لن تكون هذه الصفحة أقل غموضاً
من صفحات كتبي المقدّسة
أو الكتب التي ترددها
الأفواه الجاهلة،
معتبريها من عمل الإنسان، وليس مرايا
معتمة للروح.
أنا الكائن الذي كان وسيكون
ما زلتُ أتنازل واستخدم اللغة
التي هي زمن متوال وشعار.
من يلعب مع طفلٍ يلعب مع شيء
مألوف وغامض؛
لطالما أردتُ اللعب مع أطفالي.
كنتُ بينهم بدهشة وحنان.
بفعلِ سحرٍ
وُلدتُ بغرابة من أحشاء.
عشتُ مسحوراً، مسجوناً في جسدٍ
وفي تواضع نفس.
عرفتُ الذاكرة،
تلك العملة المتغيرة دوماً.
عرفتُ الأمل والخوف،
وجهيّ المستقبل الحائر.
عرفتُ السهر والنوم والأحلام
والجهل والشهوة
ومتاهات العقل الفظة،
وصداقة الإنسان،
وإخلاص الكلاب الغريب.
أُحببتُ وفُهمتُ ومُدحتُ وسُمّرتُ على صليب.
شربتُ الكأس حتى مرّها.
رأيتُ بعينيّ ما لم أره من قبل:
الليل ونجومه.
عرفتُ الأملس والرملي والمتفاوت واللاذع
وطعم العسل والتفاحة،
والماء في حلق العطش،
ووزن معدن في الكف،
والصوت البشري، ووقع أقدامٍ على العشب،
ورائحة المطر في الجليل،
وصراخ العصافير.
عرفتُ أيضاً المرارة.
اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي؛
لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله،
ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
أبديتي توقع هذه العلامات.
فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن.
غداً سأكون نمراً بين النمور،
مبشراً بشريعتي في غابته؛
أو شجرة كبيرة في آسيا.
أحياناً أستحضر بحنين
رائحة محترف ذلك النجار.
.
الهبة التي لا نهاية لها
.
رسامٌ وعدنا بلوحة.
أُعلمتُ اليوم، في نيو إنغلاند، بوفاته. مرة أخرى، شعرتُ بحزن من يفهم أن جوهرنا يشبه قليلاً جوهر الأحلام. فكّرتُ بفقدان الرجل واللوحة.
(فقط الآلهة قادرة على الوعد، لأنها خالدة.)
فكّرتُ للوحة بمكانٍ مقرر سلف لن تحتله.
ثم فكّرتُ: لو كانت هنا لأصبحت مع السنين شيئاً إضافياً، شيئاً مألوفاً في المنزل؛ الآن لا حدود لها، إنها دائمة الحضور؛ قابلة لأي شكل ولأي لون وغير مربوطة بأي منهما.
موجودة بشكل ما. ستعيش وتنمو كموسيقى، ستبقى معي حتى النهاية. شكراً، جورجي لاركو.
الناس أيضاً قادرون على الوعد، لأن في الوعد شيئاً من الأبدية.