العناية بحديثي الولادة

تغذية الرضيع في الأيام الأولى

مقال اليوم عن الرضاعة وكيفية تغذية الطفل الرضيع من عمر يوم لعمر سنة

 

 

توصي العديد من المنظمات الصحية بالرضاعة الطبيعية كخيار أفضل للأطفال الرضع من الرضاعة الصناعية، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكونون أقلّ عرضة للعدوى، والإدخال للمستشفيات مقارنة بالرضع الذين يتمّ تغذيتهم بالرضاعة الصناعية، حيث تنتقل الأجسام المضادة وغيرها من عوامل مكافحة الجراثيم أثناء الرضاعة الطبيعية من الأم إلى طفلها وتقوّي جهاز المناعة، مما يساعد على تقليل فرص إصابة العديد من الأطفال بالعدوى، بما في ذلك: التهابات الأذن، والإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهاب السحايا. كما أنّ الرضاعة الطبيعية قد تحمي الأطفال من الحساسية، والربو، وداء السكري، والبدانة، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ (بالإنجليزية:Sudden Infant Death Syndrome -SIDS). وتوصي هذه المنظمات بأن تكون الرضاعة المصدر الغذائي الوحيد للطفل دون إدخال أيّ نوع آخر من التغذية خلال الأشهر الستة الأولى، كما أنّها تشجع الرضاعة الطبيعية حتى 12 شهراً على الأقل، أو لفترة أطول إذا كانت الأم والطفلمستعدين لذلك.[١]

تغذية الطفل الرضيع

تغذية الرضيع في الأيام الأولى

يوفّر اللبأ (بالإنجليزية: Colostrum) الذي يُعدّ أول حليب الأم بعد الولادة جميع العناصر الغذائية والسوائل التي يحتاجها الطفل في الأيام الأولى، بالإضافة إلى العديد من المواد لحماية الطفل من العدوى. ويختلف لون اللبأ وسمكه عن الحليب البشري الناضج بسبب احتوائه على العديد من عوامل الحماية، إذ إنّ اللبأ يحتوي على نسبة أعلى من البروتين، ونسبة أقلّ من السكر، وانخفاض كبير في مستوى الدهون.[٢]

تغذية الرضيع إلى عمر 3 شهور

يعتمد الطفل منذ الولادة وحتى عمر 3 شهور على الحليب فقط في تغذيته كما يلي:[٣]

  • الرضاعة الطبيعية: مع نمو الطفل ستلاحظ الأم أنّه ينام لفترات أطول في الليل، وأنّ الكمية التي يحتاجها من الحليب قد تتغير أيضاً، وممّا يدلّ على أنّ الطفل يأخذ ما يكفيه من الحليب أنّه يبدو متنبّهاً ونشيطاً، وينمو ويكتسب وزناً ثابتاً، ويتغذى من ست إلى ثماني مرات في اليوم، ويبلّل الحفاظات بشكل منتظم. وبعد أسابيع قليلة من الولادة، تقلّ عدد مرات الإخراج مقارنة بالفترة بعد الولادة مباشرة، فعند الوصول لعمر شهرين تقريباً، قد لا يُخرِج الطفل بعد كل وجبة طعام، أو حتى طوال اليوم، وفي حال استمر عدم الإخراج لمدّة تزيد عن ثلاثة أيام يجب مراجعة الطبيب.
  • الرضاعة الصناعية: يُعدّ الحليب الصناعي أكثر صعوبة في الهضم، ولذا فإنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية غالباً ما يحتاجون عدداً أقلّ من الرضعات مقارنة بالرضاعة الطبيعية. ومع نمو الطفل، قد تزداد كمية الحليب التي يشربها في الوجبة الواحدة، وتزداد الفترة بين الوجبات. وخلال الشهر الثاني، قد يستهلك الطفل حوالي 120 -150 مل من الحليب عند كل تغذية. وفي نهاية الشهر الثالث قد يحتاج الطفل إلى 30 مل إضافية في كل وجبة. وتُنصح الأم بعدم دعم زجاجة الحليب وإسنادها على وسادة أو أيّ شيء آخر لأنّ ذلك قد يؤدي إلى الاختناق ويزيد من فرصة الإصابة بالتهابات الأذن وتسوس الأسنان.

تغذية الرضيع من عمر 4-7 شهور

يبدأ في هذه المرحلة إدخال الأطعمة الصلبة التي يُوصى بإضافتها بالتدريج عندما يبلغ الطفل عمر الستة أشهر، وذلك حسب استعداد الطفل واحتياجاته الغذائية. وتستطيع الأم أن تحدّد مدىجاهزية طفلها للأطعمة الصلبة من خلال اختفاء دسر اللسان أو ما يُعرف بالبلع غير الناضج (بالإنجليزية: Tongue-thrust reflex) وهو ردّ فعل انعكاسي يمنع الرضّع من الاختناق، ويجعلهم يدفعون الطعام الصلب خارج أفواههم، ويختفي ببلوغ الشهر السادس من العمر عادة، كما تستطيع الأم تحديد جاهزية طفلها للطعام من خلال تقييم قدرته على دعم رأسه؛ إذ ينبغي أن يكون الرضيع قادراً على الجلوس والتحكم برأسه ورقبته بشكل جيد عندما يتناول الأطعمة الصلبة. وقد يستاء الطفل عند البدء بإدخال الأطعمة الصلبة وفي هذه الحالة تُنصح الأم بالانتظار بضعة أيام أو حتى أسابيع قبل المحاولة مرة أخرى، إذ إنّ الأطعمة الصلبة ليست سوى مكملاً غذائياً في هذه المرحلة ولا يزال حليب الثدي أو الحليب الصناعي يلبّي احتياجات الطفل الغذائية الأساسية.[٤]

كيفية إدخال الأطعمة الصلبة

  • اختيار الوقت المناسب: بعد التأكد من جاهزية الطفل لاستقبال الأطعمة الصلبة ينبغي اختيار الوقت المناسب بحيث لا يكون الطفل متعباً أو منزعجاً، على أن يكون جائعاً قليلاً. ويُنصح بتقديم أطعمة ذات عنصر واحد لا تحتوي على سكر أو ملح، والانتظار من ثلاثة إلى خمسة أيام لتقديم طعام من نوع آخر. لتتمكن الأم من تحديد سبب الحساسيةفي حال ظهورها عند الطفل، وبعد ذلك تستطيع مزج أكثر من نوع واحد من الأطعمة.[٤][٥]
  • اختيار الأطعمة: يُعتبر الحديد والزنك من العناصر الغذائية الهامة في النصف الثاني من العام الأول للطفل، وتتواجد هذه العناصر في اللحوم المهروسة والحبوب المدعمةبالحديد والفاصولياء والعدس وغيرها من الأغذية. ومن الأطعمة التي يمكن البدء بها القليل من حبوب الرضع المدعمة بالحديد وذلك بخلط ملعقة طعام واحدة من حبوب الرضع مع 4 ملاعق طعام أو ما يعادل 60 مل من حليب الأم أو الحليب الصناعي مرة أو مرتين في اليوم بعد الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية. وتستطيع الأم إدخال الخضار أو الفاكهة أو اللحم بعد تجربة الحبوب، دون الاهتمام بالترتيب الذي يتم إدخال الأطعمة به، ولكن ينبغي أن تُضاف بشكل تدريجي، وخلال هذه الأشهر، ينبغي أن تظلّ التغذية المعتادة المشتملة على حليب الأم أو الحليب الصناعي مصدراً لتغذية الطفل.[٤][٥]

الأطعمة التي يجب تجنبها

يُعدّ الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني من حساسية معينة أو حالات مرتبطة بالحساسية، مثل الحساسية الغذائية، أو الأكزيما، أو الربو. ومن العلامات والأعراض المحتملة لحساسية الطعام الطفح الجلدي، والنفخة أو زيادة الغازات، والمعاناة من الإسهال والقيء، وفي بعض الحالات الشديدة صعوبة التنفس. ولذا ينبغي التدرج في إضافة الأطعمة الصلبة، كما أنّ هناك بعض الأطعمة التي ينبغي تجنّبها خلال السنة الأولى من العمر ومنها ما يلي:[٤][٥]

  • العسل: إذ قد يحتوي العسل على بعض المواد التي يمكن أن تسبّب التسمم الغذائي عند الرضّع، في حين أنّها غير ضارة للبالغين.
  • حليب البقر العادي: حيث إنّ الحليب البقري العادي لا يحتوي على بعض العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها الرضّع وخاصّة الحديد إذ يمكن أن يتسبّب الاعتماد على حليب البقر العادي وحده في تغذية الرضيع بنقص مستوى الحديد في جسمه.
  • الأطعمة التي تسبّب الشَرَق او الاختناق: ومن الأطعمة التي قد تسبّب شرَق الطفل السجق، وقطع اللحم والجبن، والعنب، والخضار النيئة، والفاكهة، ما لم يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة يسهل على الطفل بلعها. وكذلك البذور والمكسرات والفشار والحلوى الصلبة.
  • العصير: لا يُعتبر العصير جزءاً أساسياً من تغذية الطفل، إذ قد يساهم تناول الكثير من العصائر في مشاكل الوزن والإسهال، بالإضافة إلى تقليل شهية الطفل للأطعمة الصلبة المغذية، كما أنّ تناول العصير طوال النهار أو أثناء النوم قد يؤدي إلى تسوس الأسنان. وإذا رغبت الأم بتقديم العصير لطفلها فيجب أن تتأكد من أنّه عصير فاكهة 100%، وتحاول أن لا تزيد الكمية التي يشربها الطفل منه عن 118 -177 مل في اليوم الواحد.
السابق
اهمية القرع الأخضر
التالي
اهمية البازلاء الخضراء

اترك تعليقاً