أدعية عامة

دعاء التوبه

يقع كثير من الناس فى الأخطاء ولكن لن تكون نهاية المطاف فيلجأ إلى الله ليدعوه بالتوبة وتكفير الخطأ

الدعاء

الدعاء هو من أعظم العبادات في الشريعة الإسلاميّة، يسعى به العبدُ ويتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- لحلِّ مسألتِهِ، وهو موقنٌ كلَّ اليقين، بأنّ الله لن يخيّبَ أملَهُ، ولنْ يردَّهُ صفر اليدين، فالله قريب سميعٌ مجيبٌ للدعواتِ، وقد قال تعالى في كتابِهِ العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” 1)، فعلى كلِّ مسلم أن يتقرّب إلى الله -عزّ وجلّ- داعيًا وراجيًا من الله الإجابة، فهو المجيبُ لدعوات المضطرين، والسامع أصواتَ الشكاة، يعلمُ السرَّ والعلن، وهذا المقال سيتحدَّث عن دعاء التوبة في الإسلام.

دعاء التوبة

إنّ التوبة هي اعترافُ العبد المذنب ورجوعُه إلى الله -سبحانه وتعالى- قابلِ التوبة، وتكون التوبة بعد الخطأ الذي ندم عليه صاحبُهُ، فقرَّرَ الرجوع إلى الله وطلبَ التوبة منه، وتكون بإقلاع المخطئ عن الخطأ وعدم العودة لمثلِهِ، والمداومة على طاعة الله -عز وجلّ-، فإذا ندم المسلم على فعل المعصية بإخلاص وأقلعَ عنها وعزم على عدم العودة إليها، فقد تمَّتْ توبَتُهُ من الذنوب التي لم يرتكبْها بحقّ عباد الله، وعلى هذا المسلم أن يكثر من استغفار ربِّهِ من الذنوب التي اقترفَها في حياتِهِ، وعليه أن يُكثِرَ أيضًا من فعل الحسنات، كصلاة النوافل، والصوم والتصدّق، لعلّ الله تعالى يكفّرُ بأعمالِهِ هذه خطاياه، وهذا ما أشار الله تعالى إليه في كتابِهِ العزيز، حيث قال: “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”، 2)، ووردَ في حديث النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قولُهُ: “اتَّقِ اللهَ حيثُ كنتَ، وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ”، 3)دعاءِ النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “اللهم اغفرْ لِي ذنبيَ كلَّهُ، دِقَّهُ وجُلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخِرَهُ وعلانِيَتَهُ وسِرَّهُ”، 4)5).

وعلى كلِّ مسلم مذنب، أن يسارع إلى التوبة إلى الله تعالى، وأنْ يلتزم الاستغفار، ولا ينسى قول الله -سبحانَه وتعالى-: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، 6)، فقد سُمّي رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- نبيَّ التوبة، وهو الداعي إلى التوبة، لأنّ الله تعالى أجزلَ في دينِهِ ثواب التوبة، وأخبرَ عن أوانِ إغلاق باب التوبة، وهو يوم تشرق الشمس من الغرب، وتبدأ الساعة فتُغلق الصحفُ، ويثبّتَ العمل، ولا تقبل توبة تائب حينها. 

شروط التوبة

إنَّ من تاب وأصلح، يكفّر الله عنه سيئاتِهِ، فالتائب مفلحٌ كسبَ الجنة إذا تاب توبة حقيقية صادقة، ومن الواجب على كلَّ من قصدَ التوبةَ أنْ يكون صادقًا في توبتِهِ، وإنَّ شروط التوبة الصادقة ثلاثة، وهي:

  • الندم على الماضي: لأنّ من يَندم على معصية ارتكبها، سيحزنُ على اقترافِهِ لها، والندم اعتراف بالخطأ، ووعد بعدم العودة إلى مثل هذا الخطأ.
  • الإقلاع عن المعصية تركها والحذر منها: ويكون هذا بالرجوع عن المعصية التي تاب عنها، كأنّ يؤدّي زكاة كان قد أهملها من قبل، أو يرجع حقّ إنسان كانَ قدِ اغتَصَبَ حقَّه.
  • العزم الصادق على عدم العودة للمعصية: خوفًا من الله وتعظيمًا له، وإخلاصًا له سبحانه وتعالى
السابق
دعاء الهداية للزوج
التالي
دعاء تسهيل الموضوعات

اترك تعليقاً