يعد عالم الطيور عالم ملئ بالأسرار التى لايعرفها الإنسان والتى يسعي دائما لمعرفتها
الصقر طائر معروف من أشهر الطيور الجارحة، لما يتمتع به من رشاقة وقوة في التركيز وسرعة البديهة والذكاء، وذلك لقوته ورشاقته وهو طائر شديد الصبر، وقد عرفه العرب من القدم صيد الصقور حباً بها وكمظهر للتفاخر والتباهي بها بالمجالس والتمتع بشكلها الجميل بالاحتفالات، وكان في العصر الجاهلي الحارث بن معاوية الذي يهوى صيد الصقور، ويتميز الصقر بشدة صبره وقوة بصيرته، فعندما يقرر تناول طعامه فهو طائر صيود لا يمكن أن تفلت فريسته من بين مخالبه، مهما أبدت من مقاومة حتى يظفر بها، ويساعده في ذلك قوة بصره وقدرته على أن يرى فريسته عن مسافة عشرة كيلو مترات، ويمتلك الصقر القدرة على صيد الطيور والحيوانات التي يكون حجمها أكبر من حجمه كالغزلان، وسنقدم طريقة صيد الصقور بالحمام خلال هذا المقال.
طريقة صيد الصقور بالحمام
توجد طرق عديدة يتبعها صائدو الصقور مع اختلاف أنواع الطريدة المستخدمة طعماً للصيد، ويمكن استخدام الألعاب المتحركة والزواحف، وقد يستعمل بعض الطيور مثل السمن، الحجل والحمام الذي يتم استخدامها كطعم لصيد الصقور، ويعتبر الحمام من الطيور المفضلة لدى الصقور أكلها، ويتم استخدامها في عملية الصيد، وتتمثل طريقة صيد الصقور بالحمام فيما يلي:-
استخدام الصياد طريقة الحمام المشبَّك
الذي يكون عبارة عن الشرك والكمين لاصطياد الصقور بنفس الحمام، وتعد هذه الوسيلة من أنجح الطرق وأكثرها فائدة في عملية صيدها، والهدف منها بأن الصقر بالرغم من ذكائه وسرعة بديهته، لن يساوره الشك للحظة بأنه سيقع في فخ نُصب له، ويُقدم على اقتناص الحمام ليتفاجأ بأنه وقع أسيراً لصائده، وتتم خطوات صيده كالتالي:-
- يأخذ الصياد خيط ويقوم بربطه ولفه بجسم الحمامة، ويبدأ بلفه جول أول جناحي الحمامة وبعدها يلفه حول الرقبة، ومن ثم البطن وظهر الحمامة.
- يعمل الصياد على تثبيت الخيط في ثلاثة خشبات، على أن يكون لون الخشب مُشابه للون ريش الحمام ولشكلها.
- تكون تلك الخيوط مثبتة بشكل متشابك، ويفضل استعمال الخيوط المستخدمة في صنع صنارة صيد السمك، لتميزها بالمتانة ولونها الشفاف وسهولة المسك والتحكم بها خلال عملية الصيد.
- يقوم الصياد بتحديد مكان الصقر بالضبط، والعمل على نصب الكمين والشرك له، وفي اليوم التالي صباحاً بالفجر قبل طلوع الشمس، يُحضر الصياد الحمام ويثبته بالخشب المفخخ، ويتم ربط قدم الحمام بالخيط الذي يثبته الصياد بصخرة أو شيئاً ثقيلاً وكبيراً يتحمل حجم الصقر ويثبّت صيده.
- ينتظر الصياد لحين بداية شروق الشمس والنهار، ويُقدم الصقر لاقتناص فريسته وهو جائع بالصباح الباكر، ليهجم وينقض باستخدام المخالب للإمساك بالحمامة، فيقع بالشرك دون أن يفكر بوجود خطر عليه أو يشك بذلك، عندها تدخل أصابعه في شبك الخيوط التي تكون شفافة وتبدو كالمشانق، ويحاول أن يشدّها لكن تلك الخيوط تطبق على أصابعه ومخالبه بقوة شديدة، بحيث لا يمكنه التخلص والهرب منها.
استخدام طريقة الشبكة لصيد الصقور
هذه الطريقة تتطلب من الصياد استعمال شبكة ذات نوع التي تقلب على الصقر، وتُشبه هذه الشباك شبكة صيد العصافير الصغيرة، وخطوات الصيد بها تكون كما يلي:-
- يقوم الصياد بنصب الشبكة لتكون لحظة حدوث الانقلاب معاكسة لاتجاه الرياح.
- يتم وضع الحمامة وربطها بشكل مثبت من قدمها، وربط نهاية الشبكة بصخرة ذات تحمّل وثقل كبير أو وتد يتم غرزه بالأرض وتثبيته، وذلك لإضعاف قدرة الصقر على حمل الحمامة والطير بها.
- قد يستخدم الصياد أحد الطيور الجارحة ذات الحجم الأصغر من الصقر، ويتم تعليق لعبة أو شكل يشبه هيئة الفريسة، وذلك لإغراء الصقر للإقبال على صيد فريسته، لكنه يتفاجأ بعدما يقترب بأن الحمامة موجودة في الشبكة، ولحظة انقضاضه لصيدها يقوم الصياد بعملية قلب الشبكة على الصقر، ومن فوقه ليمسك به بدون أية كسور بأجنحته أو بذيله، لتتم عملية الصيد بنجاح وأمان.
