صحة

قصة لوط عليه السلام

تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا

النبي لوط عليه السلام

لوط بن هاران بن تارح -عليه السلام- واحدٌ من الرُّسل والأنبياء الأكارم الذين جاء ذِكرهم في القرآن الكريم، وهو ابن أخ خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام-، وقد بُعث نبيّ الله لوط في زمن إبراهيم -عليهما السلام-، ولوطٌ من الأسماء الأعجمية أي أنّه ليس باسمٍ عربيٍّ؛ أي أنّ اسمه -عليه السلام- غير مشتقٍّ من كلمة اللواط -الفاحشة المنافية للفِطرة والمعروفة بالشذوذ الجنسي– وتصريفها لاط يلوط لواطًا، فأسماء الأنبياء ذات تكريمٍ كأشخاصهم -عليهم السلام-، وهذا المقال يسلط الضوء على قصة النبي لوط عليه السلام.

قصة لوط عليه السلام

آمن لوط برسالة عمه إبراهيم -عليهما السلام- وصدقه بكلّ ما جاء به من عند الله تعالى وهاجر معه من العراق في جميع رحلاته وأسفاره حتى نزل عليه الوحي من الله لدعوة أهل سدوم من أرض الأردن للإيمان بالله تعالى وترك فِعل الفواحش التي لم يسبقهم إلى فعلها أحدٌ من العالمين، وقد جوبهت دعوته -عليه السلام- بالرفض الشديد من أهل سدوم وأصدروا حكمًا عليه بإلإجماع بطرده وأهله من المدينة بعد أن دعاهم وجاهدهم جهادًا كبيرًا كي يثوبوا إلى رشدهم ويُقلعوا عن فِعل الفواحش التي تتنافى مع الأخلاق والفِطرة السوية؛ فكانت نتيجة دعوته إيمان أهل بيته فقط باستنثناء زوجته التي استحبت الكفر على الإيمان هنالك دعا نبيهم -عليه السلام- طالبًا النصر من الله بعد أن يئس من إيمانهم واستقامة حالهم، فاستجاب الله لطلبه وأوقع بهم العذاب الأليم وترك مسكنهم عبرةً ليوم الدِّين. 

قوم لوط عليه السلام

قوم لوط هو الاسم الإسلامي الذي عُرف فيه سكان مدينة سدوم وعمورة وما حولهما في جنوب الأردن والذين هاشوا قبل حوالي 3500 عامٍ، وهم الذين وقع عليهم العذاب الإلهي والذي أثبتته جميع الكتب السماوية وأهمها القرآن الكريم إذ لم ينج من هذا العذاب سوى نبيهم -عليه السلام- واهل بيته باستثناء زوجته التي لحِقت بقومها، وقد أرسل الله إليهم لوط بن هاران -عليه السلام- لدعوتهم إلى الإيمان وترك الفواحش التي اشتهروا بها؛ إذ كانوا يقطعون الطريق ويتواصون بالإثم والعدوان والفجور والخيانة ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكرٍ بالإضافة إلى الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحدٌ ألا وهي إتيان الذكور شهوةً من دون النساء والمعروفة باسم اللواط أو الشذوذ الجنسي لدى الرجال والتي استحقوا عليها العذاب حين أصروا على ارتكابها؛ فبعث الله إليهم ملائكته على صورة بشرٍ إلى المدينة فاستقبلهم أهلها بالرغبة في ارتكاب الفاحشة وحاول لوط -عليه السلام- ثنيهم عن ذلك لكنه لم يفلح وحزن لعجزه عن حماية ضيوفه، فأخبروه بأنهم ملائكة لا يستطيع قومه الوصول إليهم وأمروه بالخروج وأهله من المدينة التي سيحل عليها غضب الله في الصباح:”إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”

فقلب جبريل -عليه السلام- تلك المدينة وما حولها عاليها سافلها ثم أُمطروا بحجارةٍ من السماء حتى ماتوا جميعًا بعد أن غارت مساكنهم في الأرض وخرج الماء المالح جدًا والمعروف حاليًا باسم البحر الميت لتكون عبرةً وعظةً للناس جميعًا. 3) 4)

مضامين قصة لوط عليه السلام

تضمنت قصته -عليه السلام- مع قومه وقبل بعثته إليهم العديد من الفوائد والمضامين التي يجدر الإشارة إليها في معرض الحديث عن واحدةٍ من القصص القرآنية ذات التفاصيل المختلفة نظرًا لاختلاف الجُرم المُرتكب من قِبل هؤلاء القوم: 

  • الفطرة السليمة تهدي العبد إلى اتباع الحق والإيمان لكن مخالفة الفِطرة، واتباع خطوات الشيطان يقود إلى الهلاك والعذاب في الدَّاريْن.
  • دعوات الرسل والأنبياء جميعها تدعو إلى مكارم الأخلاق ونبذ مساوئها.
  • وجوب إكرام الضيف والدفاع عنه من أيّ عدوانٍ.
  • استمرار كله الأنبياء ومنهم لوط -عليهم السلام- في الدعوة إلى الله من أول يومٍ في التكليف وحتى الممات بكل أمانةٍ وصدقٍ وإخلاصٍ.
  • اشتمال البيت المؤمن على كافرٍ من أفراده دليلٌ على أنّ الهداية من الله تعالى.
  • وجوب أخذ العظة والعبرة من قصص الأوائل؛ لذا نهى الرسول الكريم عن زيارة أماكن العذاب أو الانتفاع بما فيها إلا للاتعاظ.

مواضع ذكر لوط عليه السلام في القرآن

جاء ذكر لوط -عليه السلام- في القرآن الكريم سبعًا وعشرين مرةً كواحدٍ من الأنبياء الذين يتوجب على المسلم الإيمان بهم تحقيقًا لمعنى الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة، وتلك المواضع هي: 

  • “وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” 
  • “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ”
  • “فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ” 
  • “فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ” 
  • “وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ”
  • “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ” 
  • “وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ” 
  • “إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ” 
  • “فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ” 
  • “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” 
  • “وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ” 
  • “وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ” 
  • “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ” 
  • “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ” 
  • “قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ” 
  • “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ” 
  • “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”
  • “فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” 
  • “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ”
  • “قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” 
  • “وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” 
  • “وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ” 
  • “وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ” 
  • “وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ” 
  • “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ” 
  • “إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ” 
  • ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”
السابق
قصة بقرة بني إسرائيل
التالي
قصة شعيب عليه السلام

اترك تعليقاً