قصص عربية

قصة عن الأمانة

كان في القديم تاجر مسلم، فرح بتجاراته وما أتاه الله من الرزق، وكان كلما أزدادت أمانته وحرصه على الصدق في تعاملاته التجارية  زاد مع ذلك قربة إلى الله عز وجل وازداد رزقه، وقد كان هذا التاجر المسلم يتاجر في الملابس والقطع الخام للأقمشة التي تأتية من أنحاء العالم مع القوافل، وكان محله متواضعاً، ذو طبقتين؛ طبقة مخصصة لأجود الأقمشة وأفضلها مصدراً وخياطة، وكانت الطبقة الثانية من محل هذا التاجر المسلم، هي طبقة الأقمشة الأقل جودة وأقل سعراً بالطبع وليست الأفضل.

بدأت الأشغال وأمور الحياة الزوجية والعائلة تشغل هذا التاجر فنظر في أمره وقرر أن يوظف أحداً لتتسنى له فرصة لكي يكون مع عائلته.

فوجد من يقف معه في هذا المحل ليبيع الأقمشة، وأخبره أن الصدق والأمانة أهم أمر.

كانت مدينة هذا التاجر هي ممر للقوافل، وكان محل هذا التاجر المسلم معروف، فأتت قافلة تقل معها اليهود، وقد أرادوا التبضع من هذه المدينة فأتى أحد اليهود ليشتري من هذا المحل أقمشة، فلم يكن التاجر في محله بل كان فيه الفتى الذي وظفه حديثاً، فرأى الفتى الذهب مع اليهودي وطمع، وعرض له الأقمشة الأقل جودة بسعر الأفضل والأعلى جودة، وقال له هذه أقمشة ذات جودة عاليه، فأشتراها اليهودي ومضى، وبعد يومين حضر التاجر، وسأل الفتى عن البيع، فأخبره الفتى بما حصل له مع اليهودي وأنه باعه الأقل جودة على أنها الأفضل جودة.

وبخ التاجر الفتى وغضب منه، ثم أخذ قماشاً من أفضل القماش لديه ولحق بالقافلة، وأدركهم بعد عدة أيام ووجد اليهودي، أعتذر منه وأخبره أن الفتى لا يمثل الإسلام بفعله هذا إنما يمثل نفسه، وأعطاه القماش، ورد إليه الذهب، وقال هي إعتذار على ما حصل، قبلها اليهودي، وطأطأ رأسه وقال : وأنا كذلك مثل الفتى، فالذهب الذي أعطيته مقابل القماش مزيف.

السابق
خلفاء الدولة الأموية
التالي
كيف أصنع شنطة من القماش

اترك تعليقاً