إسلام

شجر الدر أمراءه حكمت العالم الإسلامي وهزمت الحملة الصليبية السابعة

 

المقدمة

ان التاريخ الإسلامي ملي بالعديد من الشخصيات التاريخية المميزة رجالاً ونساءً والتي تركت بصمة مميزة لها مازالت موجودة حتى الان ومن الشخصيات النسائية المميزة في التاريخ الإسلامي هي شجرة الدر حيث كانت جارية الى ان وصلت الى حكم مصر والشام وفي فترة وجود الخلافة العباسية في بغداد فأصبحت اول أمراءه تحكم دولة إسلامية في وقت لم يكن الامر مقبول فيه تماماً.

أصل ونسب شجر الدر

تعد شجرة الدر جارية من أصل أرمني تركي اشتراها الصالح أيوب ثم أعتقها وتزوجها وسميت بذلك لأنها امرأة ثقة كالشجرة التي تظل عرش الملك الصالح ولقد كانت شجرة الدر امرأة ذات طابع خاص جداً لا تتكرر كثيراً في التاريخ فلقد كانت امرأة قوية وشجاعة ولها عقل مدبر وتتمتع بحكمة شديدة ولها القدرة على القيادة والإدارة ولقد كانت تتمتع بتفكير جديد تماماً على الفكر الإسلامي وخاصة في تلك الفترة من تاريخ الأمة.

الحملة الصليبية السابعة

لقد عاد القدس الى المسلمين مرة أخرى عام 642 هجرياً/1244م بعد معركة حطين والتي انتصر فيها الجيش الإسلامي بقيادة صلاح الدين الأيوبي وهذا احدث رد فعل عنيف في الغرب الأوربي مما دفع البابوية الى دعوة حملة صليبية جديدة ،ولقد قام الغرب بحملة صليبة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا الملقب بالقديس وكان العالم الإسلامي بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي تم تقسيمه بين أبناء صلاح الدين مما أدى الى انقسام العالم الإسلامي مرة آخري بعدما تم توحيده لمحاربة الصليبين ، ولقد كان يحكم مصر في ذلك الوقت الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب ، وعندما توجه لويس التاسع بجيشه الى دمياط في 20 صفر عام 547 هجرياً/1249م وظلت الحامية تدافع عن المدينة ولكن تسرب اليهم خبر موت السلطان الصالح أيوب فانسحبوا من المعركة ووقعت دمياط في أيدى الصليبين بسهولة وتملكوها وهى كانت المدينة التي تصدت للحملة الصليبية الخامسة بقوة من قبل ، وعندما علم الملك الصالح أيوب بذلك حزن حزناً شديداً وقرر التوجه الى المنصورة لأنها تقع على النيل خوفاً من استغلال الصليبين للأبحار في النيل بسفنهم ودخول القاهرة العاصمة فتسقط الدولة المصرية في أيديهم.

دور شجرة الدر في معركة المنصورة

خرج الصليبيون من دمياط في 12 من شعبان 647 هجرياً متجهين جنوباً عبر النيل باتجاه القاهرة وكان من المؤكد انهم سيمرون عبر المنصورة مثلما توقع الملك الصالح أيوب ولكن حدث وتوفى الملك الصالح في ليلة النصف من شعبان لعام 647هجرياً، وهنا كان دور شجرة الدر التي كتمت خبر وفاة الملك الصالح عن الجيوش وأعلنت للأمراء أن السلطان مريض والأطباء منعوا زيارته وارسلت الى توران شاه ابن الصالح أيوب و ابلغته بخبر وفاة ابيه ودعته سريعاً لاستلام مقاليد الحكم في مصر والشام وقامت بالاتفاق مع كبير وزراء الملك الصالح وهو فخر الدين يوسف لإدارة الأمور حتى يأتي توران شاه، وكلفت فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس بالاستمرار لأجل الاعداد للمعركة الفاصلة في المنصورة وسارت الأمور بشكل طبيعي ولن يعلم أي أحد بوفاة الملك.

قامت شجرة الدر بوضع خطة بارعة مع قادة الجيش المصري لمقابلة الجيش الفرنسي في المنصورة حيث كانت شجرة الدر وقتها تمثل الحاكم الفعلي لحين قدوم توران شاه ابن الصالح أيوب وأقرت شجرة الدر الخطة ودارت موقعة المنصورة العظيمة في الرابع من ذي القعدة عام 647 هجرياً ولقد انتصر فيها المسلمون انتصاراً مبهراً وثم هجم الجيش المصر على الجيش الفرنسي خارج المنصورة ولكن الملك لويس التاسع صد الهجوم بعد كفاح مرير.

عندما تسلم توران الشاه مقاليد الحكم وأعلن رسمياً وفاة المالك الصالح نجم الدين أيوب وتولى حكم مصر والشام تم التقاء الجيش الصرى مرة أخرى من الصليبين عند مدينة ” فارسكور” في محرم عام 648 هجرياً ودارت معركة هائلة تحطم فيها الجيش الصليبي تماماً وتم أسر الملك لويس التاسع نفسه ووقع جيشه بالكامل ما بين القتيل والأسير وسيق الملك لويس التاسع ملك الحملة الصليبية السابعة الى الأسر مكبلاً بالأغلال الى المنصورة وافتدى نفسه بثمانمائة ألف دينار من الذهب يدفع نصفها حالاً ونصفها مستقبلاً.

السابق
الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد وريادة الاعمال
التالي
شرح برنامج Huddle IQ

اترك تعليقاً