تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
نبذة عن رواية العطر
هل استنشقت روايةً يومًا ما؟! لا تستغرب فروايتنا اليوم لا تُقرأ فقط بل ستأخذك إلى عالمِ الروائح الخفية لتستنشقَ كلَّ حرفٍ فيها، وهو بالنسبة لي ولك عالمٌ غرائبي عجيب ولكنّه ليس كذلك بالنسبة إلى بطل الرواية “غرونوي” ذلك الطفل الذي أتى إلى الحياة عنوة وحارب من أجل البقاء منذ يومه الأول، لذلك سنقدم في هذا المقال نبذة عن رواية العطر الرائعة.
مُختصر لأحداث الرواية
- تدور أحداث هذه الرواية في القرن الثامن عشر في إحدى أزقة باريس التي تعجُّ بالسكان فيصحبنا الكاتب الألماني “باتريك زوسكيند” مع بطل الرواية في رحلةٍ خيالية بقدَرِ واقعيتها الشديدة.
- يبدأ الكاتب روايته بوصف أحد أسواق السمك الفرنسية وتأوهات البائعة التي فاجأها المَخاضُ خلف العربة وعلى ما يبدو بأنَّها معتادةٌ على ذلك فما كان منها سوى انتظار نزول المولود وقطع حبله السريّ بسكين تنظيف الأسماك ورميه وسط الفضلات، لكن على عكس بقية المواليد الذين لقو نفس المصير يتشبث الطّفل بالحياة ويبدأ بالصراخ ليكون سببًا في إعدام أمه.
- ترفضُ المُرضعات “غرونوي” فقد كان طفلًا سمجًا بلا رائحة أطفال لينتهي به المطاف في دارٍ للأيتام.
- يبين لنا الكاتب هنا المعاملة القاسية التي يتلقاها بطل رواية العطر في طفولته وكيف كان منبوذًا من الجميع، صامتًا لا يملك ردّة فعلٍ اتّجاه الامور ولكنّه يتمتّع بحاسة شمٍّ قوية حتى أنّه يستطيع تمييز مكان الأشياء المفقودة عن طريق تتبّع رائحتها.
- كان غرونوي أيضًا طفلًا عنيفًا، قويًا تغلَّب على جميع أصناف العذابات والأمراض التي فتكت بأقرانه.
- بعد ذلك ينتقل غرونوي للعمل في مدبغة وهناك يبدأ باستكشاف المدينة ويحفظ روائحها وذات يوم في أحد المهرجانات يتتبع رائحةً ساحرة ليكتشف أنّها لفتاةٍ تجلس في حديقة منزلها، وعندما تسيطر عليه الرائحة تمامًا يخنق غرونوي الفتاة وبدون أن يرفَّ له جفن يبدأ باستنشاق رائحتها وتخزينها في عقله.
- يصوِّر لنا الكاتب عقل غرونوي وكأنّه محلُّ عطارةٍ قديم لكلِّ رائحةٍ فيه اسم ومكان وأيُّ رائحةٍ جديدة يضعها غرونوي في مكان مخصّص لها ليستعملها لاحقًا أو ليصنع شيئًا شبيهًا بها.
- بعد ذلك ينتقل غرونوي للعمل في محل عطارة ويقرِّر أن يصبح أفضل عطّارٍ في باريس لكنَّ ذلك يكلِّفه حياة خمسةٍ وعشرون فتاة من أجمل جميلات المنطقة ولم يتجاوزن سنَّ الخامسة عشرة بعد ليصبح أشهر قاتلٍ في المنطقة بأسرها.
عبقرية زوسكيند
- الرواية بلا شكّ تُصيبُ قارئها بالذهول، ستقف وتصفِّق طويلًا لعبقرية زوسكيند فهو لم يترك تفصيلًا إلّا وذكره وشرح جزيئات رائحته بشكلٍ مبهر، حتى طريقة صنعه لشخصية بطل الرواية كانت مذهلة فغرونوي الصامت القبيح المليء بالندوب يتدّرج نفسيًا وجسديًا في جميع مراحل حياته ليصبح قاتلًا عبقريًا هدفه صنع عطر هو نفسه لا يعرفه.
- الرواية كما ذكرت غنية بالتفاصيل الروائح والشرح عن آليات تصنيع العطور وكيفية استخراجها من الأجساد، تقنيات قديمة ومعقدة أسهب زوسكيند في وصفها بشكلٍ لا يُملُّ منه أبدًا.
- هناك مشاهد تقرأها في الرواية وكأنَّك تُشاهد شاشة سينما عملاقة كمشهد محاكمة غرونوي وسيطرته على الحشد، أيضًا مشهد نهاية الرواية الذي أبدع زوسكيند برسم تفاصيله.
- الجدير بالذكر أنَّ هذه الرواية العبقرية والتي حققت أعلى المبيعات في العالم كانت باكورة أعمال الكاتب و قد تحولت إلى فيلم يحمل نفس الاسم عام 2006.