صحة

قصة فرعون

يجب على كل المسلمين السيرعلى نهج وسنه الرسل والأنبياء والشخصيات الإسلامية الجيدة.

قصص القرآن الكريم

لقد ذكر القرآن الكريم قصصًا تخبر عن أحوال الأمم الماضية والقرون السابقة، وكل ما مروا به من أحداث ووقائع، وقد استخدم الله -عز وجل- صورًا مختلفة في سرد القصص مثل: سرد القصة من أولها إلى آخرها كما في سورة يوسف، أو عرض جانبًا من القصة في سورة وعرض الجانب الآخر في سورة أخرى، أو عرض القصة مبسوطة ومرة مقبوضة، مع مراعاة مكان العبرة ومقتضى المقام والهدف من القصة، قصة فرعون مع النبي موسى -عليه السلام- من القصص التي ذكرها القرآن الكريم في أكثر من موضع.

قصة فرعون

الفرعون لقب اصطلح على إطلاقه في العصور الحديثة على حاكم مصر القديمة تماشيًا مع عادة إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم، فمثلًا لقب كسرى يطلق على ملك الفرس، ولقب قيصر يطلق على ملك الروم، ولقب النجاشي يطلق على ملك الحبشة وهكذا، قصة فرعون التي يتحدث عنها المقال هو أحد الحكام الذين حكموا مصرًا، وقد كان ظالمًا ومتماديًا في ظلمه وغيه، وأنزل ظلمه على طائفةٍ وهم بنو إسرائيل حيث أنهم عاشوا في عهده في بلاء وشدة، وبينما كان الحال كذلك تقدم كاهن من الكهنة وقال لفرعون: “سيولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك بيده”، فثار فرعون وخاف على ملكه فأخذ يقتل كل طفل ذكر يولد من بني إسرائيل، وعندما جاء السيدة أم موسى المخاض دبرت أمر الولادة وأخفت وليدها عن أعين جيش فرعون لمدة من الزمن، ثم ألهمها الله تعالى بأن تضع طفلها في صندوق وتلقي به في اليم، ففعلت وتوكلت عليه -عز وجل-، ووصل الصندوق عند قصر فرعون فأخذه الجنود إليه، وعندما رأت زوجة فرعون الطفل موسى أحبته حبًا شديدًا وطلبت من فرعون السماح لها بالاحتفاظ به وتربيته، وبذلك قيد الله تعالى بيت فرعون ليربى به موسى -عليه السلام-.

عندما أصبح موسى -عليه السلام – بالأربعين بعثه الله تعالى ليهدي الناس وفرعون أولهم؛ فدعا فرعون ووضح له أنه مخلوق وبأن الله تعالى هو الخالق، ولكنه تكبر وعلا، وتوعد موسى -عليه السلام -بالسجن والتعذيب، واستمر موسى -عليه السلام- بالإيتيان بالآيات التي تدل على وحدانية الله -عز وجل-، وبقي فرعون ينكر ويستكبر، ثم أوحى الله -عز وجل- لموسى -عليه السلام- بأخذ من آمن معه والخروج من مصر ليلًا، فقام فرعون بجمع الناس من جميع ميادين مصر وخرج في أثر موسى -عليه السلام- ومن معه باتجاه البحر حتى حشره، فأصبح البحر من أمام موسى -عليه السلام- وفرعون وجنوده من خلفه، فأمر الله تعالى موسى -عليه السلام- بضرب البحر بعصاه فانشق البحر إلى قسمين وعبر موسى -عليه السلام- ومن معه إلى الجانب الآخر، وحاول فرعون ومن معه اللحاق بموسى -عليه السلام- فجاء أمر الله تعالى بإغراقهم ليكونوا عبرةً للباقين.

الدروس والعبر من قصة فرعون

عندما قص الله تعالى قصص الأمم الماضية في القرآن الكريم أمر بأخذ العبر والاتعاظ بما حصل لهم، وقصة فرعون من القصص القرآنية التي تعلم المسلم بعض الدروس مثل:

  • قضاء الله تعالى واقع لا محاله ولا يمكن لأي من البشر مقاومته ومنعه.
  • الوثوق بالله تعالى وحسن الظن مثل ما عملت السيدة أم موسى.
  • العمل على بر الأم من خلال موقف شقيقة موسى -عليه السلام- عندما بحثت عن أخيها بأمر والدتها.
السابق
قصة سليمان عليه السلام
التالي
قصة حادثة الإفك

اترك تعليقاً