صحة

قصة الهجرة النبوية الشريفة

تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا

تكوين دولة الإسلام

تعدُّ الهجرة النبويّة الشريفة من أهم الأحداثِ المفصلية التي أثرت بشكل مباشر على تكوين الدولة الإسلامية وقيامها، وانطلاق الفتوحات الإسلامية إلى داخل الجزيرة العربية وخارجها، فبعد إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وجهر المسلمين بالدعوة الإسلامية، اشتد أذى قريش على المسلمين، وزاد ترصدهم لمن يدخل في دين الله تعالى، وسطَّر الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- مواقف خالدة في الصبر على دين الله، والثبات على الحق، وكل ذلك مهَّدَ إلى بحث المسلمين عن منطقة يفرون إليها بدين الله تعالى، فحدثت هجرة النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا المقال سيتم تناول قصة الهجرة النبوية الشريفة.

قصة الهجرة النبوية الشريفة

بدأت قصة الهجرة عندما حدّد النبي الكريم مع سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه- موعد الهجرة، وكان هذا الموعد سريًا بينهما، وعمل النبي الكريم على اتخاذ بعض الوسائل التي هدفت إلى تضليل قريش عنه، حيث نام في فراشه سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكانت قريش قد جمعت من كل قبيلة بفارس من أجل محاصرة بيت الكريم، فخرج النبي من البيت وهو يحثو التراب على وجوههم بعد أن أغشاهم الله تعالى.

بعد أن علمت قريش بأمر هجرة النبيّ الأكرم وضعت جائزة قيمة مقدارها 100 ناقة لمن يعثر عليه قبل وصوله إلى المكان الذي يريد الهجرة إليه، وقد اتخذ النبي الأكرم طريقًا مغايرًا عن الطريق المعتاد من أجل تضليل فرسان قريش الذي خرجوا بحثًا عنه، ولجأ إلى غار ثور واحتمى فيه مع أبي بكر حتى وصل كفار قريش إلى باب الغار ودار الحديث الشهير بين النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه أبي بكر حيث قال أبو بكر للنبي الكريم “لو أنّ أحَدَهُم رفع قدمه أبصرنا”، فرد عليه النبي الكريم بقوله: “ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما”.

وبعد أن خرج النبي الأكرم من غار ثور توجه إلى المدينة المنورة فلحقه سراقة بن مالك، وهنا ظهرت إحدى معجزات النبي -عليه الصلاة والسلام- حين غاصت قوائم فرس سراقة في التراب ولم يقدر أن يلحق بالنبي وصاحبه، وهذا ما دفعه إلى عدم الاستمرار في لحاق النبي، وكفِّ الفرسان الذي لحقوا به في طلبه، حتى وصل النبي إلى مشارف المدينة المنور واستقبله أهلها بالفرح والسرور، ونزل بعد أن وصل المدينة في مسجد قباء.

معنى الهجرة النبوية

يقصد بمفهوم الهجرة النبوية انتقال النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد أن زادت حدة تضييق المشركين على النبي الكريم والصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد رافق سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- النبي الأكرم في رحلة الهجرة من المكة إلى المدينة، وقد تمت هذه الهجرة سرًا دون علم قريش على غرار العديد من الصحابة الذي هاجروا سرًا وبخلاف هجرة صحابة آخرين على مرأى ومسمع من قريش بأسرها كسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

السابق
قصة إسلام النجاشي
التالي
قصة سقيفة بني ساعدة

اترك تعليقاً