شعر عربي

تطور الشعر العربي

كيف تطور الشعر العربي

ما هى الخطوات التى تطور فيها الشعر العربي

مراحل الشعر العربى

ان اول فن ظهر فى الوطن العربى هو الشعر وهو يعتبر من اكثر الفنون التى يحبها العرب كثيرا

مراحل تطور الشعر العربي

من المعلوم ان الشعر القديم يتغاير اختلافا تماما عن الشعر في الوقت الحاضر، واهم ما يميز الشعر القديم حرصه على الوزن والقافية، وتكون البيت على الصدر والعجز، والشعر القديم الذي لا يدخل فيه الوزن والقافية لا يعد شعرا، لكن يطلع الى الخطابة او فصاحة في الحديث، وبعد هذا ظهرت الكتب التي تقوم على تدريس الاوزان والقوافي ليعتمد عليها الشعراء في ابداع النصوص واستخراج ابيات موزونة، وبعد هذا ظهر كتب اخرى تقوم على جمع وتدوين وتصنيف الشعر الى مجموعات بالاعتماد على اغراض وموضوعات الشعر، وعليه، نجد المورخون قد اعتبروا الشعر القديم حافلا لغرض الامتاع والنفع بنقل المشاعر او الحكمة او لاي غاية ذو قيمة، فهو مصدر طرب لدى العرب، يحمل فيه الاخلاق العربية، ويعبر عن الانتماء والحب.

الشعر الجاهلي

كان الشعر قديما يعلم بالقصيدة المكونة من ابيات، كل منزل فيها منفصل عما قبله وبعده في التركيب، وتتصل الابيات سويا في المعنى، يتالف البيت من شطرين، يسمى الاول صدرا والثاني عجزا، وتنتهي ابيات القصيدة جميعها بحرف واحد يسمى القافية، تتميز بموسيقا معينة تتحدد  بالبحر العروضي المتبع. وفي ذلك الحين عرف الشعر الجاهلي في ذلك العصر بالشعر التقليدي او الكلاسيكي  .
عبر الشعر الجاهلي عن طريقة الحياة العربية ، وصورها بدقة عالية ضد فيها اوجه الحياة المتعددة، ولهذا سمي بـ (ديوان العرب)، اي انه الموسوعة التي تتضمن كل الاخبار والقصص، فنجد فيه وصف الخيام، والرحلة، ووصف الحيوانات، ورحلات الصيد، والحروب ، كما نجد المدح، والغزل، والهجاء ، الرثاء. وقيل ان افضل القصايد التي كتبها العرب هي هذه التي كتبت بماء الذهب وعلقت على جدار الكعبة.

بدات القصيدة الجاهلية بالمقدمة الطللية التي يقف فيها الشاعر على الاطلال، فيبكي على الديار الخالية، ويصف الاثار التي خلت من احبايه بعد رحيلهم، ثم يصف الرحلة، وعناء السفر، ومعالم الطريق، ووحوش الصحراء وحيوانها وغيرها، لينتقل يعدها الى الغزل بذكر المحبوبة والتغني بجمالها واخلاقها، وفي ذلك الحين يذكر بعض المغامرات التي عاشها معها قبل رحيلها، وتنتهي تلك القصيدة الى الموضوع الرييس الذي يرغب في ان يتحدث عنه الشاعر، وفي ذلك الحين يكون مديحا، او فخرا، او، حماسة، او هجاء، او تعصبا لقبيلته، او غيرها.

من اشهر شعراء العصر الجاهلي هم اصحاب المعلقات السبعة، وقيل العشرة، وهم، امرو القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن ابي سلمى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، والحارث بن حلزة، والاعشى، والنابغة الذبياني، وعبيد بن الابرص. (1)

شعر صدر الاسلام

ارتبط الشعر الاسلامي بظهور الدعوة الاسلامية التي حملها الرسول محمد عليه السلام، وعليه، تجد الشعراء استبسلوا في الجهاد بشعرهم لنصرة الدين الجديد، ومحاربة اعدايهم بالشعر، والفخر بالنبي عليه السلام وهجاء قريش وتسجيل الغزوات. ومن خيرة هولاء الشعراء نذكر حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير.

وعلى المستوى اللغوي، فاننا نجد اللغة المستخدمة جلية وسهلة ولينة، بعيدة عن الغرابة والغموض والرموز المبهمة، وتستند الى ابعاد تاريخية دينية، فهي لغة اع الدلالية في الدين والسياسة والاجتماع والتاريخ والطبيعة والتصوف والادب والذات والموضوع (2).

الشعر الاموي

ازدهر الشعر في العصر الاموي واتسعت مواضيعه، وتطورت اساليبه، واصبحت معانيه والفاظه اكثر رقة ولطافة مماشاة لحالة العصر الجديد، والمظاهر السياسية، والدينية، والثقافية؛ فقد ظهرت الخلافات السياسية، والقبلية، والمذهبية، وفي ذلك الحين خاض حرب تلك الاحداث الشعراء، وتحيز كل شاعر الى جماعته يدافعون عنهم وينشرون افكارهم ومفاهيمهم، ويمكننا القول ان الشعراء والادباء عامة كانوا يمثلون الصحافة المحلية لهذه العصور العربية القديمة.

اما فيما يتعلق للموضوعات الشعرية فقد كان من الطبيعي ان تتوسع وتزداد في ذلك العصر، خاصة بعد الانكماش الذي لحقها في عصر صدر الاسلام الذي ركز كل اهتمامه على الدعوة الاسلامية، فقد قواعد الشعراء في ذلك العصر في مواضيع كثيرة في الشعر منها ما قد كانت حاضرة من قبل في الجاهلية والاسلام، فتوسعوا فيها واكثروا منها، ومنها ما هو حديث ابتكروه وفقا على احوال الحياة ومتطلباتها، ومنها ما كان له اثر من الجاهلية والاسلام، فاضافوا عليها وعدلوا قواعدها حتى جعلوها غرضا مستقلا بحد بذاته، كالفخر، والمدح، والهجاء، والوصف، والغزل، والخمريات، والنقايض.

من اشهر شعراء العصر الاموي نذكر الاخضل، والفرزدق، وجرير (شعراء النقايض)، وبشار بن برد، والمقنع الكندي، شعراء الغزل العذري كجميل بثينة، وقيس ليلى، ومجنون لبنى، وغيرهم الكثيرين. (3)

الشعر العباسي

طورت الطرق الشعرية في العصر العباسي نتيجة لـ اطلاع الشعراء على الثقافات الاجنبية التي وسعت مداركهم، وزادت من معلوماتهم، الى منحى تطور الحياة الحضارية. فنجد ان الشعراء قد مالوا الى الطرق السهلة والمفهومة المنسوجة من واقع الحياة، وابتعدوا عن الالفاظ العسيرة التي قل استخدامها او هجرت، واعتمدوا على المحسنات البديعية، والتجديد في الالفاظ تبعا لتطور الامور، حتى بلغت الوضع نحو مجموعة من الشعراء الى استعمال الفاظ غير عربية في الشعر. وعليه، نستطيع ان نقول ان مفهوم الطريقة يقصد الاسلوب السلوكية التي يعتمدها الشاعر في شعره، بيحث كان لكل شاعر او مجموعة من الشعراء هذه الاسلوب التي عرفوا بها.

لقد قواعد شعراء الجمهورية العباسية الطرق الشعرية في ضوء حضارة الجمهورية وثقافتها، واسلوب تذوقها للفنون، لذا جاء الطريقة الشعري اقرب من يكون الى الرقة في النسج، والدقة في التصوير، وشاعت في الحواشي الوان من الزخرفة اللفظية، والصنعة اللغوية، اضافة الى النغمة الموسيقية التي تحرك المشاعر والوجدان. وعليه، نجد ان الشعراء متى ما كانوا اكثر تحضرا مالوا الى الزينة والاطافة في كل شيء، فالطابع الحضري تغشاه الاناقة في كل جوانبه، وهو ما يدل على التقدم في الاذواق، الرقي في الافكار، ورقيها، وهو الداعي الذي صرف بالشعر الى ايجاد طريقة حديث تركن فيه النفس لتستريح نحو جماله وتناسقه ورقته.

من اشهر شعراء العصر العباسي نذكر المتنبي، والاصمعي، وابا فراس الحمداني، وابا العلاء المعري، وابا نواس، وابن الرومي، وابن الفارض، وابا العتاهية، وغيرهم من الشعراء. (4)

الشعر الاندلسي

ظهر الشعر الاندلسي في احوال حديثة لا مثيل لها في المشرق العربي، احوال اتصلت بالطبيعة الاندلسية وتنوعها، واخرى اتصلت بالتكوين الثقافي السكاني، اذ نشاهد العرب يختلطون لاول مرة مع اجناس لاتينية، وقوطية، وبربرية، اضافة الى اليهود على ارض واحدة، وتتعايش كل تلك الاجناس تحت سماء واحدة تضم الاديان السماوية الثلاثة: الاسلام، واليهودية، والمسيحية، فيسمع صوت الموذن الى منحى رنين الاجراس. وتستخدم اللغة العربية الى منحى الامازيغية، والاسبانية، والكتلانية، فنشا من التعايش بين تلك الاديان والاجناس والثقافات واللغات طقس خاص وحضارة فذة رايعة. (5)

انساق الاندلسيون وراء اهل المشرق في اغراض الشعر التقليدية، كما في الوصف، ورثاء الممالك، والشكوى، والاستنجاد، وفي ذلك الحين اكثروا من الوصف حتى اننا يمكننا ان نستخلص من شعرهم صورة جلية للحياة الاندلسية في شتى نواحيها، فوصفوا الاندلس بما فيها من مدن، ومتنزهات، وعجايب العمارة، والاودية، والجبال، والبساتين، والرياض، والازهار، والثمار، والافصول الاربعة، والبحيرات، والسواقي. كما وصفوا الولايم الملكية، والاطعمة، والزينة، والعطور، والملابس، والموسيقا، اضافة الى اللهو والمجون. وهكذا نجد التنوع والتجديد في فن الوصف.

واذا اردنا التحدث عن اللغة الاندلسية فاننا نجدها سهلة، سلسة، غير محكمة التشييد كلغة المشرق، وهذا يرجع الى بعد الاندلس عن البادية ولغتها القاسية، واختلاط العرب في بيية اعجمية تمتلي باللهجات واللغات الاخرى التي اضعفت ملكتهم ورققت تعابيرهم. ومع كل تلك الاسباب في تلطيف اللغة الاندلسية فاننا نجد بعض الصعوبة في شعر ابن هاني، مثلا، الذي عمد الى تقليد المتنبي، فانصرف في شعره الى اختيار الغريب والخشونة والتعقيد. اما بالحديث عن الاوزان الشعرية، فقد تبع فيها الاندلسيون اهل المشرق، الا انهم عمدوا في الغالب الى الموسيقا، فاضافوا اوزانا حديثة ساعدت على اضافة اللحن الموسيقي في الشعر، الذي تبدل فيما بعد الى شعر خاص بالغناء عرف باسم الموشحات.

من اشهر الشعراء والوشاحين اخترنا ابا المكث الرندي، وابن حمديس، ولسان الدين الخطيب، وولادة فتاة المستكفي، وعبادة بن ماء السماء، وابن خفاجة، والمعتمد بن عباد، وغيرهم الكثير. (6)

الشعر العثماني

واجهت الجمهورية العثمانية طوال مرحلة حكمها العديد من المشاكل والصعوبات، خاصة الامنية منها، والسعي الى اصدر الامان بين اطراف الجمهورية المترامية، فعاشت الجمهورية العديد من الانقلابات السياسية، وحركات التمرد، فانشغل الحكـام بقمعها واعادة الامور الى مجاريها، ومن الجدير بالذكر ان هذا الاصلاح السياسي كان على حساب اهمال المرافق العامة، وتاجيل تطبيق المشروعات الاصلاحية وانعاش الحياة المدنية، ناهيك عن الضعف الصحي الذي عم كافة الارجاء، الامر الذي رافقه اهمال تشييد المدارس، والتشجيع على الانخراط في الجيش، وقمع الموهوبين والقدرات العقلية، والغاء المنحى الثقافي والادبي. فعاشت القصيدة العربية في تلك الاجواء بالاعتماد على القوالب التراثية، فنشا الشعر البديعي الذي يخلو من المعنى، ولكن يتميز بتركيبة بديعية عالية، ونزح الشعراء عن الحياة ولجا الاغلب الى الشعر الصوفي، وكثرت المدايح النبوية، والمراثي، والملاحم، والقصص الشعرية الركيكة.

اعتمدت القصيدة على الوحدة، اذ ان هناك انواع متنوعة للوحدة في القصيدة العربية في العصر العثماني، تبدا من وحدة البيت واستقلاليته في الشكل العام، وانتقالا الى الوحدة المنطقية في التسلسل القصصي للشعر، ختام بالوحدة الموضوعية خاصة في المدايح النبوية، والمراثي. ولا ننس الجديد عن الوحدة الوجدانية النفسية في اجزاء القصيدة كلها.

من اشهر شعراء العصر العثماني نذكرابن معتوق، وعبد الغني النابلسي، ومنجك اليوسفي، ويوسف البديعي، والبهاء العاملي، والتهانوي، وبدر الدين الغزي (7)

الشعر الحديث

في سنة 1930م ظهر الشاعر ادونيس الذي يعد من اهم شعراء الحداثة لانه جمع بين الثقافة العربية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة، وبذلك كان من اهم نقاد العرب والذي وضع اساسيات شعر النثر التي ظهرت في زمانه وعلى يده، واغلب ثقافاته قد كانت تبنى على الفلسفة والابداع الشعري والمصرحي الامر الذي جعل ذلك اللون متوفر واضافه الى عالم الشعر في الوطن العربي، ويعد كتاب ادونيس في الشعرية العربية له مكانة هامة في النقد الجديد والمعاصر، وذلك الامر قد طور الشعر من القافية والوزن الى النثر وعلومه.

اما في الوقت الجاري تحول الشعر العربي عما كان سابقا ليكون عبارة عن شعر حر تتجسد كلماته باستعمال مفردات وكلمات لها معنى ومغزى عظيم، وذلك النوع من الشعر قد تشعبت وتوسع كبيرا خصيصا بين اهم شعراء العصر الجديد ليتغنى به الشاعر من اثناء القاء تلك المفردات المعبرة سواء قد كانت غزلية او شعبية او سياسية ودينية، لهذا الشعر العربي له مكانة نحو العديد من الناس ولا يمكن ان يستغنى عن الشعر فهو باستمرار يصف الى منحى الواقع والحقيقة وايضا المشاعر الخلاقة والنبيلة. (8)

المراجع

(1) تاريخ الادب العربي، العصر الجاهلي، د.شوقي ضيف، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1119، مواصفات الشعر الجاهلي ص183 -231 بتصرف.

(2) الادب في موكب الحضارة الاسلامية- كتاب الشعر، د. مصطفى الشكعة، دار الكتاب اللبناني بيروت، ط1، 1973، ص:105 بتصرف.

(3) الموجز في الشعر العربي، دراسة في العصور المغيرة للشعر العربي، تاليف فالح الحجية، اعادة نظر وتقديم د.شوقي ضيف، منشورات مطبعة اوفيست الميناء، 1985، ص113-182 بتصرف.

(4) باجراء عن مقالة العصر العباسي، جامعة ام القرى، uqu.edu.sa

(5) الادب الاندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 80 – 81 بتصرف

(6) باجراء عن مقالة الشعر الاندلسي مميزاته وخصايصه، حمد السروتي، واكرام زعلوقي، alukah.net

(7) الموجز في الشعر العربي، دراسة في العصور المغيرة للشعر العربي، تاليف فالح الحجية، اعادة نظر وتقديم د.شوقي ضيف، منشورات مطبعة اوفيست الميناء، 1985، ص356-410 بتصرف

(8) باجراء عن مقالة الشعر الجديد وابعاده في المغزى والاسلوب والاتجاه، habous.gov.ma

السابق
عمل بهارات الكاري
التالي
عمل معجنات الظفيرة

اترك تعليقاً