تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
رواية ذات فقد (المرأة الضحية)
تناولت الكثير من الروايات قديمًا وحديثًا فكرة المرأة الضحية عن طريق عرض قصص وحكايات لنساء تمّ دفنهنَّ وهنَّ في خضمّ الحياة عن طريق الإهمال والتعرِّض للعنف وتضحيتهنَّ الدّائمة، تلك الحكايات التي تبيّن لنا بأنَّ المرأة كائن ضعيف عاطفي تحتمل كلَّ شيءٍ من أجل زوجها أو أطفالها، الحقيقة أن هذه الفكرة هي السائدة عن المرأة قديمًا لكن اليوم اعتقد بأنَّ عقلية المراة أصبحت أكثر وعيًا بحقوقها وبأولوياتها في الحياة لكن مع تناول بعض الروايات الحديثة لهذا النمط فغنَّ ذلك يوحي باستمراريته وبأنّه مازال موجودًا بيننا، هذا ما حاولت رواية ذات فقد أن تلفت النّظر إليه عن طريق قصّة فتاة تُعاني فقدان والدها الأمر الذي يجعلها تتمسَّك بمقولة ظل رجل ولا ظل حيطة لبقية حياتها.
لمحة عن مؤلفة رواية ذات فقد
أثير عبدالله النشمي روائية سعودية من مواليد عام 1984، سطع نجمها مع ولادة روايتها الأولى أحببتك أكثر مما ينبغي والتي حققت الكثير من المبيعات، لها العديد من الأعمال التي تصبّ في القالب النسوي الرومانسي كان آخرها رواية ذات فقد الصّادرة عام 2016
ملخّص رواية ذات فقد
تتحدّث الرواية عن ياسمين التي يشكّل رحيل والدها نقطةً مفصلية في حياتها، فقد أصبحت كالبيت بلا أسوار أو كمن يقف على ساقٍ واحدة على حدِّ تعبيرها.
تسترسل الكاتبة هنا بالحديث عن الفقد بمشاعر فيّاضة وأسلوبٍ سرديّ قاتم أقرب للمأساوية.
تتخبّط ياسمين في قراراتها وبدلًا من أن تصبح امرأةً شجاعة مستقلّة تعتمد على نفسها تبدأ بالبحث عن بديل لوالدها فهي في سنّ الزواج الآن وليس أنسب من شريك حياتها لحمايتها واحتواءها، أثناء ذلك تلتقي “مالك” في بيروت في صباح يومٍ شتائيّ من تلك الصباحات التي تجعلك تقع في الحبّ رغمًا عنك.
يتمّ الزواج بين مالك وياسمين على الرَّغم من ترددها ومعارضة أمّها والاختلافات الكبيرة بينهما ولكنّها في داخلها كانت تبحث عن منقذٍ لها من أوهامها وآلامها.
تصاعد الحدَث في رواية ذات فقد
بعد الزواج بشهور قليلة تصحو ياسمين على خيانة مالك لها لتكتشف بأنَّ الزواج ليس قرارًا سهلًا يمكننا أخذه كملجأ وليس أيَّا كان يستحقُّ أن يكون ملاذًا لنا.
تتوتّر العلاقة بين الزوجين حتى تصل للطلاق الأمر الذي تصوّره ياسمين كالكابوس أو الشبح وكأنَّ الطلاق نهايةُ الحياة.
تعود الأمور بين مالك وياسمين للاستقرار بعد حملها وهنا تتكلَّم الكاتبة باستفاضة أيضًا عن العلاقات الأسرية بين الآباء وأبناءهم مما يُضفي القليل من الملل على الرواية، في يوم ولادة الطّفل تذهب ياسمين إلى بيت أمّها استعداداً لهذا الحدث ولكن عندما تعود إلى بيتها لتحضر بعض الحاجيات التي نسيتها تجد مالك مع أخرى هناك ليحتدَّ الجدال بينهما وتتصاعد الأمور لكنَّ ولادة الطّفل تعمل على تهدئة الوضع.
تنتهي الرواية بنهاية أقرب إلى واقعية الشخصية التي تعود إلى بيتها وحياتها محتملةً الخيانة وما يصحبها من إهانات معللةً ذلك بالمحيط والمجتمع ومصاعب الحياة على الأنثى المطلَّقة.