رسل وأنبياء

حكاية إمرأة سيدنا نوح

قصة زوجة سيدنا نوح

ماذا تعرف عن زوجات الأنبياء

قصص إسلامية جميلة

زوجة سيدنا نوح عليه السلام وكيف ذكرها القرآن لتكون عبرة للعالمين وما علاقتها بطوفان سيدنا نوح.

النبي نوح عليه السلام

النبي نوح -عليه السلام- نبيٌّ من أنبياء الله تعالى في الديانات الإبراهيميَّة الثلاث،

دعا سيُّدنا نوح قومه 950 سنة، وقد كان الحفيد التاسع أو العاشر لسيدنا آدم -عليه السلام-،

ويعدُّ الأب الثاني للبشريَّة بعد نجاته هو ومن معه من الطوفان العظيم الذي قضى على البشر

جميعًا باستثناء من ركبَ مع نوح -عليه السلام-في السفينة التي أمره الله تعالى بصنعها،

وهو أوَّل الرسل ومن أولي العزم الخمسة، ذكر الله قصَّته في القرآن الكريم وأنَّه أرسله لمَّا عبد الناس الأصنام وانحرفوا عن التوحيد، وهذا المقال سيتحدَّثُ عن امرأة نوح وعن قصَّتها ونظرة الإسلام إلى امرأة نوح -عليه السلام-.

امرأة نوح عليه السلام

لم يتمّ التثبُّت من اسمِ امرأة نوح -عليه السلام- وقيلَ إنَّ اسمها والهة أو واغلة وقيل إنَّ اسمها نعمة، وهي نعمة أو واغلة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البَشر -عليه السلام- ، وقد ورَدت قصَّةُ امرأة نوح -عليه السلام- في كتاب الله تعالى، فأشار الله تعالى إلى قصَّتها لتكون عبرةً للعالمين، فهي زوجة نبيٍّ من أولي العزم ورغم ذلكَ فقد ماتَت غرقًا وهي كافرة هي وابنُها يام بن نوح لأنَّهما رفضَا ركوب السفينة مع سيدنا نوح -عليه السلام- وغرقا مع من غرق من البشر. 1)

قصة امرأة نوح عليه السلام

أشار الله تعالى في كتابه العزيز إلى امرأة نوح وامرأة لوط في سورة التحريم، قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} 2)، وقد ذكرَ العلماء في تفسير هذه الآية خيانةَ امرأةَ نوحٍ -عليه السلام- بأنَّها كانت كافرة، وكانت تقول للناس من حوله بأنَّه مجنون، وقد وردَ عن ابن عبَّاس -رضي الله عنه- أنَّه قال: كانت امرأة نوحٍ تقول للنَّاس: إنَّه مجنون. وقيلَ أيضًا: إنَّها كانت تطلع على سر نوح -عليه السلام-، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرَتْ الجبابرةَ من قومه به. ووردَ عن الضحاك -رحمه الله- قوله في تفسير الآية: ما بغَت امرأةُ نبيٍّ قط، أمَّا “فخانتاهما” أي خانتاهما في الدين. إذن فالخيانة الزوجيَّة مستحيلةٌ بالنسبة لامرأة نبيٍّ بإجماع العلماء، أمَّا هذه فهي خيانة في الدعوة، فزوجُها نبيٌّ كريم وهو نوحٌ -عليه السلام- ومعه دعوةٌ من خالق السماوات والأرضِ، وزوجته لم تؤمن بهذه الدعوة، فالخيانة أنَّها كانت مشركةً على غير دينه 3)، ولذلك فقَد ماتَت امرأةُ نوح -عليه السلام- غرقًا بالطوفان العظيم هي وابنها يام بن نوح لأنَّهما رفضا أن يركبا مع سيدنا نوح في السفينة ورفضا أن يؤمنا بدعوته -عليه السلام- ومات امرأة نوح على كفرها.

نظرة الإسلام إلى امرأة نوح عليه السلام

ينظر الإسلام إلى امرأة نوح على أنَّها الزوجة التي خانت زوجها بعدمِ اتِّباع دعوتِه والإساءة إليه بين الناَّس بوصفه على أنَّه مجنون، وقد ذكرَ معظم المفسِّرين في تفسير الآية التي ورد فيها ذكرُ امرأة نوح أنَّها خانته بالدين، وبقيَت مع قومها ورفضَت أن تركبَ معه في السفينة فماتت وهي كافرة، يقول شيخ الإسلام في مجمع الفتاوى في تفسير الآية: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} 4)، وكانتْ خيانتُهما لهما في الدين لا في الفِرَاشِ، فَإنَّه مَا بغَت امرَأةُ نبِيٍّ قطُّ. وعلى هذا معظمُ أقوالُ المفسِّرين، فقد رفضَت دعوةَ زوجها وماتت غرقًا وهي على كُفرها. 5)

مواضع ذكر امرأة نوح عليه السلام في القرآن

لم تُذكر امرأة نوح -عليه السلام- في القرآن الكريم باسمها الصريح، إنَّما أشارَ الله -جلَّ وعلا- إليها مرَّةً واحدةً فقط في كتابه العزيز في سورة التحريم بصفتِها على أنَّها امرأة نوح وقد ذُكرَت معها أيضًا امرأة لوط -عليه السلام-، وذلكَ في قول الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} 6)، ولم تُذكر في غير هذا الموضع، وقد أجمعَ معظمُ العلماء والمفسِّرين على أن المرأة التي أشار لها الله تعالى في القرآن الكريم في هذه الآية هي امرأة نوح -عليه السلام- والله تعالى أعلم.

السابق
قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون
التالي
حكاية أم جميل مع الإسلام

اترك تعليقاً