تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
رواية الطنطورية
“كلَّ الحكايات تبدأ من هناك”…ففلسطين هي البوصلة الأولى لأصالة الأدب وعمق العاطفة، رواية الطنطورية ليست مجرَّد صفحاتٍ وكلمات إنّما هي صرخةٌ كتمتها الجدّات في صدورهنَّ لزمنٍ طويل، هي الذاكرة التي ينقلها الآباء للأبناء فيكملون عمرهم بها ومع أنَّ رضوى عاشور لم تُعايش أيَّة أحداثٍ من تلك التي ذكرتها في الرواية فهي الكاتبة المصرية التي ولدت عام 1946 وعاشت عمرها في مصر ولكنّها تزوجت من الثورة وأنجبت شاعرها فتحدَّثت عن تغريبة الفلسطينيين كواحدةٍ منهم وأكثر..الطنطورية _ وهي تسميةٌ جاءت نسبةً إلى قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا_ كانت وستبقى ألمًا وأملًا يدَّخره العشّاق حتى يحين موعد اللقاء..
إهداء رواية الطنطورية
أهدت رضوى عاشور روايتها هذه إلى زوجها الشاعر مريد البرغوثي لتبيِّنَ لنا أنَّ التصاقها بفلسطين وقضيتها لم يأتِ من فراغ وبأنّها في هذه الرواية ستتمثَّلُ تجربة التهجير في زوجها على الرَّغم من أنَّه لم يُعايش هذه التجربة هو الآخر.
نبذة عن رواية الطنطورية
رواية الطنطورية من الروايات التي يصعب اختصارها في بضعة سطور فهي تحكي قصّة أربعة أجيالٍ مُتعاقبة وتحوي الكثير من التفاصيل والعبارات التي لا تُنسى.
تّتحدَّث الطنطورية عن رقية الطفلة التي عاشت تجربة التهجير القسري من قريتها وفقدان والدها وشقيقها وهزيمة جيش الإنقاذ العربي، ثمَّ تنتقل هي وما تبقّى من أسرتها إلى صيدا لتعايش تجربة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تتحدَّث هنا رضوى بإسهاب عن جميع الأحداث السياسية التي عصفت في المنطقة عن طريق رقية التي تزوجت وأنجبت عددًا من الأطفال كبروا وأصبحوا شبابًا في المنفى، من خلال هذه الأسرة تتشعَّبُ أحداث الرواية لتحكي عن تنظيم العمل الفدائي بعد نكسة 67 واتفاق القاهرة وأحداث أيلول الأسود في الأردن، حرب لبنان الأهلية 1975، تضعنا الرواية وجهًا لوجه مع المجازر التي حدثت آنذاك وتُدخلنا في دوامات التفاصيل حتى تصل إلى الاجتياح الإسرائيلي الذَي دمَّر لبنان عام 1982.
هنا يتشتَّت شمل أسرة رقية فالوالد اختفى في المجزرة وينسحب الابن الأصغر مع منظمة التحرير عندما غادرت بيروت أمَّا رقية وابنتها فتغادران إلى الإمارات حيث يقطن ابنها الأكبر مع عائلته.
تتنقَّل الكاتبة في الزَّمن على شكل قفزات، فالرواية يتبيَّن لنا بعد حين أنَّها ليست سوى مذكَّرات تدوّنها رقية بتشجيع من أبناءها لذا نجدُ أنَّها تنتقل أحيانًا للمستقبل فجأة، في هذه المرحلة من الرواية يبدأ ارتباط رقية بالأماكن يطفو على السطح فهي في أبو ظبي تفتقد البحر حتى وإن ذهبت إليه فإنَّ الرحلة إلى البحر بالسيارة تفقده عاطفته على حدِّ تعبيرها.
تنتقل رقية مع ابنتها مريم إلى مصر حتى تكمل مريم دراستها فتسترسل الكاتبة بالحديث عن مصر والأماكن التي زارتها رقية وتُقارن بين بحر الإسكندرية وصيدا وأبو ظبي…والطنطورية..
خاتمة رواية الطنطورية
وبما أنَّ القصة تبدأ من هُناك فلا بدَّ لها من عودة، تُنهي رضوى روايتها بأملٍ وبدايةٍ جديدة بوجود رقية على الفاصل بين لبنان وفلسطين ليفاجئها ابنها وزوجته وابنتهما الصغيرة رقية.