الولادة ومرحلة ما بعدها
العلاقة الزوجية ومدى تاثرها بالولادة
كيف أحافظ على علاقتي مع زوجي بعد الولادة
الولادة من المراحل الهامة في حياة كل زوج وزوجة تهتم بها وفيما بعد الولادة تصبح العلاقة الزوجية في مرحلة من التوتر نظرا لوجود الطفل الجديد
ها قد جلبتم الى هذا العالم طفلا وهكذا تحولتم من شخصين يديران علاقة زوجية لثلاث أشخاص يشكلون وحدة عائلية. الى جانب معجزة الخلق ونقاء الحب ماذا فعل بكم وجود الملاك الصغير بما يخص الحياة الزوجية بعد الولادة!
مبروك على المولود\ة الجديد\ة ولكن هل سألتم نفسكم مثلا، ماذا سيحدث في الحياة الزوجية بعد الولادة؟
كل من أصبح أماً أو أباً سيخبركم بأن التغيير في نمط الحياة يشبه التسونامي. تنقسم الحياة الى جزئين : قبل وبعد إنجاب الأطفال، هذه احدى الجمل الروتينية التي يتمتم بها العديد من الاباء والأمهات وخاصة في حضور أصدقائهم العزاب من “الأحرار”. الروتين المبارك الذي اعتدتم عليه على وشك ان يتعطل. أجسامكم او بالأحرى أجسامكن ستحصل على وظيفة جديدة تشمل التغذية وتربية انسان جديد في هذا العالم. العديد من النساء وكذلك الامر بالنسبة للزوج، كلاهما يشعران بأن وقتها وجسدها ليس لها او له بعد الان.
المرأة الحامل وبالتأكيد المرأة التي تختار الرضاعة الطبيعية، تشهد تغييرات فسيولوجية في جسمها تهدف الى ملائمة الجسم لاحتياجات الرضيع المولود ولأجله فقط. الرجل، الذي يشاهد زوجته بجانبه وهي تغازل بعينيها طفلهما المشترك وتركز كامل اهتمامها به قد يشعر بأن مركزه في العلاقة الزوجية قد تغير. فها قد وصل شخص جديد، لم يعتد عليه الزوج بعد وخطف اهتمام الزوجة. العديد من الرجال سيشعرون بالغضب او الاستياء اتجاه المولود الجديد الى جانب الشعور بالذنب من هذه المشاعر. واذا تأخر الشعور بالذنب وتجرأ على التعبير عن مشاعره لزوجته التي لا تزال متأثرة بالهرمونات وحساسة جداً للبيئة فهنالك احتمال جيد ان ترد بقسوة وتبعده اكثر وأكثر عنها.
ضعف الرغبة الجنسية
تشهد الحياة الزوجية \ الجنسية بعد الولادة ضعفا في الرغبة الجنسية الناتج عن العديد من الاسباب المتنوعة. كل رجل وإمرأة يختبران هذه الحالة بصورة مختلفة. اليكم الاسباب الفسيولوجية لحدوث الضعف في الرغبة الجنسية :
الهرمونات – مع انتاج الحليب في الجسم يطرأ ارتفاع بهرمون البرولاكتين الذي قد يتسبب بضعف الرغبة الجنسية. هرمون التستوستيرون، الهرمون الذكوري الذي يفرز في مبيض المرأة يقل افرازه وايضاً لهذا الانخفاض قد يكون تأثير على ضعف الرغبة الجنسية. الثديين اللذان يقطران الحليب ليسا بالضرورة المنشط الجنسي الأفضل – بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة ايضاً. المرأة ، التي تشعر باحتقان الصدر وبأنها لم تعد رشيقة كما كانت قد لا تشعر بالثقة بالنسبة لجسدها، وإضافات الحمل ستجعلها تشعر بأنها ليست جذابة ومغرية بعد الان. هذا التغييرات قد تؤثر على الطريقة التي ينظر بها الرجل لزوجته والى مدى انجذابه الجسدي لها.
التعب، التعب ثم التعب. قلة النوم هو احد الاسباب الرئيسية لإحباط الرغبة الجنسية. هذا هو احد الاسباب الذي يجذب كل واحد من الشريكين لمعانقة وسادة النوم والغرق في النوم، لوحده، بهدوء وعدم التحدث مع احد. الجمل الوحيدة التي تدور بين الاثنين هي حول كيفية العناية بالطفل، ما يدل على نوع الحوار الجديد الذي تطور بين كلاهما مع الولادة. جمل من نوع ” احذر ! ليس بهذه الطريقة” او ” ها هو يبكي مرة اخرى، يجب النهوض للإطمئنان عليه” التي تنبع من الضغط النفسي الذي يعانيان منه والإجهاد كما هو معلوم لا ينشط الرغبة الجنسية بشكل خاص.
حظر الجماع : وهذا يعني انه لا يسمح بإقامة علاقة حميمة لمدة ستة أسابيع بعد الولادة. وتتم العودة الى الروتين بعد مرور ثلاث الى ستة أشهر بعد الولادة.
الحياة الزوجية بعد الولادة – من أين وإلى أين؟
الطفل الجديد الذي دخل الى المنزل يجعل كل واحد من الشريكين ينظر الى شريكه او شريكته بطريقة مختلفة. الرجل المتأثر يركز كامل اهتمامه على الطفل ويحمله بطريقة تجعلك غير مطمئنة. فهو لا يضع يده في الزمان والمكان الملائمين. ليس اتجاهك، او اتجاه الاعمال المنزلية او الطفل. انت، الذي عشت مع زوجة لينة ومتفهمة لم تعاني تقريبا من ” نوبات” خلال الحمل، تكتشف إمرأة جديدة وأقل تعاطفاً – ذات نزوات غريبة التي تستثمر اقل في العناية بنفسها وأكثر في المساومة.
بالإضافة الى كل ذلك، عودة الزوج الى الروتين بعد مرور أيام معدودة على الولادة، بدوام عمل كامل، للزملاء والأصدقاء، في حين تبقى المرأة في المنزل وتكرس كل طاقتها للإهتمام بالطفل المتعلق بها فقط، قد يخلق الكثير من الإحباط. بالنسبة للرجل – فقد عاد الى حياته الطبيعية من الناحية المهنية والإجتماعية ويتوقع ان يعود الى حياته الروتينية في حياته الزوجية أيضاً، وبأسرع ما يمكن. بالنسبة للمرأة – ليس فقط ان الواقع اليومي قد تغير، بل قد يسبب لها ذلك الغضب والاحباط امام زوجها.
ويقول المهنيون أن كل ما كان سيبقى. أجل، العلاقة الزوجية تمر بتغييرات، ولكن كلما كانت العلاقة الزوجية أكثر قرباً وحميمة (ليس فقط جنسياً) ومنفتحة فإنها تنجو من هذا التغيير بصورة أفضل. ككل شيء في الحياة، التغيير او الأزمة هي فرصة للنمو. وبالتالي فهذه فرصتكم. مع معرفة الحقائق والعمل على التواصل بينكما تستطيعان بناء أساس حميم لكما كوالدين. كعائلة.