يجب على كل المسلمين السيرعلى نهج وسنه الرسل والأنبياء والشخصيات الإسلامية الجيدة واتخاذ القرآن الكريم منهجا.
قصة أيوب عليه السلام ذكرها الله في القرآن والسنة لتكون لنا عبرة، فهي تبين مدى صبر النبي على ما ابتلاه رب العالمين حكمة منه سبحانه لتكون لنا موعظة نقتدي بها، والجدير بالذكر أن نسب النبي ايوب عليه السلام يعود إلى اسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، كما ذُكِرَ في سورة الأنعام.
قصة النبي أيوب عليه السلام
كان يمتلك من الأموال ما لا يعد ولا يحصى، وكان له الكثير من الأبناء والأقارب، إلا أن الله جل وعلا أراد إختبار صبره كما فعل مع باقي الأنبياء، فكان بلائه جسدياً فقد أُبتُليَ بمرض أصاب كل جسده ما عدا قلبه ولسانه، فبقي ذاكراً مسبحاً لله عز وجل، وأيضاً خَسِرَ كُل ما يملك من الأموال والممتلكات، وما زاد علية البلاء والحزن خسارته لأبنائه وأقاربه.
لم يبقى سوى زوجته التي كانت بارة به ولم تذكر له سوى الخير الذي صنعه معها، فعملت على تطبيبه ومراعاته، فوصل حالها من الشقاء بأن تخدم الناس مقابل المال لتعمل على إطعامه وسقايته وخدمته، وظلت على هذا الحال بعد خسارتها كل ما تملك ثمانية عشر عاما متواصلة، حتى أصبح الناس لا يستخدموها من خوفهم أن تنقل عدوى أيوب لهم.
فلما وصلت لضيق النَفس والحال اتطرت إلى أن تبيع أحدى ضفائرها لتستطيع إكمال رعايته، فعندما سألها ردت بأنها خدمت في أحدى البيوت، وعند حاجتها مره أخرى اضطرت أن تبيع الضفيرة الأخرى، فلم يهنى للنبي بال حتى عَلِمَ بالأمر.
لم يستطع تمالك نفسه عندما عَلِم بما فعلت زوجته، فقد أحس أنه أصبح عبء عليها وأنها لم تستطيع تدبير أمرها اكثر من ذلك، فركع ودعا ربه متضرعاً له طالباً للرحمه، ولم يتوانى عن اللجوء إلى الدعاء لله ليَفُك كَربه وكرب زوجته وأخذ عهداً على نفسه أن لا يستقيم من الركوع إلا وقد استجاب الله له.
فاستجاب الله سبحانه وتعالى إلى النبي يوسف عليه السلام وأمره بأن يستقيم ويضرب الأرض برجله، وعندها ظهرت له عين ماءٍ فأمره بالاغتسال منها، وعندما نفذ أمر الله سبحانه ذهب كُل الأذى من على جسده، ثم أمره بأن يضرب الأرض ثانيةً، ففعل فخرج نبعً أخر، فأمره الله أن يشرب منها، ليخرج من باطنه كل الألام، وعادت عافيته إليه باطنها وظاهرها.
و قد جازاه الله بان رد إليه ليس فقط عافيته بل أهله و ماله لما رأى صبره و شكره و حمده و حسن عبادته.