شعر عربي

قصيدة ارادة الحياة

اجمل القصائد قصيدة ارادة الحياة

قصيدة ارادة الحياة روعه

نبذه عن قصيدة ارادة الحياة

 ان قصيدة ارادة الحياة للشاعر الجميل ابو القاسم الشابي وهو كان والده قاضيا عرف بالتقوى وتوفي وعمر الشاعر يقترب من الحادية عشرة

عانى الشابي من مرض في القلب، ومع تقدمه في العمر زادت حالته سوءا؛ فكانت طفولته بايسة صعبة، وتلقيه لحقيقة وفاة والده، كما انه كان طفلا ضعيف البنية، اضافة الى البيية السيية التي قد كانت تحيط به كطالب. نصحه الاطباء بالاعتدال في حياته والابتعاد عن كل ما يوثر في صحته، الا انه لم يستمع لهم، اذ ان الوجع السيكولوجي الذي قاسى منه كان كافيا بان يضعف من تمكن قلبه ومن صحته البدنية. مات ابو القاسم الشابي عام 1934 في ريعان شبابه.

قصيدة ارادة الحياة

اذا الشعب يوما اراد الحيـاة

فلا بد ان يستجيب القـدر

ولا بـد لليـل ان ينجلــي

ولا بد للقيد ان يـنكسـر

ومن لم يعانقه شوق الحيـاة

تبخـر في جوهـا واندثـر

فويل لمن لم تشقـه الحياة

من صفعـة العـدم المنتصر

كذلك قالت لـي الكاينات

وحدثنـي روحـها المستتر

ودمدمت الريح بين الفجاج

وفوق الجبال وتحت الشجر

اذا ما طمحـت الـى غـاية

ركبت المنى ونسيت الحذر

ولم اتجنب وعـور الشعـاب

ولا كبـة اللهـب المستعـر

ومن لا يحب ارتفاع الجبـال

يعش ابد الزمن بين الحفـر

فعجت بقلبي دماء الشبـاب

وضجت بصدري رياح اخر

واطرقت، اصغي لقصف الرعود

وعزف الهواء ووقع المطـر

وقالت لي الارض – لما سالت:

” ايـا ام هل تكرهين البشر؟”

“ابارك في الناس اهل الطموح

ومن يستلـذ ركوب الخطـر

والعن من لا يماشي الزمـان

ويقنع بالعيـش عيش الحجر

هو الكون حي ، يحـب الحياة

ويحتقر الميت ايا كان كـبر

فلا الافق يحضن ميت الطيور

ولا النحل يلثم ميت الزهــر

ولـولا امومة قلبي الرووم

لما ضمت الميت هذه الحفـر

فويل لمن لم تشقـه الحيـاة

من لعنة العـدم المنتصـر!”

وفي ليلة من ليالي الخريف

نمثقلـة بالاسـى والضجـر

سكرت بها من ضياء النجوم

وغنيت للحزن حتى سكـر

سالت الدجى: هل تعيد الحياة

لما اذبلتـه ربيع العمـر؟

فلم تتكلم شفـاه الظلام

ولم تترنـم عذارى السحر

وقال لي الغـاب في رقـة

محببـة مثل خفـق الوتـر

يجيء الشتاء، شتاء الضباب

شتاء الثلوج ، شتاء المطـر

فينطفىء السحر ، سحر الغصون

وسحر الزهور وسحر الثمر

وسحر العشية الشجي الوديع

وسحر المروج الشهي العطر

وتهوي الغصون واوراقـها

وازهـار عهد حبيب نضـر

وتلهو بها الريح في كل واد

ويدفنـها السيـل انى عـبر

ويفنى الجميع كحلم بديـع

تالـق في مهجـة واندثـر

وتبقى البـذور التي حملـت

ذخيـرة عمر جمـيل غـبر

وذكرى فصول ، ورويا حياة

واشباح دنيا تلاشت زمـر

معانقـة وهي تحـت الضباب

وتحت الثلوج وتحـت المدر

لطيف الحيـاة الذي لا يمـل

وقلب الربيع الشذي الخضر

وحالمـة باغـانـي الطيـور

وعطر الزهور وطعم الثمـر

وما هـو الا كخفـق الجناح

حتـى نما شوقـها وانتصـر

فصدعت الارض من فوقـها

وابصرت الكون عذب الصور

وجـاء الربيـع بانغامـه

واحلامـه وصبـاه العطـر

وقبلـها قبـلا في الشفـاه

تعيد الشبان الذي قد غبـر

وقال لها : قد منحـت الحياة

وخلدت في نسلك المدخـر

وباركـك النـور فاستقبـلي

شباب الحياة وخصب العمر

ومن تعبـد النـور احلامـه

يباركه النـور انـى ظهر

اليك الفضاء ، اليك الضيـاء

اليك الثرى الحالم المزدهر

اليك الحسن الذي لا يبيـد

اليك الوجود الرحيب النضر

فميدي كما شيت فوق الحقول

بحلو الثمار وغـض الزهـر

وناجي النسيم وناجي الغيـوم

وناجي النجوم وناجي القمـر

وناجـي الحيـاة واشواقـها

وفتنـة ذلك الوجـود الاغـر

وشف الدجى عن حسن عميق

يشب الخيـال ويذكي الفكر

ومد على الكون سحر غريب

يصـرفه سـاحـر مقـتدر

وضاءت شموع النجوم الوضاء

وضاع البخور، بخور الزهر

ورفرف روح غريب الجمال

باجنحـة من ضياء القمـر

ورن نشيد الحياة المقـدس

في هيكـل حالم قد سـحر

واعلن في الكون ان الطموح

لهيب الحيـاة وروح الظفـر

اذا طمحت للحياة النفوس

فلا بد ان يستجيب القـدر

قصايد اخرى للشابي

من القصايد الاخرى التي ابدع في كتابتها الشابي، اخترنا لكم ما ياتي:

سيمت الحياة

سيمت الحياة ، وما في الحياة

وما ان تخطت فجر الشباب

سيمت الليالي، واوجاعها

وما شعشعت من رحيق بصاب

فحطمت كاسي، والقيتها

بوادي الاسى وجحيم العذاب

فانت، وفي ذلك الحين غمرتها الدموع

وقرت، وفي ذلك الحين فاض منها الحباب

والقى عليها الاسى ثوبه

واقبرها الصمت والاكتياب

فاين الاماني والحانها؟

واين الكووس؟ واين الشراب

لقد سحقتها اكف الظلام

وقد رشفتها شفاه السراب

فما العيش في حومة باسها

شديد، وصداحها لا يجاب

كييب، وحيد بالامه

واحلامه، شدوه الانتحاب

ذوت في الربيع ازاهيرها

فنمن، وفي ذلك الحين مصهن التراب

لوين النحور على ذلة

ومتن، واحلامهن العذاب

فحال الجمال، وغاض العبير

واذوى الردى سحرهن العجاب

يا ايها الشادي المغرد

يا ايها الشادي المغرد ههنا

ثملا بغبطة قلبه المسرور

متنقلا بين الخمايل، تاليا

وحي الربيع الساحر المسحور

غرد، ففي هذه السهول زنابق

ترنو اليك بناظر منظور

غرد، ففي قلبي اليك مودة

لكن مودة طاير ماسور

هجرته اسراب الحمايم، وانبرت

لعذابه جنية الديجور…

غرد، ولا ترهب يميني، انني

مثل الطيور بمهجتي وضميري

لكن لقد هاض التراب ملامعي

فلبثت مثل البلبل المكسور

اشدو برنات النياحة والاسى

مشبوبة بعواطفي وشعوري

غرد، ولا تحفل بقلبي، انه

كالمعزف، المتحطم، المهجور

رتل على سمع الربيع نشيده

واصدح بفيض فوادك المسجور

وکنشد اناشيد الجمال، فانها

روح الوجود، وسلوة المقهور

انا طاير، متغرد، مترنم

لكن بصوت كابتي وزفيري

يهتاجني صوت الطيور، لانه

متدفق بحرارة وطهور

ما في وجود الناس من شيء به

يرضى فوادي او يسر ضميري

فاذا استمعت حديثهم الفيته

غثا، يفيض بركة وفتور

واذا حضرت جموعهم الفيتني

ما بينهم كالبلبل الماسور

متوحدا بعواطفي، ومشاعري،

وخواطري، وكابتي، وسروري

ينتابني حرج الحياة كانني

منهم بوهدة جندل وصخور

فاذا سكت تضجروا، واذا نطقت

تذمروا من فكرتي وشعوري

اه من الناس الذين بلوتهم

فقلوتهم في وحشتي وحبوري!

ما منهم الا خبيث غادر

متربص بالناس شر مصير

ويود لو ملك الوجود باسره

ورمى الورى في جاحم مسجور

ليبل غلته التي لا ترتوي

ويكظ نهمة قلبه المغفور

واذا خاضت الى البلاد فان افكا

ري ترفرف في سفوح الطور

حيث الطبيعة حلوة فتانة

تختال بين تبرج وسفور

ماذا اود من المدينة، وهي غارقة

بموار الدم المهدور

ماذا اود من المدينة، وهي لا

ترثي للصوت تفجع الموتور؟

ماذا اود من المدينة، وهي لا

تعنو لغير الظالم الشرير؟

ماذا اود من المدينة، وهي مرتاد

لكل دعارة وفجور؟

يا ايها الشادي المغرد ههنا

ثملا بغبطة قلبه المسرور!

قبل ازاهير الربيع، وغنها

رنم الغداة الضاحك المحبور

واشرب من النبع، الجميل، الملتوي

ما بين دوح صنوبر وغدير

وکترك دموع الصباح في اوراقها

حتى ترشفها عروس النور

فلربما قد كانت انينا صاعدا

في الليل من متوجع، مقهور

ذرفته اجفان الغداة مدامعا

الاقة ، في دوحة وزهور… ‍‍‍‍‍

تسايلني

تسايلني: مالي سكت، ولا اهب

بقومي، وديجور المصايب مظلم»

«وسيل الرزايا جارف، متدفع

عضوب، وجه الزمن اربد، اقتم؟

سكت، وفي ذلك الحين قد كانت قناتي غضة

تصيح الى همس النسيم، وتحلم

وقلت، وفي ذلك الحين اصغت الى الريح مرة

فجاش بها اعصاره المتهزم

وقلت وفي ذلك الحين جاش القريض بخاطري

كما جاش صخاب الاواذي، اسحم:

ارى المجد معصوب الجبين مجدلا

على حسك الالم، يغمره الدم

وقد كان وضاح الاسارير، باسما

يهب الى الجلى ، ولا يتبرم»

فيا ايها الظلم المصعر حده

يرويدك! ان الزمن يبني ويهدم

سيثار للعز المحطم تاجه

رجال، اذا جاش الردى فهم هم

رجال يشاهدون الذل عارا وسبة

ولا يرهبون الموت، والموت مقدم

وهل تعتلي الا نفوس ابية

تصدع اغلال الهوان، وتحطم»

ههنا في خمايل الغاب

ههنا في خمايل الغاب، تحت الزا

ن والسنديان، والزيتون

انت اشهى من الحياة وابهى

من حسن الطبيعة الميمون

ما ارق الشباب، في جسمك الغض

وفي جيدك البديع، الثمين!

وادق الحسن في طرفك الساهي،

وفي ثغرك الجميل، الحزين!

والذ الحياة حين تغنيـ ـن

فاصغي لصوتك المحزون

وارى روحك الجميلة عطرا

ضايعا في حلاوة التلحين!

قد تغنيت منذ حين بصوت

ناعم، حالم، شجي حنون

نغما كالحياة عذبا عميقا

في حنان، ورقة وحنين

فاذا الكون قطعة من نشيد

علوي، منغم موزون

فلمن كنت تنشدين؟ فقالت:

«للضياء البنفسجي الحزين»

«للضباب المورد، المتلاشي

كخيالات حالم، مفتون

«للمساء المطل لشفق السا

لسحر الاسى ، وسحر السكون

للعبير الذي يرفرف في الافق

ويفنى ، مثل المنى ، في سكون»

للاغاني التي يرددها الرا

عي بمزماره الصغير، الامين

وبنى الليل والربيع حواليـ

نا حياة الهوى ، وروح الحنين

ويوشي الوجود بالسحر، والاحلام

والزهر، والشذى ، واللحون

للحياة التي تغني حوالي،

على السهل، والربى والحزون

للينابيع، للعصافير، للظل

لهذا الثرى ، لهذه الغصون

«للنسيم الذي يضمخ احلا

مي بعطر الاقاح والليمون

«للجمال الذي يفيض على

لاشواق قلبي المشحون

للزمان الذي يوشح ايامي

بضوء المنى وظل الشجون

للشباب السكران، للامل المعبود،

للياس، للاسى ، للمنون

فتنهدت، ثم قلت: «وقلبي

من يغنيه؟ من يبيد شجوني؟

قالت:الحب ثم غنت لقلبي

قبلا عبقرية التلحين

قبلا، علمت فوادي الاغاني،

وانارت له ظلام السنين

قبلا، ترقص السعادة والحب

على لحنها العميق الرصين

..وافقنا، فقلت كالحالم المسحور:

قولي، تكلمي، خبريني

اي دنيا مسحورة ، اي رويا طالعتني في ضوء هذي العيون:»

زمر من ملايك الملا الاعلى

يغنون في حنو حنون

«وصبايا رواقص، يتراشق

بزهر التفاح والياسمين

في فضاء، مورد، حالم سا

ه اطافت به عذارى الفنون»

«وجحيم توج تحت فرادي

كاحلام شاعر مجنون؟

«اي خمر موجج ولهيب

مسكر؟ اي نشوة ، وجنون؟

اي خمر رشفت، لكن اي نار

في شفاه، بديعة التكوين»

«واسمعي الغاب،

فهو قيتارة الكون

اي اثم مقدس، قد لبسنا

برده في مساينا الميمون؟»

فبدا طيف بسمة ، ساحر عذب،

على ثغرها، قوي الفتون

واجابت- وكلها فتنة تغوي،

وتغري بالحب، لكن بالجنون

كل زهر يضوع منه اريج

من بخور الربيع، جم الفتون

ونجوم السماء فيه شموع

اوقدتها للحب روح القرون

طهري يا شقيقة الروح ثغري

بلهيب الحياة ، لكن قبليني»

«قبليني، واسكري ثغري الصا

مت وقلبي، وفتنتي، وجنوني

علني استطيع ان اتغنى

لجمال الدجى بوحي العيون

«اه ما اجمل الظلام! واقوى

وحيه في فوادي المفتون!

انظري الليل فهو في حلة ظ

ـلام يسير على الذرى والحزون»

واسمعي الغاب،فهو قيثارة الكون

ن تغني لحبنا الميمون»

ان سحر الضباب، والليل، والغا

ب، بعيد النطاق ، قوي الفتون

وجمال الظلام يعبق بالاحلام

والحب… فابسمي، والثمين

اه: ما اعذب الغرام! واحلى رنة

اللثم في خشوع السكون!

.. وسكرنا هناك.. في عالم الاحـ

بة تحت السماء، تحت الغصون

وتوارى الوجود عنا بما في

وغبنا في عالم مفتون

ونسينا الحياة ، والموت، والسكو

ن وما فيه من منة ومنون

ترجو السعادة

ترجو السعادة يا قلبي ولو وجدت

في الكون لم يشتعل حزن ولا الم

ولا استحالت حياة الناس اجمعها

وزلزلت هاته الاكوان والنظم

فما السعادة في الدنيا سوى حلم

ناء تضحي له ايامها الامم

ناجت به الناس اوهام معربدة

لما تغشتهم الاحلام والظلم

فهب كل يناديه وينشده

كانما الناس ما ناموا ولا حلموا

خذ الحياة كما جاءتك مبتسما

في كفها الغار، او في كفها العدم

وارقص على الورد والاشواك متيدا

غنت لك الطير، او غنت لك الرجم

واعمى كما تامر الدنيا بدون مضض

والجم شعورك فيها، انها صنم

فمن تالم لن ترحم مضاضته

ومن تجلد لم تهزا به القمم

هذي سعادة دنيانا، فكن رجلا

ـ ان شيتها ـ ابد الاباد يبتسم!

وان اردت قضاء العيش في دعة

شعرية لا يغشي صفوها ندم

فاترك الى الناس دنياهم وضجتهم

وما بنوا لنظام العيش او رسموا

واجعل حياتك دوحا مزهرا نضرا

في عزلة الغاب ينمو ثم ينعدم

واجعل لياليك احلاما مغردة

ان الحياة وما تدوي به حلم

السابق
معلومات عن شعر النقائض
التالي
قصيدة الى رجل لنزار قباني

اترك تعليقاً