل حسن الظن بالناس اهمية فريدة في الاسلام، لهذا حث عليه الاسلام ودعا له في الكثير من الايات والاحاديث النبوية، ونذكر من اهميته ما يلي:[٣]
- يودي جمال الظن الى سلامة الصدر من الاحقاد والاضغان، ويدعو الى حب الناس وتدعيم روابط المحبة والالفة بين افراد المجتمعات المسلمة، وفي ذلك الحين ورد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الظن من اثناء قوله: (اياكم والظن، فان الظن اكذب الجديد ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله اخوانا).[٤]
- اذا تمثل المجتمع المسلم خلق جمال الظن بالناس حتى يصبح ظاهرة عامة فيه، فان خصوم المسلمين سيعجزون عن النيل منهم، وستفشل كل محاولاتهم لذلك، حيث ان القلوب التي يكون اساسها مبنيا على احسان الظن ببعضها تكون متالفة صافية، ولا يمكنه احد الولوج اليها وتعكير صفوها، كما ان مثل هذه المجتمعات تصبح ابعد ما يكون عن المنكرات.
- الظن السيي يودي بصاحبه للمهالك ويورده الموارد العسيرة التي توصله الى غضب الله وسخطه بعد ان يتتبع عورات الناس ويبحث عن زلاتهم وسقطاتهم.
- يزرع سوء الظن التنازع بين المسلمين، ويقطع عنهم حبال الاخوة والمودة، وفي ذلك الحين نصح الله سبحانه وتعالى من الظن وسويه في قوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم).[٥] كما روى البوصيري من جديد ابي هريرة رضى الله عنه قال: (حسن الظن من جمال العبادة)،[٦] فهذا الجديد يتضح ان جمال الظن يعود الى ما يحوي قلب المومن من العبادة، فهو ترجمة فعلية لها على ارض الواقع.
كيفية احسان الظن بالناس
ينبغي على المسلم حتى يبلغ الى مرتبة احسان الظن بالناس ان يقوم ببعض الامور والوسايل المعينة على ذلك، ويسعى اليها بالعمل لا بالقول، فان الايمان يوخذ بالافعال لا بالاقوال، ومن بين الامور المعينة على بلوغ درجة احسان الظن بالناس ما يلي:[٧]
- ان ينزل المسلم ذاته منزلة الخير، ويسعى لهذا بكله، ويتوجه اليه بافعاله واقواله ومعاملاته.
- ان يحمل المسلم ما يسمعه من الخطاب الصادر عن جميع الناس على احسن المحامل وافضلها، فلا يعتقد او يظن في كلامهم شرا، ولا ينظر الى اقوالهم وتصرفاتهم نظرة ريبة وشك.
- التماس العذر للناس لاسيما الاقارب والاصدقاء والمعارف، صرح ابن سيرين رحمه الله: (اذا بلغك عن اخيك شيء فالتمس له عذرا، فان لم تجد فقل: لعل له عذرا لا اعرفه).
- عدم الحكم على النوايا حيث ان النوايا لا يعرف حقيقتها الا الله، فعن ابي ظبيان، قال: سمعت اسامة بن زيد يحدث، قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة من جهينة قال: فصبحناهم، فقاتلناهم، فكان منهم رجل: اذا اقبل الاناس كان من اشدهم علينا واذا ادبروا كان حاميتهم، قال: فغشيته، انا ورجل من الانصار، قال: فلما غشيناه، قال: لا اله الا الله، فكف عنه الانصاري، وقتلته، فبلغ هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا اسامة اقتلته بعد ما صرح لا اله الا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله انما كان متعوذا من القتل، فكررها علي حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت الا يوميذ).[٨]
- ان يستحضر المسلم في قلبه وعقله افات ومصايب سوء الظن بالناس وعدم تزكية ذاته بالشك بهم، صرح سفيان بن حسين: (ذكرت رجلا بسوء نحو اياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: اغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: افتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك اخوك المسلم؟! قال: فلم اعد بعدها).