رسل وأنبياء

قصة كليم الله وأياته التسع

قصة سيدنا موسى مع الخضر

من هو كليم الله

الأيات التسع لكليم الله

سيدنا موسى هو كليم الله الذي جاء بأياته التسع ونستعرض بمقالنا هذه الأيات وحكايات سيدنا موسى مع الخضر.

من هو كليم الله

كليم الله هو موسى بن عمران -عليه الصَّلاة والسَّلام- رسول الله تعالى إلى بني إسرائيل،

أرسله الله بالهدى إلى فرعون وقومِهِ وأيّده بالمعجزات وبالتوراة، وقد جعل الله تعالى أخا موسى

هارون -عليه السَّلام- نبيًّا مع موسى يسانده في القول والفعل، وما كان من قوم موسى ومن فرعون

إلَّا أن حاربوه وطاردوه، فنصره الله -سبحانه وتعالى- ومن آمن معه من المؤمنين وأغرق فرعون وجنوده

في نهاية الأمر، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على آيات موسى التسع إضافة إلى الحديث

عن قصة موسى والخضر. 1)

آيات موسى التسع

قبل التفصيل في آيات موسى التسع التي آتاه إياها الله -سبحانه وتعالى-، يمكن القول إنَّ آيات موسى

التسع وردت في كتاب الله -تبارك وتعالى- في قوله تعالى في سورة الإسراء:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا} 2)،

وقد كثرت أقوال المفسّرين في تفسير وشرح الآيات التسع التي آتاها الله نبيَّه موسى -عليه السَّلام-

فقد جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّه قال: “التسع الآيات البينات: يده، وعصاه، ولسانه،

والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات”، ويقول الشعبي:

“الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والسنين، ونقص من الثمرات، و1عصاه، ويده”،

وقيلَ أيضًا في تفسير آيات موسى التسع كما وردت في القرآن الكريم: “هذه آية واحدة، والطوفان،

والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ويد موسى، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبانٌ مُبين،

وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون”، والله تعالى أعلم. 3)

قصة موسى والخضر

بعد الحديث عن آيات موسى التسع سيتم المرور على قصة موسى مع الخضر،

وتبدأ قصة موسى والخضر عندما التقى موسى بالخضر الرجل الصالح، فقال له موسى -عليه السَّلام-

وفقًا للنص القرآني في سورة الكهف: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدً} 4)،

أجابه الخضر كما جاء في كتاب الله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} 5)،

فأجابه موسى -عليه السَّلام-: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} 6)،

فاشترط الخضر على نبي الله موسى ألَّا لا يسأله على شيء من أعماله إذا أراد أن يصحبه ويكون معه،

فجاء الموقف الأول، قال تعالى: {فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} 7).

وعندما اعترض موسى على تصرف الخضر ذكره الخضر بالعهد الي قطعه في البداية وهو ألَّا يسأله

على أي فعل من أفعاله، قال تعالى على لسان موسى: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} 8)،

وجاء الموقف الثاني وهو أن الخضر قتل غلامًا لقيه في الطريق:

فقال موسى للخضر: {فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا} 9)،

وعندما اعترض موسى -عليه السَّلام- على فعل الخضر ذكره الخضر وقال له:

{قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} 10)، فاعتذر موسى وقال للخضر: إذا سألتك عن أي شيء ثانية فلا تصاحبني، وجاء الموقف الثالث وهو كما قال تعالى: {فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} 11)، عندما سأله عن الحدث الثالث قال له الخضر: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} 12).

وبدا الخضر يسرد على نبي الله موسى -عليه السَّلام حقيقة الأشياء التي لم يستطع عليها موسى صبرًا، فقال له: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا *  وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} 13)، فشرح له إنَّ السفي كانت لمساكين في البحر وأن وراهم ملكًا يأخذ كل سفينة بالقوة والغصب، والغلام كان أبواه صالحين، والجدار كان لغلامين في المدينة وتحته كنز لهما، وهذا تأويل ما لم يسطع عليه نبي الله موسى -عليه السَّلام- صبرًا، والله تعالى أعلم. 14)

السابق
مشروعية الزكاة بالكتاب والسنة
التالي
فريضة الصيام وفضله للمسلم

اترك تعليقاً