صحة

قصة يونس عليه السلام

تعد القصص الإسلامية مليئة بالعبر والمواعظ التى يجب أن نأخذ منها كل ماهو مفيد ونأخذه كنهج فى حياتنا

النبي يونس عليه السلام

النبيّ يونس عليه السلام هو أحدُ أنبياء الله الذين ذُكروا في القرآن الكريم، وورد ذكره في مواضعَ عديدة من الآيات القرآنيّة، واسمه يونس بن متّى، ومتّى هي أمه، حيث يُنسب إليها، أما النصارى واليهود فيُطلقون عليه اسم يونان بن أمتاي، حيث ورد ذكر النبي يونس -عليه السلام- في الإنجيل والتوراة، وورد أنه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، ويوجد في القرآن الكريم سورة على اسمه وهي سورة يونس، وفي هذا المقال سيتم ذكر مضامين قصة يونس -عليه السلام-، وذكر قصة النبي يونس -عليه السلام-.

قصة النبي يونس عليه السلام

بعثَ الله تعالى يونس -عليه السلام- إلى قرية نينوى في العراق، التي كانت عاصمة المملكة الآشورية، وكان عدد سكانها مئة ألف وأكثر، وكانوا يعبدون الأصنام، ويتعلقون بالخرافات والأموات، فذهب إليهم يونس -عليه السلام- ليبلغهم رسالة الله إليهمن ويدعوهم إلى التوحيد، وينذرهم من عقاب الله، لكنهم أعرضوا عنه وعصوا الله، وصدّوه، فحصل غضبٌ بينه وبين قومه، وخرج من عندهم، وبلغ به الغضب مبلغًا كبيرًا، وفارق قريته نينوى مبتعدًا عنهم قبل أن يأذن الله له بمغادرتها، إذ كان يجب عليه أن يمكث في مقر دعوته حتى يأذن الله له بالخروج، لكنه استعجل، ومضى باتجاه شاطئ البحر، فوجد سفينة ضاقت بأهلها، فركب معهم، فاقلعت السفينة في عرض البحر، وتلاطمت الأمواج من حولها، وتيقن أهل السفينة أنهم أشرفوا على الهلاك، فقرروا أن عليهم التضحية بأحد ركاب السفينة حتى يصبح الحمل أخف، فعملوا قرعة لاختيار شخصٍ ما، فاختارت القرعة يونس -عليه السلام-، فأُعيدت القرعة، فوقع الاختيار عليه مرة أخرى، وأعيدت مرة ثالثة فكان هو أيضًا صاحب القرعة، فكان لا بدّ من إلقائه في وسط البحر.

وتقدّم يونس -عليه السلام- إلى البحر الهائج، ليلقي نفسه إلى عالمه المجهول، فسقط في وسط البحر، وتعالت الأمواج وابتلعته، وفجأة ابتلعه حوت البحر، ومرّ من بين فكّيه، فأصبح الهلاك وشيكًا، ففي بطن الحوت لا يوجد نور ولا ماء ولا طعام، وأصبح في كربة وظلمة، وفي هذه اللحظات، أخذ يونس -عليه السلام- يستغيث ربه ويقول: “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” 1)، واعترف بذنبه أمام الله تعالى فاستجاب له ونجّاه، فشاء الله تعالى أن يعيشَ يونس -عليه السلام- في بطن الحوت مثل الجنين في بطن أمه، ومكث فيه مدّة أربعين يومًا، وقيل ثلاثة أيام، وقيل أن الحوت التقمه ضحى ولفظه في وقت العشاء، ولفظه الحوت بعد مناجاته ودعائه، ووضعه في مكانٍ خالٍ من الأشجار، فأنبت الله له شجرة يقطين، وكانت أوراقها ناعمة على جسمه، وتحميه من حرّ الشمس والهواء، حتى عادت له عافيته،فرجع إلى قومه ليتمم مهمته ويدعوهم إلى الله حتى آمنوا جميعًا. 2)

مضامين قصة النبي يونس عليه السلام

تتضمّن قصة يونس -عليه السلام- الكثير من العبر والمواعظ، وهي من قصص الأنبياء التي انتشرت واشتهرت كثيرًا، نظرًا لغرابتها، ولعمق الدعاء الذي دعا به يونس -عليه السلام-، أما اهم مضامين قصة يونس -عليه السلام- فهي كما يأتي: 3)

  • أنّ الله تعالى يقبل التوبة النّصوح من عبده، ويفرج كربته، تمامًا مثلما قبل توبة يونس -عليه السلام- وأخرجه من ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر.
  • إظهار فضل التسبيح والدعاء في تفريج الكربات، إذ إنّ يونس -عليه السلام- اجتهد في التسبيح والابتهال والدعاء حتى فرج الله كربه، وكان تسبيحه سببًا لنجاته.
  • ذِكر دعاءٍ لا يقوله عبدٌ مسلم إلا فرج الله كربته وهو: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
  • تضمّنت قصة يونس -عليه السلام- ذكر فضل الدعاء، وكيف أن الله تعالى يَعِدُ عباده بالإجابة ويستجيب لهم.

مواضع ذكر النبي يونس في القرآن الكريم

ورد ذكر النبي يونس -عليه السلام- في عدّة مواضع من القرآن الكريم، إذ ذكر باسمه الصريح في بعض الآيات، وفي آياتٍ أخرى ذكره الله تعالى بلقبه وهو “ذو النون“، أو “صاحب الحوت”، وقد ذُكِرَ باسمه يونس أربعَ مرّات فقط في سورة النساء وسورة يونس وسورة الأنعام وسورة الصافات، وذكر بلقبه مرتين في سورة القلم وفي سورة الأنبياء، وهي كما يأتي: 4)

  • “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ” 5)
  • “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” 6)
  • “وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” 7)
  • “فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ” 8).
  •  “إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا” 9)
  • وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” 10)
السابق
قصة سيدنا يحيى عليه السلام
التالي
قصة أصحاب القرية

اترك تعليقاً