تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
رواية شرق المتوسط … عالمٌ من الأسرار
تمَّ إصدار رواية شرق المتوسط عام 1975، وفي هذه الفترة المضطربة من حياة البلاد العربية تعتبر رواية كهذه نقلة جريئة في عالم الأدب فقد تحدَّثت عن وضع المعارضة السياسية في سجون بلاد الشرق الأوسط عامّةً فالكاتب لم يعيِّن مكان حدوث الرواية أبدًا. تناولت رواية شرق المتوسط قصّة سجينٍ معارض في ستة فصول تتنقّل بين السجن وحياة السجناء وحفلات التعذيب ورفقاء السجن وما يتركوه من أثرٍ في الشخص وحالة السجين عندما يخرج فيتقاذفه المجتمع بين متقبِّلٍ له ورافض.
عبد الرحمن منيف ورواية شرق المتوسط
مؤلف هذه الرواية هو الكاتب عبد الرحمن منيف الذي ولد عام 1933 في الأردن وعاش معظم حياته هناك لأبٍ سعودي وأمٍّ عراقية.
تنقَّل عبد الرحمن منيف بين العديد من البلدان العربية وغير العربية وأقام في بعضها إلى أن استقرّ نهاية المطاف في دمشق ما أكسبه تجربةً فريدة نقلها على الورق، كما ساهمت حياته السياسية في تغذية تجربته الأدبية فقد عاش طوال عمره مناهضًا للظلم والإمبريالية، مهاجمًا الأنظمة العربية وقد تسبب ذلك في سحب الجنسية السعودية منه.
نبذة عن رواية شرق المتوسط
يمكننا اعتبار رواية شرق المتوسط أول رواية عربية أسَّست لما نسميه هنا ب (أدب السجون)، انقسمت الرواية إلى ستة فصول مع تناوب دور الرّاوي بين البطل (رجب) وأخته (أنيسة).
تبدأ الرواية فصلها الأول بوصف للباخرة التي تحمل رجب إسماعيل للعلاج في أوروبا، يسترسل الكاتب هنا بوصف الجو ولون البحر وحركة الماء كمقدّمة لا تشي بالفظائع التي ستحتويها الرواية، يبدأ رجب بالرّجوع في الذاكرة إلى تفاصيل وجوده في السجن ولحظات ضعفه الكثيرة.
في هذا الفصل يقصّ رجب معاناته بالتفصيل ويتحدَّث بإسهاب عن السجناء، دواخلهم وتصرفاتهم.
أما في الفصل الثاني ينتقل دور الراوي إلى أنيسة والتي تبدأ بسرد الأحداث بدءًا من ليلة رجب الأولى خارج السجن والتغيرات التي طرأت عليه، تتحدث أيضًا عن ماضي رجب وقصّة حبه مع هدى التي لم تحتمل الانتظار وألسنة المجتمع فانتهى المطاف بها امرأةً متزوجة، في الفصل الرابع تعود أنيسة للحديث أيضًا فتذكر زوجها الذي كفل أخاها وتتحدَّث عن معاناة أمها التي تمثّل معاناة كلّ أمهات السجناء، كما تصف حالهم بعد أن قرَّر رجب تركهم والهجرة بعيدًا.
يعود الكاتب في الفصل الثالث إلى الباخرة، ونرى رجب يتحدَّث إليها عن ويلات شرق المتوسط وعن كرهه الشديد له ويعود بالذاكرة مرة أخرى إلى السجن.
في الفصل الخامس يتحدَّث رجب عن أوروبا وتفكيره بالانتحار ومقارناته المستمرة بين الشرق والغرب.
يُنهي الكاتب الرواية في الفصل السادس على لسان أنيسة التي تتحدَّث عن الأحوال بعد مرور فترة طويلة على موت رجب واعتقال زوجها الذي لا تعرف عنه شيئًا وتبدأ بمحاسبة نفسها لتقرِّر الطريق الذي تريد أن تسلكه.