قصة البنت الصغيرة والجوهرة الثمينة
حكاية من حكايات قبل النوم
قصص وحكايات قبل النوم
القناعه كنز لا يفنى ومن يرضى بم وهب الله له زاده الله من نعمه وحمد الله وشكره على كل حال هو أساس الرضا.
كان يعيش بالغابة البعيدة صياد فقير جدا لا يملك شيء من الدنيا سوى بناته الثلاثة
وشبكتة التي هي مصدر رزقة وقوته فيصطاد بيها السمك ، يبيع نصفه ويأكل نصفه مع بناته الثلاثة ،
و كل يوم يذهب الصياد الفقير الي شاطئ النهر ويتوكل على الرحمن لصيد السمك ويجلب رزق يومه ،
فلا يحتاج مساعدة من أحد ولا يطلب المال من أحد بالكون وكان يأخذ معه إحدى فتياته الثلاثة
ثم يعود في الليل بالكثير من السمك ، وفي احد الايام كان الصياد يتناول الطعام مع اولاده فقال لهن :
هل تعلمون أن السمكة التي تقع في شبكة الصياد لم تذكر الله ،
فلا تقع السمكة الا عندما تسهو ولا تذكر الله ، قالت الصغيرة : وهل الكائنات تسبح وتذكر الله ؟
رد الأب بخشوع شديد : إن كل المخلوقات التي بالكون تذكر الله وتسبح يا ابنتي ،
فجميع الحيوانات والعصافير والطيور وحتي الحيتان الكبيرة والاسماك تذكر الله .
ردت الفتاة قائلة : ولكننا لا نسمع كلامها يا ابي لماذا ؟ وهنا ابتسم الاب قائلا: لأن لكل مخلوق بالكون
لغة خاصة يتفاهم بها مع الحيوانات التي تشبه ، والله قادر على كل شيء ،
خرجت الصغيرة مع والدها في اليوم التالي للصيد .
عندما وصل الاب وابنته الي الشاطئ القى الصياد شباكة في النهر واصطاد سمكة كبيرة جدا
يرى مثلها من قبل ففرح بها كثيرا واعطاها لابنته و كل مرة يلقي الصياد شباكة يصطاد سمكة كبيرة وضخمة .
وكانت الفتاة تقوم باعادة السمك الي النهر من جديد، وفي المساء عاد الصياد مع ابنته الى المنزل
ولكنه لم يجد السمك فسئل الفتاة الصغيرة قائلا : اين السمك يا ابنتي ؟
قالت الفتاة : لقد قمت باعادة السمك الي النهر من جديد، رد الاب بغضب شديد :
ولماذا تفعلين ذلك وقد تعبت طوال اليوم في الصيد ، ردت بتوتر :
الم تخبرنا يا ابي امس أن السمكة التي تقع في الشباك قد غفلت عن ذكر الله،
وانا احب ان يدخل بيتنا شئ لا يذكر الله .
امتلأت عين الصياد بالدموع وقال يا صغيرتي ولكنها حكمة الله ورحمتة ،
حتى نجد نحن الطعام والرزق ليطعمنا ، شعرت الطفلة بانها تصرفت بعدم حكمة ،
ولا تدري ماذا سيأكلون ولا يوجد طعام بالمنزل ،
عاد الصياد وطفبته الصغيرة الى المنزل وليس معه شئ من الطعام، وكان امير البلاد ،
يسير في الشوارع يسئل عن الناس ، وعندما وصل الي منزل الصياد شعر بالعطش الشديد،
فطرق الباب وطلب الماء، خرجت الطفلة الصغيرة واعطته الماء فشرب وحمد الله ثم اعطاها
جوهرة كبيرة وهو يقول هذه هدية مني يا صغيرة .
فاخذت الفتاة الجوهرة ، وهي سعيدة جدا وذهبت الى والدها ، وهي تقول انظر يا ابي ،
لقد عوضنا الله خيرا من السمك، نظر الاب إلى الجوهرة بفرح شديد وشكر الله كثيرا على ابنته
التي فضلت ذكر الله على الطعام وعلى كل شيء ،
وقص لفتياته ما فعلته اختهما صباحا وكان سعيد جدا بالفتاة .