الصحابة والتابعين

قصة مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم

قصة الصحابي بلال بن رباح

مؤذن الرسول بلال بن رباح

أول من نطق بالأذان في الاسلام

بلال بن رباح الصحابي الجليل لم يكن مؤذن عادي بل كان أول من نطق بالأذان في الاسلام

وكان لقبه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم.

بلال بن رباح هو أحد الصحابة الكرام وهو يعود من أصل حبشي قرشي، واسمه الكامل

هو بلاد بن رباح الحبشي القرشي التيمي، وهو كان مولى لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه،

وقد عرف بكثير من الألقاب أبو عبد الله، او أبو عبد الكريم، أبو عبد الرحمن.

من هو بلال بن رباح

كان سيدنا بلال بن رباح حبشي من الأرقام الذين كانوا يعيشون في مكة المكرمة،

وقد ولدته امه حمامة في مكة وهي كانت مولاة لبني جمح، حتى ظهر الإسلام

فكان من أوائل الذين أسلموا، حتى انه قد أصابه نصيب كبير من العذاب على ايدي المشركين،

وقد اشتهر بلال بن رباح على انه مؤذن رسول الله، فقد كان مؤذن في الحضر وأيضا في السفر.

كان اول من أعلن اسلامه هو أبو بكر الصديق وسمية وعمار وبلال وصهيب وأيضا المقداد،

وقد كان النبي وقومه وأبو بكر وقومه من الأشخاص الذين لم يتعرضوا الى أي تعذيب

من قبل الكفار، ولكن باقي المسلمين فقد مسهم الكثير من العذاب، فقد قاموا بإلباسهم

الدروع المصنوعة من الحديد وتركهم في صحراء مكة مع شمسها الحارقة،

واجبارهم ان يرجعوا عن دينهم ويعودون الى عبادة الاصنام، فقد نطق المسلمون

بما أرادوا الكفار لإرضائهم وتخفيف من العذاب ولكن سيدنا بلال لم يفعل ذلك فقد كان دائما

ما يردد احد احد، حتى ان المشركين جعلوا بلال يطوف في شعاب مكة وهو يحمل الولدان حتى يسخرون منه ويعذبونه.

حتى ان الشيخ محمد الخضري قال ” كان بلال مملوكًا لأميه بن خلف الجمحي القرشي،

فكان يجعل في عنقه حبلاً ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به وهو يقول أحد، أحد،

لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج في وقت الظهيرة في الرمضاء،

وهي الرمل الشديد الحرارة، لو وضعت عليه قطعة من اللحم لنضجت،

ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر

بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول أحد، أحد.

بداية بلال بن رباح في الاسلام

قد مر أبو بكر في يوم من الأيام على بلال وهو يعذب فقال لامية، يا أمية،

أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه، فقال له امية، أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى.

فقام سيدنا أبو بكر بدفع الأموال لامية حتى يعتق رقبة بلال بن رباح، حتى نزل القرآن الكريم

في وصف ذلك المشهد في اكثر من موقع فقال الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم،

﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴾ [الليل: 14، 15]؛

أيْ: أميَّة بن خلف ﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴾

[الليل: 16، 17]: الصدِّيق ﴿ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 18 – 21] بما يعطيه الله في الأخرى جزاء أعماله.

مكانة بلال بن رباح

قد كان لسيدنا بلال بن رباح مكانة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقد روى ابي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لبلال عند صلاة الصبح،

حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة،

فقال بلال، ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار،

إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.

وفي رواية أخرى لأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، السُّبَّاق أربعة:

أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم.

وقال أيضا سعد بن ابي وقاص، كنا مع رسول الله ستة نفر، فقال المشركون:

اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران،

حتى انزل الله تبارك وتعالى قوله بسم الله الرحمن الرحيم، وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ

يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ

فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ  وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا

أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ، صدق الله العظيم.

ما هي صفات بلال بن رباح

كان سيدنا بلا بن رباح شديد السمرة ونحيف، وكان شديد الطول، كثيف الشعر صوته جميل وعزب،

حتى انه كان لا يحب سماع أي كلمة من كلمات المدح والثناء، وكان أيضا دائما خجول

يغض بصره ويحنى راسه، وكان دائما يقول انما انا حبشي كنت بالأمس عبدا.

حتى انه ذهب يوما من الأيام يخطب الى نفسه والى أخيه زوجين فقال لأبيهما،

أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله،

إن تزوجونا فالحمد لله، وإن تمنعونا فالله أكبر، رضي الله عن سيدنا بلال.

السابق
ما لا تعرفه عن أصحاب الجنتين
التالي
الشاعر أبو طيب المتنبي

اترك تعليقاً