دعاء السفر من الادعية التى وصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ويقال عندما تركب اى وسيلة مواصلات
فضل الذكر
يُعدّ الذِكر من العبادات اليسيرة التي تُقرّب العبدَ إلى ربّه، وقد حثّ النبيُّ محمّد -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على الإكثار من ذِكر الله تعالى في كل الأحوال، كما ورد التأكيد على فضل الذِكر في قوله تعالى: “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” [١]، ويمكن للمسلم أن يدعو الله لتيسيرِ جميع أموره مثل: الرِّزق والزواج والاستسقاء وغيرها، وسيتم توضيح دعاء السفر بكل أنواعه في هذا المقال.
دعاء السفر
من فضل الله تعالى على عبادة أنْ جعلَ تواصل عباده به أمرًا يسيرًا، فيدعو العبد ربه في كل أحواله وهو موقنٌ بالإجابة،ويحصّن المسلم نفسه من كل الأخطار عن طريق ذِكر الله تعالى، ومن هذه الأخطار الحوادث التي تحصل أثناء السفر بوسائل النقل المختلفة سواء أكانت دابّة أم سيارة أم طائرة أم سفينة، فيقرأ المسافر دعاء السفر مِن حِفظه أو من ورقة أو كتاب أو يردده وراء من يقرأه ولا يكتفي بسماعه فقط،[٢] وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند ركوب الدابة للسفر: “بسم الله، والحمد لله، ويكبّر ثلاثًا، ويقول: سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كُنّا له مُقرِنين وإنّا إلى ربّنا لمُنقلِبون، اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البِرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنّا بعده، اللهم أنت الصاحب بالسفر والخليفة في الأهل، اللهم إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل” [٣] ويمكن للمسافر المواظبة على الذِكر منذ خروجه من منزله حتى عودته ومن هذه الأذكار:
- دعاء الخروج من المنزل: يقول المسلم إذا أراد الخروج من المنزل لسفرٍ أو لغيره ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ قالَ – يعني إذا خرج من بيته – : باسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ . يُقالُ لَهُ : كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَهُدِيتَ ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ ، فَيَقُولُ لَهُ شَيطَانٌ آخَرُ : كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ وَوُقِيَ ؟” [٤]
- دعاء المسافر للمقيم: “أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لاَ تَضِيعُ وَدَائِعُهُ”.
- دعاء المقيم للمسافر: ” أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ”، ويقول أيضًا: “زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُ ما كُنْتَ”.
- الذِكر أثناء السفر: الإكثار من التكبير والتسبيح، قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه : “كُنَّا إِذَا صَعَدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا”.
- دعاء المسافر إذا أسحر: “سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ”.
- دعاء المسافر إذا نزل منزلًا: “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ”. [٥]
شرح دعاء السفر
يدلُّ حديث دعاء السفر على أنّه يقال عند الركوب على أي وسيلة من وسائل التنقل وليس فقط عند السفر، كما وضّح ذلك مجموعة من العلماء ومنهم العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث قال: “أما (سبحان الذي سخّر لنا هذا)، فيقوله كلّما ركب الدّابّة، سواء في السفر أم في الحَضَر”، وفي الآتي شرح لمعاني كلمات دعاء السفر:
- “مُقرنين”: بمعنى مُطيقين، أي لن يكون العبد قادرًا على تحمُّل أعباء السفَر من دون الاستعانة بالله تعالى.
- “أنت الصاحب”: يعني أن العبد يطلب ملازمة الله تعالى له فهو خير مؤنسٍ له، فيحميه من نوائب السفر.
- “الخليفة”: يعني أن العبد يستودع عند الله أهله ليحفظهم من كل شر كالمرض والفتنة ، بالإضافة إلى ما ترك خلفه من مالٍ ومسكنٍ وغيره.
- “وعَثاء السفر”: معنى وَعَث المكان السّهل الكثير الدّهس، فيستعيذ المسافر من مشقّة السَفَر.
- “كآبة المنظر”: يستعيذ المسافر من كل ما يسبب له الحزن.
- “سوء المُنقَلَب”: يطلب المسافر من الله تعالى أن لا يعود سفره عليه أو على أهله بسوء. [٦]
دعاء السفر بالطائرة
اختلفت وسائل النقل عمّا كانت عليه في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ أصبح الناس يستخدمون الطائرات للسفر إلى أماكن بعيدة، فبدلًا من أنْ يقضيَ المسافرُ أشهرًا في الطريق أصبح يصل إلى حيث يريد خلال ساعات، مع ذلك يجد المسلم أنّ الدعاء الذي ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلح لكلِّ وسائل النقل سواء أكانت دابّة أم طائرة، وهذا من إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما يمكن للمسافر المواظبة على التكبير والتسبيح أثناء الرحلة في الطائرة، فيبقى متصلًا بربّه -سبحانه وتعالى- مُستشعرًا رعايته له أثناء سفره.
دعاء السفر بالسيارة
إن كل ما يدبّ على وجه الأرض يُعتبر دابّة، فالحيوانات والحشرات بأنواعها دواب، [٧] والدابّة المقصودة في حديث دعاء السَفَر هي التي تُعين الإنسان على السفر، أي يمكن ذِكر الدعاء نفسِه عند ركوب السيّارة كونها قد استُخدمَت بغرض السَفَر، ويمكن للمسافر في السيارة الاستماع إلى دعاء السفر والأذكار الأخرى عن طريق مسجّل الصوت في سيارته، فيبقى هادئًا مطمئنًا أثناء القيادة.
دعاء السفر للأطفال
تُعدُّ مرحلة الطفولة هي الأهمّ والأفضل للتعليم، فما يُغرَس في الطفل يبقى معه حتى يكبُر، ومن المعروف أن ذاكرة الطفل قوية جدًا، ويمكن الأخذ بالنصائح الآتية التي تسهّل على الأهل تعليم الأطفال دعاء السفر:
- تقسيم الدعاء إلى مقاطع وتكرار كل مقطع حتى يتقنه الطفل ثم الانتقال إلى المقطع الآخر.
- كتابة الدعاء على بطاقة مُلفتة لنظر الطفل وإعطائها له أثناء الركوب.
- قراءة الكبار لدعاء السفر بصوت مسموع للطفل في كل مرة يركبون فيها السيّارة دون أمر الطفل بقرائته.
- وضع ملصقات جميله أمام مكان جلوس الطفل حتى يتذكر الدعاء في كل مرة يركب فيها السيارة.
- تشجيع الطفل بمُختلف الوسائل التعزيزية.
دعاء الرجوع من السفر
يشكر العبدُ ربَّهُ في جميع أحواله خيرِها وشرِّها مؤمنًا بقضاء الله وقدره، فعندما ينوي المسافر العودة إلى موطنه يُسَنُّ له ذِكر ما ورد عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”
