المقدمة.
اسبانيا حالياً وبلاد الأندلس سابقا ؛ الفردوس المفقود للمسلمين ، في تلك البلاد التي حكمها المسلمون لثمانمائة عام وأقاموا بها حضارة عظيمة لا مثيل لها ومازالت تبهر الجميع حتى اليوم ، ففي الوقت التي كانت القارة العجوز أوربا غارقة في الظلام والجهل والتخلف كانت الأندلس هي شعلة الحضارة ومنارة العلم والتفرد العمراني الذى لا مثيل له فكانت نقطة الضوء الوحيد في القارة العجوز المتخلفة حتى شاء الله أن تسقط الخلافة الإسلامية بسقوط آخر معاقل المسلمين فيها وهى غرناطة الواقعة جنوب إسبانيا وتنازل آخر ملوك المسلمين أبو عبدالله الصغير عن الحكم وتسليمه لمفاتيح قصر الحمراء لملوك قشتالة الكاثوليكيين ،حيث أن قصر الحمراء تلك المعجزة المعمارية الفريدة التي لا مثيل لها كانت هي مركز الحكم في غرناطة لمدة ثلاثمائة عام ليشهد على حضارة عظيمة مازالت قائمة الى اليوم.
منى بنى قصر الحمراء في إسبانيا؟
قصر الحمراء بدأ بنائه في القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر ميلادي بواسطة دولة بنى الأحمر ” بنو نصر” حيث بدأ القصر في مدينة الحراء والتي كانت تشمل قصر الحاكم والقلعة وقتها وثم أتخذ محمد بن الأحمر النصري مركزه في المدينة وأنشأ أسوار عالية واتخذها قاعدة لحكمة حتى آواخر القرن السابع الهجري أنشأ محمد بن محمد بن الأحمر الغالب بالله ـ ثاني سلاطين غرناطة ـ مباني الحصن الجديد والقصر الملكي وأستغرق بناء القصر حوالي 150 عام.
تميز قصر الحمراء بتميزه المعماري الفريد من حيث وسمات العمارة الإسلامية من حيث اللمسات القرآنية والأبيات الشعرية وأشتهر بشعار ” لا غالب إلا الله” والذي ما زال حاضراً الى الان على جدران القصر ليشهد ان المسلمون في يوماً ما كانوا هنا.
قاعة السفراء بقصر الحمراء
قاعة السفراء بقصر الحمراء تلك القاعة التي تعد أكبر قاعات القصر وتقع في برج قومارش، أكبر برج في قصر الحمراء الذي يبلغ ارتفاعه 45 متراً وتسمى ايضاً بقاعة القصر حيث كان يجلس فيها السلطان يترأس مجلسه، وفى تلك القاعة سلم محمد أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس مفاتيح قصر الحمراء الى ملوك قشتالة الكاثوليكيين وهم إيزابيلا وفرناندو، ويقال إنه في تلك القاعة استقبلت ايزابيلا كريستوف كولومبوس بعد عودته من اكتشاف الأمريكيتين.
بهو الأسود بقصر الحمراء
تلك الباحة التي تعد من أكثر الأماكن شهرة في الحمراء ويوجد بها أثنى عشر أسد مجسمين على هيئة نافورة في مركز البهو، وتلك النافورة مصنوعة من الرخام الأبيض، ولقد أمر ببنائها الملك محمد الخامس، ولقد كانت تلك النافورة على هيئة ساعة مائية حيث ينتظم خروج الماء منها كل ساعة من أفواه الأسود.
فناء الريحان الكبير بقصر الحمراء.
أطلق عليه هذا الاسم بسبب وجود أحواض الريحان الخضراء حوله والتي تتناقض مع الأرضية الرخامية البيضاء التي تتمحور حول بركة مركزية مميزة وأطلق عليه أيضا اسم فناء الحوض أو البركة، بالتحديد بسبب هذا الحوض التي تبلغ مساحته 34 متر في 7,10 متر.
خاتمة: –
في يوم ما حكم المسلمون تلك البلاد وأقاموا بها حضارة عظيمة لكن قدر الله ان يسقط الحكم الإسلامي فيها ولكن تبقى القصور والحدائق والبيوت شاهدة على حضارة عظيمة لا مثيل لها ، ولكن هل لنا عبرة في سقوط الأندلس؟ هل لنا عبرة في التعلم من دروسها لنحمي بلادنا التي تتعرض الان لخطر عظيم؟ إذا اعجبتك المقالة يمكنك مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.