الحديث القدسي

صحة حديث إنما الأعمال بالنيات

ما هى صحة حديث إنما الأعمال بالنيات

التعرف على صحة حديث إنما الأعمال بالنيات

نبذه عن صحة حديث إنما الأعمال بالنيات

 ان النية في الإسلام هي أصل العبادات وروحُها، فهي الطاقة الداخليّة التي تدفع بالإنسان إلى الإقدام على فعل أمرٍ ما أو تركه، فالنيّة في اللغة من الفعل نَوى أيْ عقَدَ العزم على فعل أو ترك شيءٍ ما

النية في الإسلام

حديث إنما الأعمال بالنيات

جاء في حديث إنّما الأعمال بالنيات قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ” 1) الذي يعدّ واحدًا من الأحاديث التي تحمل قواعد الإسلام حتى قيل عن حديث إنما الأعمال بالنيات: إنّه ثلث العلم؛ فهو يتحدث عن روح العبادة وأساس قبول العمل خاصةً الأعمال الشرعية والعبادات.

مناسبة حديث إنما الأعمال بالنيات

رأى بعض أهل العلم -وإن خالفه بعضهم- أنّ السبب في هذا الحديث بأكمله هو قصة الصحابي الذي هاجر من مكة إلى المدينة من أجل غايةٍ واحدةٍ هي الزواج بامرأةٍ تدعى أم قيسٍ أي أنّ هجرته لم تكن لله ورسوله كما كان حال المهاجرين، وقد عقب على ذلك عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كما هو ثابتٌ في سير أعلام النبلاء للذهبي بقوله:”مَنْ هاجَرَ يَبْتَغِي شيئًا، فهوَ لهُ. قال: هاجَرَ رجلٌ لِيَتَزَوَّجَ امرأةً يقالُ لها: أمُّ قَيْسٍ، فكَانَ يقالُ لهُ: مُهاجِرَ أُمِّ قَيْسٍ” 2) 3)

شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

يُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف أن الأعمال بمقاصدها ونوايا أصحابها، وفي هذا تفريقٌ ما بين العبادة والعادة، فالعبادات تتطلّبُ النية والعزم على الإتيان بالأمر كالوضوء والصلاة والصيام والإحرام والتوبة والصدقة وسائر العبادات القولية والفعلية فلا تصح البعبادات دونها أما العادة فيفعلها العبد دون الحاجة إلى النية بل تُكرر تلقائيًّا.

وفي لفظ “لكلّ امرىءٍ ما نوى” أيْ أنّ المسلم يعود عليه الأجر والثواب والعقاب والمنفعة في الدنيا والآخرة بما يتلاءم مع نيته قبل إقدامه على الأمر ويتوافق معها، ثمّ ساق النبي -صلى الله عليه وسلم- مثالًا كي يرسّخ المبدأ في القلوب والعقول بالرجل المهاجر من مكة إلى المدينة، فمن هاجر فرارًا بدينه وامتثالًا لأمر الله ورسوله بالخروج من مكة إلى المدينة فهجرته شرعيّةٌ وله الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، أمّا من قصد من هجرته الزواج بامرأةٍ فلا تعتبر هجرته شرعيةٌ أي أنه لا ينال أجر وثواب المهاجرين في الدنيا والآخرة فقد نال الغاية التي هاجر من أجلها وهي الزواج، ويمكن قياس كافة نوايا الأعمال انطلاقًا من هذا الحديث.4)

شروط النية في الإسلام

تحتلّ النية في الإسلام مكانةً رفيعةً فهي المقياس والعلامة الفارقة في صلاح العمل أو فساده حتى قيل: النية خيرٌ من العمل، فكم من نيةٍ صالحةٍ كانت سببًا في فوز صاحبها في الدنيا والآخرة وكم من نيةٍ فاسدةٍ هوت بصاحبها في النار، وقد أجمع علماء المسلمين أن صحة النية لآداء العبادات تتوقف على عدة شروطٍ: 5)

  • الإسلام.
  • التمييز، أي لا تصحّ النية من المجنون أو الصغير أو الجاهل الذي لا يميز.
  • عدم تغيير النيّة حتى الانتهاء مع العمل الشرعي كأن ينوي المسلم خلال الوضوء أن ما يفعله للنظافة أو التبريد.
  • اختيار التوقيت المناسب للنية كتقديم النية كما في الصيام أو اقتران النية بالعمل الشرعي كما في الصلاة.
  • الجزم بالنية لأداء الفعل الشرعي.
السابق
طرق العناية بالشعر الجاف
التالي
حديث نبوي عن التعاون

اترك تعليقاً