أهمية الحديث الشريف

إن الحديث الشريف هو الإرث الكبير الذي وصلنا عن رسول الله الأعظم (صلَّ الله عليه وسلم) ولنستعرض فوائد الحديث الشريف، ومن هذا الإرث فقد لاقت الأحاديث النبوية الشريفة إنتباه علماء المسلمين في كافة الازمان

جمع الحديث الشريف

ولأهمية الحديث الشريف، وأنه يحتل المرتبة الثانية وهي منزلة بعد منزلة القرآن الكريم ، ولأنه المصدر الثاني للتشريع، فقد إهتم فيه خلفاء وأمراء المسلمين، حيث تم جمع الحديث للمرة الأولى في عهد الخليفة ( عمر بن عبدالعزيز) رحمه الله حيث كان لجمعه سببين

الأول : رأى رحمه الله أن الناس بدأت بالتفرق في الأمصار وتطاولت أعمار الشيوخ الكبار، فخاف على الحديث من الضياع بين صدور الرجال.

الثاني : أن يكون الحديث مدون أسلم له من التغيير والتحريف مع تقادم الزمن.

فأمر الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز الشيخ والعالم ( ابن شهاب الزهري ) وهو محمد بن مسلم الزهري القرشي ( أبو بكر ).

حيث أستقدمه للمرة الأولى فقال له أملي علينا مائة حديث من حفظك، وأمر الخليفة عمر بن عبدالعزيز كتابه أن يكتبوا دون علم الزهري،

وبعد سنة أستقدمه مره أخرى ليختبر حفظه وذاكرته، فقال له أملي علينا المائة حديث، وكان الكتاب يراجعون ما كتبوه في العام الماضي، ووجدوه مطابقاً تماماً.

أهمية الحديث الشريف 

للحديث النبوي الشريف أهمية كبيرة للغاية نحو المسلمين، فعدا عن كونه نحو غالبية الامة هذا النهار مصدرا ثانيا للتشريع الاسلامي، وانه مصدر لتعليم الاخلاق الحميدة، ومعرفة ارث الرسول ومنطقه في التداول مع الاحوال والاحوال المختلفة، يمكن القول ان له كذلك اهمية تاريخية كبيرة تتمثل فيما يلي:

• يكشف لنا عن خفايا فترة مهمة من عمر الانسانية، وعن الشكل الذي قد كانت عليه المجتمعات، فمقدمات بعض الاحاديث تصف لنا ظروف وعادات الناس في اماكن وازمان مختلفة، كالقول –على طريق المثال-؛ (كنا في الجاهلية…) الذي تبدا به احاديث عديدة؛ حيث يعطينا ذلك القول خلفية جيدة عن طقوس العرب في الجاهلية، وكيف استطاع الاسلام تغييرهم، وانتزاع الصفات السلبية منهم.
• يساعدنا في علم الشخصيات التاريخية على نحو افضل، فاقوال رسول الله في بعض الشخصيات في الاحاديث التي وردت عنه تعطينا فكرة عن اسهامات وانجازات هولاء الاشخاص، والاثر العظيم الذي تركوه في الانسانية سواء سلبا ام ايجابا، كما يعطينا ابرز صفات الاشخاص الذين يطلق عليهم بالمفهوم المعاصر الايجابيين، والذين بامكانهم صنع تحويل ملحوظ في مجتمعاتهم.
• يعطينا الامكانية من اجل الوصول الى مشاهدة شاملة للتاريخ، فالتاريخ الانساني تاريخ متصل قديم حديث، وما الحضارات الا مجرد نقاط على خط التاريخ؛ فالرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن اثناء الاحاديث النبوية الشريفة استطاع ان يعطينا لمحات عن الاقوام السابقة، وعما ستوول اليه الامور في المستقبل في حال انتهج المسلمون مناهج محددة تنحرف بهم عن الطريق الانساني القويم.
• الاحاديث النبوية الشريفة تصف لنا وبدقة الاحداث التي مر بها الرسول العظيم، فهي اداة تاريخية كبيرة اعتمدت عليها كتب المشي في كتابة وتدوين سيرة رسولنا الكريم.

لا ينكر احد فضل الاحاديث النبوية الشريفة على الأمة الإسلامية، ودورها العميق في نقل إرث خير الناس محمد –صلَّ الله عليه وسلم-، الا ان انتشار الاحاديث الضعيفة بين الناس، والفهم المغلوط لبعض الاحاديث الصحيحة اسهما وبشكل عظيم في افساد شكل صورة الاسلام والمسلمين، لذلك فانه يلزم على من لهم باع في ذلك الامر التصدي لتلك المحاولات، وتبيان هذا للعالم كله، وللمسلمين، وتدوين هذا في كتب ليحفظ للاجيال اللاحقة.