يجب على كل المسلمين السيرعلى نهج وسنه الرسل والأنبياء والشخصيات الإسلامية الجيدة.
النبي يعقوب عليه السلام
النبي يعقوب -عليه السلام- هو ابنُ النبيّ اسحاق ابن النبي إبراهيم -عليهم السلام-، وهو أحد الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، وهو أيضًا أبو النبي يوسف -عليه السلام-، وقد ورد اسم النبي يعقوب -عليه السلام- في القرآن الكريم ست عشر مرة، منها قوله تعالى: “وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ” 1)، وقد كان ليعقوب -عليه السلام- اثنا عشر ابنًا ذكرًا، وبنتٌ واحدة، وأبناؤه هم بنو إسرائيل، وفي هذا المقال سيتم ذكر قصة يعقوب عليه السلام.
قصة النبي يعقوب عليه السلام
قصة يعقوب -عليه السلام- من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم، فعندما تزوج إسحاق -عليه السلام- رزقه الله بولدين، الأول اسمه: عيصو، والثاني: خرج ليأخذ بعقب أخيه فأطلق عليه اسم يعقوب، وهو إسرائيل، وعندما تقدّم يعقوب -عليه السلام- بالعمر، ذهب إلى خاله لابان الموجود في أرض حران، وكان لخاله ابنتان هما: ليا وهي البنت الكبرى، وراحيل وهي الصغرى، وكانت راحيل هي الأجمل والأحسن، فطلبها يعقوب للزواج، فوافق خاله بشرط أن يرعى في غنمه مدة سبع سنين.
ولما انقضت المدة، صنع خاله لابان طعامًا وجمع الناس عليه، وزف ليا إلى يعقوب، ولما رآها قال لخاله: “لم غدرت بي؟! وأنت إنما خطبت إليك راحيل، فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فان أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزوجكها” فعمل يعقوب -عليه السلام- سبع سنين، وأدخلها عليه مع أختها، وكان ذلك مقبولًا في ملتهم، لكنه نُسخ فيما بعد في شريعة التوراة، وبعدها دعت راحيل ربها أن يرزقها غلام من يعقوب، فاستجاب الله لها فولدت لو يوسف، وكان حسنًا جميلًا، وحدثت كل هذه الأحداث وهم في أرض حران، ثم طلب يعقوب -عليه السلام- من خاله أن يعود إلى أهله، فقال له خاله: “إني قد بورك لي بسببك، فسلني من مالي ما شئت”، وأوحى الله إلى يعقوب -عليه السلام- أن يعود إلى قومه وأبيع، فعرض هذا على أهله فبادروا للرحيل معه.
ووصل يعقوب إلى أبيه إسحاق -عليهما السلام- في أرض كنعان حيث كان يسكن أيضًا إبراهيم -عليه السلام- وأقام عنده، ثم ما لبث أن مرض إسحاق ومات، والجدير بالذكر أن لأبناء يعقوب -عليه السلام- له مع أبنائه وابنه يوسف -عليه السلام- قصة شهيرة، وهي قصة يوسف -عليه السلام-، وقد ذُكر أن يعقوب -عليه السلام- لحق بربه وعمره مئة وسبعة وأربعون عامًا. 2)
مضامين قصة النبي يعقوب عليه السلام
تتضمّن قصة يعقوب -عليه السلام- الكثير من العبر، ويتركز الجزء الأكبر من هذه العبر في قصته مع ابنه يوسف -عليه السلام-، إذ إنّ يوسف رأى رؤيا، فأوصاه أبوه يعقوب بأن لا يقصصها على إخوته، وتوالت الكثير من الأحداث التي تُعرف بقصة يوسف، وهذه العبر كما يأتي:
- تتضمّن بيان محبة الأبناء، وكيف أن يعقوب -عليه السلام- ميّز يوسف عن إخوته لأنه توسم فيه صفات النبوة والخير، وكان هذا التمييز قلبيًا.
- تتضمّن بيان توخي الحيطة والحذر، خصوصًا الخوف من الحسد وعيون الناس، وكيف أن يعقوب -عليه السلام- حذر أبناءه من الدخول من باب واحد، بل أن يدخلوا من أبواب متفرقة حتى لا ينظر أحد إليهم بعين الحسد.
- تتضمّن دروسًا في الصبر، وكيف صبر يعقوب -عليه السلام- على البلاء، وكيف أنه ظلّ يقينه بالله كبيرًا بأن ابنه يوسف سيعود إليه.
مواضع ذكر النبي يعقوب في القرآن الكريم
ورد ذكر يعقوب -عليه السلام- في مواضع عدة في القرآن الكريم، والبعض قال أن “إسرائيل” هو نفسه يعقوب -عليه السلام-، أما عن ذكر اسم يعقوب بهذا الاسم الصريح، فقد جاء في آيات القرآن الكريم الآتية:
- “وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”
- “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
- “قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
- “أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”
- “قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
- “إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَأوُودَ زَبُوراً”
- “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ”
- “وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ”
- “وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
- “وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ”
- “وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”
- “يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً”
- “فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً”
- “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ”
- “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ”
- “وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ