صحة

قصة عزير عليه السلام

تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا

قصص القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم العديد من القصص التي تذكر تاريخ الأمم السابقة، وفي ذِكر هذه القصص حِكم عظيمة من الله -عزّ وجل-، ففيها تحذيرٌ للمسلمين من الوقوع بما وقع به مَن سبقهم من الظالمين والاعتبار من عاقبتهم، وأمرٌ لهم باتباع الصالحين، ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم، قصص الأنبياء والمرسَلين، وقصص الأقوام مثل قوم لوط، وقصص الظالمين مثل فرعون، وقصص النساء مثل قصة السيدة مريم -عليها السلام-، كما ذكر القرآن الكريم قصص الحكماء مثل لقمان وذي القرنين والخضر وعزير، وسيتم توضيح قصة عزير -عليه السلام- في هذا المقال.

النبي عزير -عليه السلام-

هو عزير بن جروة، ويُدعى أيضًا ابن سوريق، ويمتد نسبه إلى هارون بن عمران -عليه السلام-، ويعتقد الكثير من الناس أن عُزَيْر -عليه السلام- من الأنبياء الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل، لكن لم يثبت ذلك بل هو رجلٌ صالحٌ من بني إسرائيل،  فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : “ما أدري أَتُبَّعٌ لعينٌ هو، أم لا، وما أدري أَعُزَيْرٌ نبيٌّ هو، أم لا” وقد كان عزير ممن سباهم بخت نصَّر، وقد أعطاه الله الحكمة عندما بلغ الأربعين من عمره، كما أنه كان حافظًا وعالمًا بالتوراة، وقد ورد عن ابن كثير أن قبره موجود في دمشق ولا حرج في أن يقال له “عليه السلام” لأن عزير رجلٌ صالح وردت قصته في القرآن الكريم.

قصة عزير -عليه السلام-

خرج عزير -عليه السلام- وهو يركب حماره، فلما أصابه الحرّ مر على قرية ليجلس في الظل، وهذه القرية هي بيت المقدس في فلسطين، فجلس ليأكل ما معه من عنبٍ وتينٍ وخبز، وتمدد على ظهره يتأمل حال هذه القرية التي تحولت إلى خرابة بعد أن دمرها بخت نصَّر، فقال: “أنى يحيي هذه الله بعد موتها”، ولم يقُل ذلك شكًّا منه بقدرة الله بل تعجبًا، فأرسل الله مَلَك الموت فقبض روحه فأماته الله مئة عام، ولمّا استيقظ قال لبثت يومًا أو بعض يوم، لأنه كان قد نام عند الظهيرة واستيقظ قبل الغروب، فقال له الملك: “انظر الى طعامك وشرابك لم يتسنّة”، بمعنى لم يحدث لهما شيء فقد بقيا على حالهما، وذلك ما جعله ينكر في قلبه أنه قد نام مئة عام، فقال له الملك: “وانظر إلى حمارك”، فوجده عظامًا نخرة فجمعه المَلك وكساه لحمًا وعزير -عليه السلام- ينظر فقال: “أعلم أن الله على كل شيء قدير”.

ولما عاد عزير إلى القرية وجدها قد ازدهرت وعادت الحياة إليها، لكن أنكره كل من فيها، فذهب إلى بيته وقد اختلف شكل بنائه، وقد كان لهم فيه أَمَة تركها وهي في العشرين من عمرها، وقد أصبح عمرها مئة وعشرين عامًا وقد أصيبت بالعمى، فسألها: “أهذا منزل عزير؟”، قالت: “نعم” وبكت لأنه لم يعد أحدًا يذكره، فعرّفها على نفسه فأنكرته حتى مسح على عينيها ودعى الله فعاد لها بصرها فصدقته، ثم ذهبت معه إلى أهل القرية ومن بينهم ابنه فلما رأى الشامة بين كتفيه صدقه.

في ذلك الوقت كان بنو إسرائيل قد انحرفوا كثيرًا ونسَوا التوراة ولم يعد هناك من يحفظها منهم، وكان عزير حافظًا للتوراة فكتبها لهم وجدد لهم دينهم وعلمها لهم، فأحبه الناس حبًا شديدًا حتى وصل الأمر عند بعضهم إلى التقديس، وما زال اليهود يقولون أن عزير ابن الله والعياذ بالله. 

مضامين قصة عزير -عليه السلام-

إن في قصص القرآن عِبرٌ ومواعظ يريد الله من عبادة التعلم منها، وفي قصة عزير -عليه السلام- مضامين لا بد للمسلم أن يفهمها وتتلخَّص في الآتي:

  • دعوة إلى التفكُّر في خلق الله.
  • الحثّ على الاهتمام بأحوال الأمة والعمل على إصلاحها بكل ما أوتي الإنسان من قوة وعلم.
  • إثبات قدرة الله تعالى على إحياء الموتى.
  • دليل قاطع على البعث بعد الموت.
  • بيان أن الحال تتبدل من ضعف إلى قوة ومن خراب إلى ازدهار والعكس، وذلك بقدرة الله تعالى.
  • توضيح أن الإيمان بالله هو طريق النجاة الوحيد لكل إنسان.

مواضع ذكر عزير -عليه السلام- في القرآن

م تتكرر قصة عزير -عليه السلام- كثيرًا في القرآن فقد ذكرت في بالتفصيل في موضع واحد فقط، وفي الآتي ذكر لهذه الآيات:

  • “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
  • “وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّـهِ”.
السابق
قصة أصحاب الأخدود
التالي
قصة داود عليه السلام

اترك تعليقاً