تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
رواية الغريب
“اليوم ماتت أمي أو ربما ماتت بالأمس…لست أدري” هكذا يفتتح ألبير كامو روايته العبثية (الغريب)، وهي أول رواية له وقد كانت بمجملها ترزح تحت المذهب العبثي الأدبي، أي أنَّ كامو كان قد سلَّط الضوء فيها على تجربة أو حدث لشخصية بحيث يُعطي ردّات فعل لا معنى لها، يمكننا تصنيف رواية الغريب تحت بند الكوميديا السوداء فقد ملأها كامو بالكثير من المشاعر المتناقضة واللامنطقية كباقي أعماله التي اتّصفت بفلسفة العبث، والجدير بالذكر أنَّ كامو عندما شرع في كتابة روايته (الغريب) كان لم يبلغ الخامسة والعشرين بعد مما يجعلنا نقف مشدوهين أمام هذه التجربة التي صارت تحفةً أدبية تُرجمت إلى أكثر من أربعين لغة وتدرَّس في أهم جامعات العالم.
ملخَّص رواية الغريب
تبدا الرواية بحدث وفاة والدة البطل (ميرسو) الأمر الذي يُقابله هو بردّة فعلٍ باردة فهو في طريقه إلى الجنازة لا يتذكّر إن كانت قد ماتت اليوم أو في الأمس ويتساءل إن كان حضوره ضروريًا أم لا حتّى أنَّه رفض رؤيتها عندما عُرضَ عليه ذلك وبقي بجانب الجثمان يدخِّن ويشرب القهوة.
يصوِّر لنا كامو شخصية البطل هنا بأنَّها شخصية لا مبالية، لا يريد شيئًا ولا يرفض أيَّ شيء كما أنَّه لا يستطيع التظاهر بعكس ما يشعر لذلك تظهر ردَّات فعله الباردة إلى العلن غالبًا.
بعد وفاة أمّه بيومٍ واحد يُقابل (ميرسو) (ماريا) الموظفة السابقة في شركته ويمضيان الوقت سويًّا ويُشاهدان فيلمًا كوميديًّا لتعلو ضحكات ميرسو فتملأ الأرجاء، بعد ذلك تتسارع الأحداث بوتيرةٍ مناقضة لبرودة القصّة فيظهر صديق ميرسو (ريموند) ليطلب منه المساعدة في الانتقام من عشيقته بسبب خيانتها له فيهرع لمساعدته الأمر الذي تسبَّب بمشكلةٍ لهما انتهت بخروجهما من المحكمة وتربِّص إخوة العشيقة لهما.
عقدة تزيد الطّين بلّة
في عطلة نهاية الأسبوع بينما كان ميرسو وصديقته ماريا وريموند يستمتعون بوقتهم على الشاطيء نشبَ شجارٌ بين ريموند وشقيق عشيقته الذي كان يراقبه، أدّى الشجار إلى طعن ريموند فما كان من ميرسو إلّا أن ذهب وأحضر سلاحًا وأطلق رصاصةً قاتلة نحو الأخ ثمَّ اتبعها بعدّة طلقات…
يغوص الكاتب هنا في نفسية ميرسو أكثر فأكثر ويُظهر لنا عبثيته بأبشع صورها فهو لا يُمانع في القتل أبدًا لأنَّ الحياة والموت لا يعنيان له شيئًا فهو مستعدٌّ لارتكاب جريمة قتل من أجل لا شيء.
ينتهي المَطاف بميرسو سجينًا لينقله الكاتب مباشرةً كراوٍ يتحدَّث عن لحظاته في السجن وعدم مبالاته بالعزلة والوحدة وبما ارتكب الأمر الذي جعل القاضي يحكم عليه بالإعدام بسبب عدم شعوره بالذَّنب والنَّدم وارتكاب جريمته بدمٍ بارد.
يُنهي كامو الرواية بانفجار ميرسو في وجه القسّيس قبل إعدامه وحديثه اللامنتهي عن عدمية معنى الوجود وعن غضبه من العالم والنّاس ومشاعرهم الزّائفة.