فى هذا المقال نتعرف على ماء زمزم وما معنى التضلع وماهى طرق التضلع بماء زمزم بنية الشفاء
ماء زمزم هو الماء الذي نبعَ وسالَ تحت قدمَيْ نبيِّ الله إسماعيل -عليه السلام- وهو رضيعٌ مع أمِّه في مكة المكة وكانت يومئذٍ جرداء قاحلة إلا من الحرارة والرمال والجفاف، فأرسلَ الله تعالى جبريل -عليه السلام- فضرب الأض بقدمه وقيل بجناحه فانبجست المياه من ذلك النبع الذي سُمِّي زمزم والذي ما يزال إلى الآن يسقي ملايين البشر حول العالم، وفي حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ -أو قال-: لو لم تغرف من الماءِ لكانت زمزمُ عينًا معينًا” [١]، وهذا المقال سيتحدث عن مفهوم التضلع وعن كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء. [٢]
مفهوم التضلع
قبل معرفة كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء لا بدَّ من معرفة معنى مفهوم التضلع في الإسلام، حيثُ يدلُّ هذا المفهوم على الشبع والامتلاء حتى أقصى درجات الشبع، ويفسَّر مفهوم التضلُّع عند أهل العلم والفقه على الشبع من الماء والارتواء منه إلى أن يصل إلى الأضلاع ويتغلغل فيها، ويدلُّ على ذلك المعنى ما وردَ في الحديث الذي رواه المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- عندما وصفَ رسول الله -بعد أن شربَ، فوردَ عن المقداد: “أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شربَ حتى تضلَّع” [٣]، ومعنى هذا الكلام أنَّ رسول الله -صلى الله -عليه وسلم- أكثر من الشرب حتَّى شبعَ وارتوى، ويعدُّ التضلُّع من ماء زمزم من السنن المهجورة فقد وردَعن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: “آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ” [٤]، والله تعالى أعلم. [٥]
كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء
بعد معرفة معنى مفهوم التضلع سيُشار إلى كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء، فكما سبقَ فإنَّ التضلُّع هو أن يكثرَ المسلم من شرب ماء زمزم إلى أقصى درجات الامتلاء والارتواء والشبع وعلى دفعات اقتداءً بفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك فإنَّ التضلع بماء زمزم بنية الشفاء هو أن يتمَّ شرب ماء زمزم على ثلاث دفعات بعد أن يذكر المسلم اسم الله ويشرب حتى يصل الماء إلى الأضلاع ويتغلغل فيها، ثمَّ بعدَ أن يحمدَ الله تعالى يدعو بالشفاء وبما شاء من الدعاء حتى يستجيبَ الله تعالى له على أن يرافق الدعاء الإخلاص لله تعالى والصدق والتقوى، وبيَّن ابن عباس -رضي الله عنه- في الحديث عندما قال لرجلٍ يعلمه كيفية التضلع: “إذا شربتَ من زمزمَ فاستقبِلِ الكعبةَ واذكرِ اسمَ اللَّهِ، وتنفَّس ثلاثًا وتضلَّع منها، فإذا فرغتَ فاحمَدِ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: “آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ” [٤]، ويرجى لمن فعل ذلك أن يستجيبَ له الله تعالى ويشفيه من كل داء بإذن الله تعالى.