إسلام

صفات المشتاقين

من هم المشتاقون الى الله وما صفات المشتاقون الى الله  نتعرف على ذلك من هذا المقال

المشتاقون إلى الله تعالى … هم الذين يجعلون ألسنتهم رطبة بذكر الله تعالى .
عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ:إِنَّ آخِرَ كَلِمَةٍ فَارَقْتُ بها رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ أَوْ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : “أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ”.(أخرجه البُخَارِي).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: “إن ِللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلاً يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، فَحَضَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَأوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا ، أَوْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَل رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِم فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”.(أخرجه أحمد والبخاري ومسلم).
إليك عنا فما تحظى بنجوانا يا غادرا قد لها عنا وقد خانا
أعرضت عنا ولم تعمل بطاعتنا وجئت تبغي الرضا والوصل قد بانا
بأي وجه نراك اليوم تقصدنا وطال ما كنت في الأيام تنسانا
يا ناقض العهد ما في وصلنا طمع إلا لمجتهد بالجدّ قد دانا

المشتاقون إلى الله تعالى … هم الذين يفرون إلى الله تعالى ويعجلون إليه ليرضى عنهم .
قال مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ : قُلْتُ لِشَقِيقٍ البلخي : مَتَى أُوَفَّقُ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ ؟ قَالَ : إِذَا جَعَلْتَ أَحْدَاثَ يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ مُتَقَدِّمَةً عِنْدَ اللهِ . قُلْتُ : فَمَتَى أَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : إِنَّ الْيَقِينَ إِذَا تَمَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُمِّيَ تَمَامُهُ تَوَكُّلا . قُلْتُ : فَمَتَى يَصِحُّ ذِكْرِي لِرَبِّي ؟ قَالَ : إِذَا سَمَجَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِكَ ، وَقَذَفْتَ أَمَلَكَ فِيمَا بَيْنَ يَدَيْكَ . قُلْتُ : فَمَتَى يَصِحُّ صَوْمِي ؟ قَالَ : إِذَا جَوَّعْتَ قَلْبَكَ وَأَظْمَأْتَ لِسَانَكَ مِنَ الْفَحْشَاءِ . قُلْتُ : فَمَتَى أَعْرِفُ رَبِّي ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ اللهُ لَكَ جَلِيسًا وَلَمْ تَرَ سِوَاهُ لِنَفْسِكَ أَنِيسًا . قُلْتُ : فَمَتَى أُحِبُّ رَبِّي ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ مَا أَسْخَطَهُ أَمَرَّ عِنْدَكَ مِنَ الصَّبْرِ ، وَكَانَ مَا يَنْزِلُ بِكَ هُوَ الْغُنْمُ وَالظَّفْرُ ، وَجَدَّدْتَ لِذَلِكَ حَمْدًا وَشُكْرًا . قُلْتُ : فَمَتَى أَشْتَاقُ إِلَى رَبِّي ؟ قَالَ : إِذَا جَعَلْتَ الآخِرَةَ لَكَ قَرَارًا ، وَلَمْ تُسَمَّ لَكَ الدُّنْيَا مَسْكَنًا . قُلْتُ : فَمَتَى أَعْرِفُ لِقَاءَ رَبِّي ؟ قَالَ : إِذَا كُنْتَ تقْدمُ عَلَى حَبِيبٍ وَتَصْدرُ عَنْ أَمَلٍ قَرِيبٍ . قُلْتُ : مَتَى أَسْتَلذُّ الْمَوْتَ ؟ قَالَ : إِذَا جَعَلْتَ الدُّنْيَا خَلَفَ ظَهْرِكَ ، وَجَعَلْتَ الآخِرَةَ نُصْبَ عَيْنِكَ ، وَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرَاكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَقَدْ أَحْصَى عَلَيْكَ الدَّقِيقَ وَالْجَلِيلَ . قُلْتُ : فَمَتَى أَكْتَفِي بِأَهْوَنِ الأَغْذِيَةِ ؟ قَالَ : إِذَا عَرَفْتَ وَبَالَ الشَّهَوَاتِ غَدًا وَسُرْعَةَ انْقِطَاعِ عُذُوبَةِ اللَّذَّاتِ . قُلْتُ : مَتَى أُوثِرُ اللهَ وَلا أُوثِرُ عَلَيْهِ سِوَاهُ ؟ قَالَ : إِذَا أَبْغَضْتَ فِيهِ الْحَبِيبَ ، وَجَانَبْتَ فِيهِ الْقَرِيبَ .(ابن عبر البر : المجالسة وجواهر العلم 62/393).

وللهِ دَرُّ ابن القيم حيث قال:
يا قوم فَرْضُ الهجرتَيْن بِحالِهِ والله لَم يُنسَخْ إلى ذا الآنِ
فالهجرةُ الأولى إلى الرحمنِ بالإخلاصِ في سِرٍّ وفي إعلانِ
حتَّى يكون القصدُ وجهَ الله بالأقوالِ والأعمالِ والإيمانِ
ويكون كلُّ الدينِ للرحمنِ ما لِسِواه شيءٌ فيه من إنسانِ
واللهِ هذا شَطرُ دينِ الله والتحكيمُ للمُختارِ شَطرٌ ثانِ
والهجرةُ الأخرى إلى المبعُوثِ بالإسلام والإيمان والإحسانِ
أترون هذي هِجرةَ الأبدانِ لا والله بلْ هي هِجرةُ الإيمان
المشتاقون إلى الله تعالى … هم الذين يرضون عن الله على كل حال فيرضى عنه في الأقوال والفعال .
عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: “عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ”.(أخرجه ابن ماجة والتِّرْمِذِيّ).
عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا ، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ”. (أخرجه التِّرْمِذِي) .
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ ، حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلاَ يُؤْمِنُ ، حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ” ، قَالُوا : وَمَا بَوَائِقُهُ ، يَا نَبِيَّ اللهِ ؟ِ قَالَ : “غَشْمُهُ ، وَظُلْمُهُ ، وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً مِنْ حَرَامٍ ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ ، فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ ، وَلاَ يَتَصَدَّقَ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ ، وَلاَ يَتْرُكَ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ ، إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ”.(أحمد).
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِابْنِهِ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : فِي الْمَوْتِ ؟ قَالَ لَهُ : لَأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ . فَقَالَ لَهُ : وَاللهِ يَا أَبَتِ ! لَأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ . (ابن عبر البر : المجالسة وجواهر العلم 2/250).
عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ : بِمَ تُخَوِّفُنِي ؛ فَوَاللهِ لَلْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى ، ولَبَطْنُ الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ظَهْرِهَا.(ابن عبر البر : المجالسة وجواهر العلم 7/31).
المشتاقون إلى الله تعالى … هم الذين يحبون لله ويبغضون لله ويعطون لله ويمنعون لله .
عنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: “مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ”.(أخرجه أبو داود).
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: “إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ”. (أخرجه أحمد والبُخَارِي في الأدب المفرد والتِّرمِذي) .

السابق
ثمرات الصبر
التالي
تربية الاطفال

اترك تعليقاً