شهر رمضان هو واحد من الشهور العربية وهو من الشهور المحرمة وهو من احلي الشهور التي نتعبد فيها الي الله
شهر رمضان
شهر رمضان هو الشعر التاسع في التقويم الهجري، وهو شهر الصوم، فيه نزل القرآن على الرسول محمد عليه السّلام، وفيه خصّ الله تعالى عباده المسلمين بليلة القدر التي يُغفر فيها الذنوب والسّيئات، وتحفّ الملائكة فيها المسلمين طوال هذه الليلة المباركة. يُعدّ رمضان محطّة يُنقّي فيها المسلم نفسه وروحه من الخطايا، ويكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة.[١]
فضائل شهر رمضان
إنّ لشهر رمضان المبارك فضل عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام، فصيام هذا الشهر هو فرض عين على كل المسلمين، حيث يعتبر صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة. وقد جاء في الكثير من النصوص الشرعية ما يبين فضل شهر رمضان ومزاياه التي يتميّز بها عن باقي الشهور، ومن تلك النصوص ما يأتي:[٢]
في شهر رمضان تُفتح أبواب السماء وأبواب الجنة، وتغلق أبواب جهنم، وتُسَلسل وتُصَفَّد الشياطين. يقول الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (إذا دخل شهر رمضان فُتِّحَت أبواب السماء، وغُلِّقَت أبواب جهنم، وسُلْسلت الشياطين).[٣]
يمتاز شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بأنَّ فيه ليلةً تُعتبر أعظم ليلة في السنة، وهي ليلة القدر، في هذه الليلة يغفر الله لعباده المسلمين الخطايا، وتُغسل فيها ذنوبهم، وفي صوم وقيام هذه الليلة الكثير من الأجر كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السلام: (مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).[٤]
ومن الفضائل الأخرى لهذا الشهر أنّ العمرة فيه تُعادل أجر حِجّة، كما جاء هذا في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (إنَّ الحَجَّ و العُمْرةَ لَمن سَبِيلِ اللهِ ، و أنَّ عُمرةً في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً).[٥]
ومن الأمور التي امتاز بها شهر رمضان عن غيره من الشهور أن فيه صلاة التراويح، وهي صلاة لا تُقام إلا في شهر رمضان، وتسمى أيضاً بصلاة القيام، وقد جاء في الحديث الشريف فيما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).[٤]
صيام شهر رمضان يُكفّر الخطايا باستثناء الكبائر، وذلك كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ).[٦]
خصّ الله تعالى شهر رمضان الكريم بأن أنزل القرآن على نبيّه محمد عليه السّلام، وهو الأمر الذي ورد في الآية الكريمة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٧]
الاعتكاف في رمضان له ضعف أجر الاعتكاف في الأيام العادية، ويكون الاعتكاف بالصّلاة، وقراءة القرآن، والامتناع عن المُحرّمات، وهو الأمر الذي ثبت عن الرّسول عليه السلام كما في الحديث الشريف: (أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ حتى توفاهُ اللهُ، ثم اعتكفَ أزواجُهُ من بعدِهِ).[٨]
يُعتبر شهر رمضان فرصة مُميّزة لدراسة القرآن، فتلاوته وختمه في هذا الشهر لا تقتصر على القراءة فقط، بل يجب تدبّر معانيه، والتدرّب على فهمه وتحليله واستنباط المقصود من الآيات والأحكام الشرعية للعمل بها، وهو كما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (كان رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاهُ في كل ليلةٍ من رمضانَ فيدارسُه القرآنَ، فلرسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ).[٩]
أمور مُستحبّة في رمضان
من الأمور التي يمكن للمسلم القيام بها واستغلال شهر رمضان للمداومة عليها ما يأتي:[١٠]
تغيير العادات: ففي رمضان تكمن فرصة تغيير العادات السيئة استبدالها بأخرى جيّدة، كالسّهر الطويل ليلاً والنوم كثيراً في النهار، ففي رمضان يسهل تحديد جدول يومي والالتزام به في هذا الشهر وما بعده ليصبح نظاماً واضحاً.
تعلّم الصبر: فمن يصبر على الجوع والعطش يستطيع الصبر على الأمور الأخرى التي تحتاج وقت انتظار، والصبر خصلة مهمة يجب على الجميع أن يتحلّى بها.
كسر شهوات النفس: شهوة الجسد، واللسان، والعين، والأذن، وباقي الجوارح، فيمتنع عن السّب والشّتم وسوء الخلق كامتناعه عن الطعام والشراب، والحاجة الجسدية، وغضّ البصر، وكفّ الأذى، وتجنّب الإصغاء إلى المُحرّمات.
تطهير النفوس من الضغينة: فيُنقّي المسلم نفسه من الأحقاد والخصومات السابقة طمعاً بالأجر والمغفرة، فيسامح من أخطأ بحقّه، ويعتذر ممّن تسبّب لهم بالأذى، فتصفو النفوس، وتزول الخطايا، وتسود المحبّة بين المجتمع في حال الاستمرار على هذا الأمر حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
الإقبال على العلم: أول العلم القرآن الكريم، وبمدارسة القرآن تُفتح أبواب العلم كاملة، من لغويّة، وشرعية، وعلميّة، وعقليّة، فيقبل المسلم على التّعلم والاستزادة في العلم ليفهم القرآن الكريم، ويتوسّع معها في مختلف مجالات العلوم، ولا يقتصر هذا البحث على القرآن فقط، بل يمتدّ ليشمل العلوم كافّة باختلاف مواضيعها، ممّا يخلق جيلاً قارئاً واعياً لمتطلّبات عصره وحاجته.