تعد الكتب و الرويات هى غذاء الروح وتقوم بإعطاء الإنسان معلومات وخبرات عن أشياء كثيرة فى الحياة.
رواية في ممر الفئران (ضوء في آخر النفق)
تخيّل ماذا سيحدث لو اختفى النور من على هذه الأرض، أو تخيل لو أنَّ النور يتم توزيعه حسب الغني والفقير وأنّه ليس ملكًا للجميع، هذه كانت الفكرة الأساسية في رواية في ممر الفئران التي تصنَّف ضمن الأعمال الدستورية للكاتب أحمد خالد توفيق والذي حاول من خلالها إيصال فكرة حالة الظلم والفساد المنتشرة في عالمنا الحاليّ عن طريق بناء عالم موازٍ له وهو عالم الظلام حيث يعتبر النّور هناك جريمةً يعاقب عليها بالقتل، فسكّان هذا العالم يجب أن يبقوا في الظلام الدّامس وألّا يعرفوا بما يدور حولهم.
ملخّص رواية في ممر الفئران
تبدأ الرواية بدخول بطلها “الشرقاوي” في غيبوبة لم يعرف الأطباء سببًا لها في المقابل بينما يكون جسد الشرقاوي في المشفى فإنَّه ينتقل بشكلٍ غريب إلى عالم الظلام حيث يجد عالمًا تكوَّن بعد سقوط نيزك كبير أدى إلى حجب أشعة الشمس عن الأرض الأمر الذي سبب انسحاب مصادر الطّاقة حتى غرق العالم في الظلام الحالك وبدأ بالتعفّن، بعد ذلك ظهرت شخصيّة ما يسمى بالقومندان الذي يفرض عقيدة الظلام كمذهب جديد للبشر وعليه فكل من يُضبط متلبسًا بإنتاج النور حتى لو كان مجرّد إشعال نار فإنّه يُعدم دون محاكمة.
و في أثناء دخول الشرقاوي لهذا العالم كان هناك جيلٌ بأكمله لم يعرف معنى النّور ويظنّ بأنّه خرافة من خرافات الأهل والأجداد الذين نظروا للشرقاوي على أنّه المُنقذ المنتَظر وهو المندهِش الذي لا يعرف أين حلّ به المقام لا بل ويظنّ بأنّه أصيب بالعمى وأصبح مطاردًا من الشرطة بعد أن حاول إشعال قدّاحته ذات مرة.
نهاية رواية في ممر الفئران
ينضم الشرقاوي مع بعض الشباب إلى القلّة المتمرّدة في عالم الظلام والتي تُدعى بالنورانيين (وهم من يطالبون بالضوء كحقٍّ مُكتسب للجميع) ليجهّزوا أنفسهم للمعركة الكبيرة متجهين نحو جبال الهيملايا على أمل استعادة الشمس لتنتهي الرواية نهايةً مفاجئة لكنّها متناغمة مع نهايات الكاتب الذي يخبرنا دائمًا بأنَّ النهايات السعيدة تمَّ استهلاكها ولا تمتُّ لواقعنا بصِلة وبأنَّ الشرَّ معنا وحولنا وفي داخلنا وقد ينتصر على الخير أحيانًا.
بين رواية في ممر الفئران وأسطورة أرض الظلام
كانت “أسطورة أرض الظلام” إحدى أفضل الروايات القصيرة للمؤلف أحمد خالد توفيق ضمن سلسلته المشهورة ما وراء الطبيعة وقد تحدَّثت عن عالم خفيّ مظلم عن طريق قصّة حب جمعت بين بطليها سالم سلمى بطريقة عبقرية، وقد ذكر المؤلِّف في بداية روايته في ممر الفئران بأنّها صورة مكبّرة للرواية السابقة على الرَّغم من اعتراض بعض النّقاد بأنَّ رواية في ممر الفئران لا تُقارن بها فهي تجربة مختلفة وناضجة ومتفرّدة بذاتها