صحة

دعاء للوالدين المتوفين والأحياء

يعد بر الوالدين من العبادات الملزم بها كل مسلم وذلك لاهميتهم و فى حالته وفاتهم يجب الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة

بر الوالدين

يعني برُّ الوالدَين في معاجم اللغة العربية التوسُّع في الإحسان إليهما ووصلهما والرفق بهما وإحسان معاملتهما عن حبّ، وعكس البرّ العقوق، ويُعدُّ برّ الوالدين من أعظم شعائر الدِّين، فقرنهُ الله تعالى بعبادتهِ وتوحيده في قولهِ تعالى: “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا” ، وهناك الكثير من الأعمال التي يحقق بها الإنسان برّ والدَيه أحياءً كانوا أم أمواتًا، ومن هذه الأعمال الدعاء، وسيتم توضيح أفضل دعاء للوالدين المتوفين والأحياء في هذا المقال.

دعاء للوالدين

الدعاء وسيلة تواصل بين العبد وربّه وفضله عظيم عند الله تعالى، وهو من أيسر العبادات حيثُ يمكن للمسلم أن يدعو الله في جميع أحواله، كما وعد الله -عز وجل- عباده بالإجابة، ويُسنُّ للمسلم أن يدعو لنفسه وأهله ووالديه بالخير، فبرُّ الوالدين لا يقتصر على الأمور الماديّة وحسب، ومن عدلِ الله تعالى أن جعل من كلِّ عملٍ صالحٍ يُسعد الوالدَين برًا، والدعاء للوالدين في كلّ وقت هو أفضل عملٍ يبر به المرء والدَيه، ومن أفضل الأدعية الثابتة في الكتاب والسنة الآتي: “ربّ اغفر لي ولوالدي، ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين، وأصلح لي في ذريتي إني تبتُ إليك وإني من المسلمين، ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين يوم يقوم لحساب، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كلّ خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كلّه ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك -صلى الله عليه وسلم-، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك -صلى الله عليه وسلم-، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا”. 

دعاء للوالدين المتوفين

إنّ البرّ لا ينقطّع بوفاة الوالدين، بل يمتدّ ويزداد، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ دعاء الابن لوالدَيه هو من الأعمال الصالحة التي تبقى للمرء بعد وفاته كما ورد في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ أو عِلمٍ يُنتفَعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له” وفي حديثٍ آخر سأل أحدهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوَيّ شيء أبرهما به بعد موتهما، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما” ، وفي الآتي شرح لمعنى الحديث:

  • “الصلاة عليهما والاستغفار لهما”: ألّا يترك الانسان الدعاء لوالديه والاستغفار لهما، ويمكن أن يدعو بقول: “اللهمّ صلِّ على أبَوَي، واغفر لهما، اللهم إني أسألك دخولهما الجنة ونجاتهما من النار”.
  • “إنفاذ عهدهما”: أن ينفذ الابن ما عاهد به أبويه أو ما أوصَياهُ به ما لم يخالف ذلك الشرع.
  • “إكرام صديقهما”: أن يُحسن الابن لأصدقاء أبويه إكرامًا لهما، ويكون الإحسان بجميع أنواع الخير الممكن تقديمها.
  • “صلة الرحم”: ألّا يقطع رحمه بوفاتهما، فرحم الأب هو رحم الابن، فيصل رحم أبيه وهم: الجد والجدة  والأعمام والعمات وأبنائهم، ويصل رحم أمه وهم: الجد والجدة والأخوال والخالات وأبنائهم. 

دعاء للوالدين الأحياء

يُعدّ الدعاء من أفضل طُرُق البر والشكر للوالدَين، فليس هناك أعظم من قدرة الله -عز وجل- لقضاء حوائجهم وحفظهم، فيدعو المرء ما تيسر له من خير الدعاء شرط ألّا يكون في الدعاء ما يخالف الشرع، والآتي هو دعاء للوالديْن يشمل طلب الخير لهما:

“اللهم إنّي أسألك باسمك الأعظم أن تبسط لوالديّ من بركاتك ورحمتك، وأن تلبسهما العافية وأن تختم لهما بالمغفرة، اللهم لا تجعل لهما حاجةً عند أحد غيرك، اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما لها من قول أو عمل، وباعد بينَهما وبين النار وبين ما يقربهما إليها من قولٍ أو عمل، اللهم اغفر لهما جميع ما مضى من ذنوبهما، واعصمهما فيما بقي منه، اللهم إنّا نعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر، اللهم وفقنا إلى برهما وأعنّا على الإحسان إليهما، اللهم لا تتوفاهما إلا وهما راضيان عنّا، اللهم اجعلنا من البارين لهما ونعوذ بك من عقوقهما، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين”.

فضل الدعاء للوالدين

إنّ من البرّ الوالدين الدعاء لهما، وينطبق فضل بر الوالدين على فضل الدعاء لهما، ولذلك فإن من الدعاء للوالدين أقرب طريق إلى الجنة، كما أنه سبب في رضا الله تعالى عن العبد، بالإضافة إلى أنه البر بالدعاء أو غيره سبب في زيادة العمر وغفران الذنوب والقرب من الله.  ومن ناحيةٍ أخرى، لا يعدُّ ترك الدعاء للوالدين من العقوق ولا من أسباب انقطاع الرزق ، والانسان الذي يتذكر والديه في الدعاء يبقى قلبه صافيًا مطمئنًا فهو في كل دعاء يمحو كل شرٍّ يشوب علاقته بهم ويفتح طريق المحبة لهم وبرّهم حتى وإن كان بينه وبينهم خلاف، وقد ورد في القرآن الكريم أدعية للوالدَين على ألسنة الأنبياء -عليهم السلام- ومنهم نوح -عليه السلام- في قوله تعالى: “رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”.

السابق
دعاء دخول المسجد
التالي
دعاء النجاح

اترك تعليقاً