أنت، يا من تستمع إلى الموسيقا، لماذا تنصت للموسيقا حزينا هكذا؟
الأشياء العذبة لا تصطرع مع الأشياء العذبة، والفرج يبهجه الفرح:
فلماذا لا تحب ما لا تُسَرّ بلقائه،
أو تتلقى بسرور ما يكدر صفوك؟
.
لو أن التوافق الحقيقي للأصوات المتناغمة جيداً،
يؤذي سمعك بتزاوج وحداته،
فهي بذلك تعنفك برقة، يا من تفسد التناغم
إذ تفصل بين الأجزاء التي يجب أن تبقيها معا.
.
لاحظ كيف يكون الوتر الواحد زوجا عذبا للوتر الآخر،
يستهل أحدهما تلو الآخر أنغامه بالتبادل؛
مثل الأب والطفل والأم السعيدة،
الذين يصبحون جميعاً شيئاً واحدا، لحنا واحدا مفرحا للغناء؛
.
أغنية بلا كلمات، تبدو لكثرتها أغنية واحدة،
تقول لك في غنائها، “إن الوحيد في الحياة لا وجود له”